بعد معاناتهم من الإقصاء والتهميش، والمشاكل المستفحلة في جميع الميادين سواء الصحية، التعليمية، المواصلاتتية...، واستنفادهم للطرق المتاحة في التبليغ عما يشغلهم للمسؤولين، دون جدوى. نظم مؤخرا، مجموعة من سكان جماعة إكنون التابعة لإقليم تنغير مسيرة إلى مقر العمالة للتعبير عن السخط الذي يعتريهم واستيائهم وتذمرهم الكبير من الوضع المزري الذي يرزحون تحت نيره وكذلك لاستنكار لامبالاة القائمين على الشأن المحلي الذين عوض مواجهة هكذا وضع بحزم وصرامة كما تمليه عليهم المسؤولية التي يتقلدونها، يدسون رؤوسهم في التراب ويبتعدون عن معالجة قضايا السكان والاستجابة لمطالبهم المشروعة. وقد أخبر الكاتب العام للعمالة المتظاهرين بتواجد عامل الإقليم في خيرا، لا سيما، وأن اتفاقا تم عقده يقضي بتشكيل لجنة للحوار من منتخبي الجماعة ومنتدبين من طرف الساكنة. إلا وأنه إجازة، وأعطاهم وعدا بزيارة رسمية للعامل للمنطقة. وهو ما تحقق فعلا، بحضور العامل لجماعة إكنون يوم 5 مايو الجاري، رفقة مجموعة من رؤساء مصالح العمالة وبعثة من حزب الأصالة والمعاصرة، مما استبشر معه سكان المنطقة خيرا، وبعد تشكيل اللجنة المذكورة وقبل الشروع في الحوار تفاجأ السكان المتضررون بوجود المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة داخل القاعة، كونه غريبا عن الإطار الذي تم تشكيله لمباشرة الحوار، والأنكى من ذلك أن عامل الإقليم فوض الكلمة لهذا الأخير وسمح له في الخوض في هموم وانشغالات المنطقة، مما أثار حفيظة المنتدبين للحوار من السكان المتضررين، كما يقول بذلك أحدهم. وأضاف، أن العامل وعوض مناقشة صلب الموضوع والنفاذ إلى عمق المشاكل التي تؤرق بال المتضررين الذين كانوا ينتظرون الكثير من هذا الاجتماع، اخذ بمدح وتلميع صورة الأصالة والمعاصرة بل والدفاع عن هذا الحزب، الشيء الذي أثار استغراب الحضور وشكوكهم أيضا في الطريقة التي تعامل بها هذا المسؤول الذي من المفترض أن يكون متشبعا بالمواقف الحيادية البعيدة عن كل الشبهات الحزبية، بدل انحيازه وتعاطفه مع البام، مع ما يعنيه ذلك من مفارقة غاية في الغرابة، تتجلى في استغلال السلطة في حملة انتخابية سابقة لأوانها من المفروض إعمال القانون لمنعها، وليس هذا فقط، بل وعلى عامل الإقليم بصفته المسؤول الاول عن تدبير الشأن المحلي، منع أي حملة انتخابية سابقة لأوانها أي كان لونها وزمانها والمكان التي تقوم فيه.