تاريخيا لا يمكن لأي رياضي، إلا أن يتعاطف مع فريقي المغرب الفاسي وشباب المحمدية، بحكم أن مكانهما الطبيعي والعادي، هو القسم الوطني الأول، ونظرا لعدة مميزات تفتقدها العديد من الأندية التي تمارس بقسم الأضواء. كما أن تحمل مسؤولية التسيير من طرف أبناء عائلتين كبيرين، ارتبطا تاريخيا بناديي العاصمة العملية فاس، ومدينة الزهور المحمدية، منح الناديين العريقين الكثير من الإمكانيات، وأصبح هناك تفكير مستقبلي، مبني على التخطيط والاستثمار، والبعد مقاولاتي. إلا أن الأمور ليست على ما يرام، خاصة وأن الصراع على أشده من أجل كسب رهان الصعود، والدليل على ذلك الصعوبة التي يجدها كل من الشباب والماص، من أجل فرض سيطرتهما على مقدمة الترتيب منذ انطلاق بطولة هذا الموسم. فالإمكانيات التي يتوفران عليها مقارنة بباقي الأندية المنافسة، تؤهلهما لفرض سيطرة مطلقة على المنافسات، إلا أن العكس الحاصل حاليا، صحيح أن فريق الشباب يحافظ على المقدمة منذ دورات، كما أن الفريق الفاسي من أقوى فرق المطاردة، إلا أن المستوى الذي يقدمه الفريقان، جد متوسط، ولا يرقى إلى الإمكانيات المتوفرة لهما. لقاءات آخر دورة والتي جرت عصر أول أمس الأربعاء، عرفت تحقيق أولمبيك الدشيرة لفوز بين على حساب الشباب بملعب البشير، وبثلاثة أهداف لواحد، وهذا يؤكد أن المال وحده لا يكفي، كما أن عودة الماص بنتيجة التعادل من سيدى قاسم، يذهب في نفس الاتجاه، ولا يمنح إشارات اطمئنان. فميزانية فريق الدشيرة أقل بكثير مما يصرفه الرئيس هشام آيت منا يمينا ويسارا، ولا يصل لما يقدمه إسماعيل الجامعي، ورغم ذلك فالمستوى الذي يقدمه هذا الفريق الصغير أفضل بكثير. أشبال المدرب الشاب عبد الكريم الجيناني، سبق وأن حققوا تعدلا مثيرا أمام المغرب الفاسي بفاس، حيث أجبروا المضيف على التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. ولا يمكن القول أن هناك سرا وراء هذا التألق الذي تظهر مجموعة من الفرق الطموحة رغم قلة الإمكانيات، كأولمبيك الدشيرة والشباب الرياضي السالمي والراك وغيرها، كما أن الاتحاد القاسمي تحسن مستواه كثيرا، وأصبح يحقق نتائج مهمة وكرة قدم جميلة، منذ أن التحق به المدرب سعيد الصديقي، وهذا يؤكد أن عملا يبذل في صمت وبدون بهرجة، وهو ما يقود حتما إلى النتائج المنتظرة. صراع الصعود لازال مفتوحا بين فرق المقدمة مع امتياز للشباب، لكن المؤكد أن الفريقين المرشحين من قبل، يفتقدان للكثير من مقومات اللعب بالقسم الأول، خاصة من الناحية التقنية، وفي حالة تحقيق الهدف الذي يطمح له جمهورهما، فان عملا كبيرا ينتظرهما قصد مواجهة قوة وندية القسم الأول. فريق أولمبيك الدشيرة يقدم نفسه كمرشح محترم نظرا للمستوى الطيب الذي يقدمه في كل المباريات، أما الراك والسوالم، فلديهما إمكانيات وطموح مهمين، لكن قلة الإمكانيات قد تعصف بأحلاهمهما خلال السباق الأخير حول الصعود. ننتظر الدورات الأخيرة، والتي نتمنى أن تمر في أجواء عادية واحترام تام لشروط التنافس الرياضي الشريف.