نظم طلبة معاهد التكوين المهني، صباح أول أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط، كما احتج زملاؤهم بالدار البيضاء، أمس، أمام المديرية الجهوية للتكوين المهني. ومن المرتقب أن تشهد مدن أخرى، بداية من يومه الأربعاء، صيغا احتجاجية متنوعة ضد ما يسميه الطلبة «حيفا يطالهم جراء الإضرابات شبه اليومية لأساتذة التكوين المهني، والتي تؤدي إلى توقفات متواصلة للدراسة». وتخلل وقفتي الرباط والدار البيضاء رفع لافتات و ترديد شعارات منددة ب»التلاعب بالمصير المهني» للطلبة، الذين لم يستفيدوا من الدروس المبرمجة في المقررات الدراسية للموسم 2010/2011، ولم يكملوا وحداتهم الدراسية، استعدادا لاجتياز امتحانات التخرج التي ستنطلق خلال الأسبوع الأخير من الشهر القادم. وقال منسق الحركة الوطنية على الفايسبوك، التي أنشأها الطلبة تحت اسم «جميعا ضد الاختبار النظري» والتي تضم أزيد من ثلاثة آلاف عضو، «إنه على بعد خمسة أسابيع على نهاية السنة الدراسية، لازالت مراكز التكوين المهني على الصعيد الوطني، تعرف إضرابات متواصلة جعلت الطلبة يتساءلون، ليس فقط عن مصير سنة كاملة يتهددها الضياع، بل أيضا عن قيمة الشواهد التي قد يحصلون عليها، دون تكوين في المستوى الذي يفرضه سوق العمل». واعتبر منسق الحركة، في حديثه لبيان اليوم، احتجاجات الساهرين على مراكز التكوين «تلاعبا بمصيرهم المهني»، على اعتبار أنهم لم يتلقوا ما يكفي من الدروس النظرية والتطبيقية، ولم يكملوا وحداتهم الدراسية استعدادا لاجتياز امتحانات التخرج. من جانبها، نفت الجامعة الوطنية للتكوين المهني أية مسؤولية لها في ما يشبه العطلة الإلزامية للطلبة، مؤكدة في تصريح لكاتبها العام محمد العلوي أدلى به لبيان اليوم، على أن وزارات التشغيل، والمالية، والداخلية، وتحديث القطاعات العمومية، هي المسؤولة بالدرجة الأولى على الشلل الذي يطال مراكز التكوين المهني على الصعيد الوطني لرفضها، الاستجابة لستة مطالب عادلة ومشروعة ترفع من معنويات كل العاملين بمراكز التكوين وتحثهم على مزيد من الجهود خدمة لشباب المغرب وللاقتصاد الوطني، رغم توالي الاحتجاجات والإضرابات والبروتوكولات الموقعة واللقاءات التي توجت بموافقات وتوافقات. وفيما كان القائمون على مراكز التكوين المهني يتوقعون استجابة لجزء من مطالبهم بداية هذا الأسبوع، علمت بيان اليوم أن الاتصالات التي كانت جارية، منذ الأربعاء الماضي، بين مدير الموارد البشرية بوزارة وزير التشغيل والتكوين المهني، وبين الممثلين النقابيين، توقفت عند الحواجز ذاتها التي كانت وراء الإضرابات. كما علمت الجريدة من مصادر مطلعة، أن توقف الدراسة سيتواصل يومه الأربعاء وغدا الخميس والسبت القادم، بعد الفشل الذي منيت به اتصالات كان يعول عليها، يقول العلوي، لامتصاص الغضب عبر توقيع وثيقة رسمية أو قرار حكومي يساهم في طي ملف لا يتضمن سوى مطلب إدماج المستخدمين المتعاقدين، وإعادة النظر في نظام التقاعد، وترتيب حاملي الشهادات في السلالم التي يستحقونها، وتوفير خدمات صحية في المستوى اللائق. وكانت الجامعة الوطنية للتكوين المهني تعول على نجاح المفاوضات وحدوث انفراج خلال هذا الأسبوع. ولهذا كان النقابيون يؤكدون عزم كل طاقم مراكز التكوين المهني التعبئة للقيام بدورات استدراكية، وفتح أبواب المراكز أيام الآحاد. وهو ما يبدو اليوم، صعب المنال بعد المسار الذي اتخذته المفاوضات، والذي لا يسير في اتجاه إنقاذ سنة دراسية يتهددها البياض.