نبيل بنعبد الله: نقدر لتونس استقبال الجالية المغربية بليبيا واحتضانها للشعب الليبي من همجية القذافي قرر حزب التقدم والاشتراكية وحزب الحرية والعدالة التونسي إنشاء لجنة مشتركة بين قيادتي الحزبين لتكون أداة فعالة في الدفع بجهود التنسيق وصياغة برنامج مشترك لاتخاذ مبادرات مشتركة بينهما. وثمن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، لدى استقباله، يوم الخميس الماضي بالمقر الوطني للحزب، رئيس حزب الحرية والعدالة، سهيل الصالحي، فتح آفاق جديدة مع هذا الحزب، الذي يمثل جبهة تضم حوالي 20 حزبا جديدا بالشقيقة تونس، وهو ما سيفتح صفحة للتعاون بين حزب التقدم والاشتراكية وحزب الحرية والعدالة والأحزاب الحليفة له، معربا عن استعداد الحزب لتوطيد العلاقات مع نظيره التونسي، وإيجاد الصيغ الملائم لتبادل مثمر وبناء، على جميع المستويات، بما يخدم القضايا والمصالح العليا للشعبين التونسي والمغربي. واعتبر نبيل بنعبد الله، في تصريح لبيان اليوم على هامش اللقاء، أن زيارة وفد حزب الحرية والعدالة التونسي إلى المغرب إشارة قوية للمكانة التي يحتلها المغرب لدى الأشقاء في تونس، وتأتي في إطار التطورات التي عرفتها وتعرفها تونس، والحراك السياسي والديمقراطي العميق الذي انخرطت فيه، والذي تطمح من خلاله إلى بناء دولة ديمقراطية ينعم فيها الشعب التونسي بالحرية والعدالة الاجتماعية. وعبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لضيفيه أن المغرب يتابع عن كثب ما يجري في تونس، متمنيا أن تمر الفترة الانتقالية الحالية التي تعرفها، في أحسن الظروف. وقال نبيل بنعبد الله «إن الحيوية الجديدة التي تؤطر الحياة السياسية في تونس تجعلنا في شغف للتقرب منها»، مشيرا إلى أن الحراك السياسي الذي يعرفه المجتمع المغربي في الوقت الراهن، والطموح إلى استكمال مسلسل الإصلاح الذي انخرط فيه، هو ما أجل مشروع التقرب من الحركية الجديدة في تونس من خلال القيام بزيارة إليها. وأعرب بنعبد الله عن أمله في أن يؤثر ما يجري في تونس والمغرب من حراك سياسي ومناخ ديمقراطي على الجزائر من أجل مستقبل المنطقة وبناء مغرب عربي قوي، كفضاء سياسي واقتصادي وثقافي موحد، حتى تتمكن دول المنطقة من لعب الدور الأساسي إقليميا وجهويا وقاريا ودوليا. وشدد نبيل بنعبد الله على الدور الكبير الذي تلعبه تونس، رغم الفترة العصيبة والانتقالية التي تعرفها، في الوقوف إلى جانب الجالية المغربية المقيمة في ليبيا وكذلك احتضان الشعب الليبي، الذي يعاني الويلات والتقتيل من طرف نظام العقيد القذافي. معلنا رفض حزب التقدم والاشتراكية لما أسماه «الهمجية التي يمارسها القذافي في حق شعبه الأعزل». وأعرب في هذا الصدد، عن استعداد الحزب الانخراط في كافة الأشكال الممكنة والسبل الكفيلة لإنهاء المأساة التي تعرفها ليبيا، والعمل من أجل تحريك جبهة داخلية بالمغرب، تضم أحزاب سياسية وتنظيمات نقابية، ومنظمات حقوقية وجمعيات المجتمع المدني للضغط في هذا الاتجاه. ومن جهته، عبر رئيس حزب الحرية والعدالة التونسي، عن يقينه من أن لقاءه بالأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية كان مناسبة للاستفادة من تجربته الرائدة في العمل السياسي، باعتباره أحد الأحزاب التاريخية العتيدة بالمغرب والعالم العربي. وستتيح المبادرات المتفق حولها، توطيد أواصر التبادل والتنسيق بين الحزبين. وكشف رئيس الحزب التونسي سهيل الصالحي، عن المبادرات التي تم الاتفاق بشأنها مع أمين عام التقدم والاشتراكية، كتشكيل لجنة مشتركة من ثلاث أطر وكفاءات من كلا الحزبين لصياغة برنامج سنوي للتنسيق، والإعداد لتنظيم ندوة سياسية سنوية بينهما، والاتفاق على تبادل الخبرات والتجارب على مستوى الشباب والطلبة للإسهام في تحقيق التقارب بين الشعبين التونسي والمغربي. وأكد رئيس حزب الحرية والعدالة التونسي، في تصريح لبيان اليوم على هامش اللقاء، على تطابق وجهات نظر الجانبين في العديد من القضايا الإقليمية والجهوية، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات هي التي تجسد الدور الذي يمكن أن تقوم به الأحزاب السياسية للعمل على الدفع بالتكامل الاقتصادي بين البلدين، وتفعيل المكاسب التاريخية المشتركة بينهما خدمة للتنمية في القطرين.