فرضت سلطات هونغ كونغ الاثنين على جميع السكان وضع الكمامات في الأماكن العامة اعتبارا من هذا الأسبوع في معرض كشفها عن أشد اجراءات تباعد اجتماعي حتى الآن من أجل مواجهة موجة جديدة من انتشار فيروس كورونا المستجد. وتأتي هذه الاجراءات الجديدة فيما كشفت السلطات بأن الصين ستساعد المسؤولين على بناء مستشفى ميداني للطوارىء للمساهمة في مواجهة ارتفاع أعداد المرضى. وقال نائب رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ ماثيو شيونغ للصحافيين إن "الوضع الوبائي خطير جدا في هونغ كونغ". وأعلن أن التجمعات لأكثر من شخصين في الأماكن العامة ستحظر وأنه لن يسمح بعد الآن للمطاعم الا بخدمة تسليم الطعام للزبائن إلى الخارج. وسجل ارتفاع كبير في عدد الإصابات في هونغ كونغ الشهر الماضي. وثبتت إصابة أكثر من ألف شخص منذ مطلع يوليو، أي أكثر من 40% من إجمالي الحالات منذ بدء انتشار الفيروس في المدينة في أواخر يناير. وقد فاق عدد الإصابات الجديدة المئة في الأيام الخمسة الماضية في المدينة التي تعد 7.5 مليون نسمة والتي باتت تسجل 2700 إصابة و20 حالة وفاة ما يهدد بوصول المستشفيات الى أقصى طاقاتها الاستيعابية. وكانت السلطات المحلية أعلنت سابقا عن خطط لتحويل أكبر مركز معارض قرب مطار المدينة إلى مستشفى ميداني مؤقت. وقال شوينغ إن بكين وافقت على المساعدة في بناء منشأة بطاقة ألفي سرير مماثلة لتلك التي استخدمت في مدينة ووهان بوسط الصين التي ظهر فيها الوباء في دجنبر الماضي. وأضاف المسؤول "هذه المستشفيات بنيت بسرعة هائلة في البر الصيني". ويحاول مسؤولو القطاع الصحي أيضا تحديد أسباب الانتشار الجديد للفيروس. وعزا البعض ذلك إلى الإعفاءات من الحجر الصحي المعتاد لمدة 14 يوما والتي منحتها الحكومة "لطواقم أساسية" بما يشمل طواقم سفن وطائرات وبعض مسؤولي الشركات. وبسبب خطوط الطيران الكثيرة وكثافة الحركة في مينائها، تعد هونغ كونغ نقطة عبور أساسية للسفن من اجل تبديل الطواقم. والأحد عمدت السلطات إلى تشديد هذه القيود. وبات يسمح للسفن التي تنقل حمولتها الى هونغ كونغ فقط بتغيير طواقمها، لكن لن يسمح لهم بالاختلاط بالعموم، ويتعين عليهم الذهاب مباشرة الى المطار أو القدوم منه أو الإقامة في أماكن محددة للحجر الصحي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أغلقت السلطات عددا من المنشآت منها حانات وأندية ليلية ونواد رياضية ومنعت المطاعم من استقبال الزبائن مساء. وكما أمرت السكان بوضع الكمامات عند استخدام وسائل النقل العام وفي الأماكن العامة المغلقة. وتفرض القيود الجديد على المطاعم، اعتبارا من الاربعاء، فقط تقديم وجبات شرط تسليمها للزبائن من اجل تناولها في الخارج. وقال شيونغ "آمل أن يلتزم الجميع بهذا الأمر". ولا يمكن لأكثر من شخصين التجمع في مكان عام رغم وجود اعفاءات للذين يقيمون معا أو المتوجهين الى أماكن العمل. ودعا شيونغ أرباب العمل إلى السماح للموظفين بالعمل من المنزل، لكن السلطات لم تجعل هذا الأمر إلزاميا حتى الآن.