البنك الدولي يشيد بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويعلن استعداده لدعم الإصلاحات في المغرب أعرب رئيس البنك الدولي روبرت زويليك أول أمس الخميس عن استعداد هذه المؤسسة المالية العالمية لدعم الإصلاحات في المغرب. وجاء في بلاغ لمكتب البنك الدولي في الرباط أن زويليك صرح في ختام زيارته للمغرب أن «البنك الدولي على استعداد للعمل بشراكة مع الحكومة المغربية من أجل دعم الإصلاحات والتنمية التي تعود بالنفع على الجميع». وأشار البلاغ إلى أن رئيس البنك الدولي، الذي أجرى مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين المغاربة، سجل أن المغرب حقق إنجازات هامة على الصعيد الاقتصادي. كما أكد أن البنك الدولي يعمل جاهدا لوضع اللمسات الأخيرة لتحضير مشروع محطة الطاقة الشمسية بورزازات، التي ستكون أول محطة رائدة بإفريقيا. وقال إن «بإمكان مشاريع المغرب في مجال الطاقة الشمسية المركزة تغيير المعطى في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، مضيفا بأن «الطاقة الشمسية في المغرب تشكل حلا ناجعا على كافة المستويات مادامت ستمكن من إنتاج الطاقة الخضراء والنهوض بقطاع متجدد له أهمية كبيرة في شمال إفريقيا وتوفير فرص الشغل». وأشار البلاغ إلى أن المغرب وشمال إفريقيا يشكلان أرضية ضخمة لتزويد أوروبا بالطاقة الكهربائية التي مصدرها الشمس. ولاحظ زويليك أن تأهيل هذه المصادر الخضراء غير المستغلة يتطلب تعاونا وثيقا مع المؤسسات والبلدان الأوروبية. وذكر بأن البنك الدولي يدعم منذ سنة 2005 المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مكنت من تمويل أزيد من 22 ألف مشروع ومنح أزيد من 1.8 مليار دولار من القروض موجهة إلى أكثر من خمسة ملايين مستفيد. وقد ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار تطوير شبكات الجمعيات، في خلق وعي جديد بالمواطنة وتشجيع الساكنة على العمل بشراكة مع السلطات العمومية من أجل تحقيق التنمية. وشدد زويليك على ضرورة الاعتماد على هذه المرحلة الأولى وتعزيز التنفيذ في إطار المرحلة الثانية عبر تقييم النتائج المحصل عليها. وكان زويليك قد عبر، في كلمة خلال حفل افتتاح المناظرة الثانية للصناعة، الذي ترأسه جلالة الملك محمد السادس أول أمس الخميس بالدار البيضاء، عن ارتياحه للإنجازات «المشجعة» التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى أنه بالرغم من هذه «النتائج المشجعة» للمبادرة، فقد تم تسجيل الكثير من التحديات الماثلة أمام تحقيق أهدافها بالكامل. وأضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية للبشرية التي مكنت من تمويل 22 ألف مشروع بتكلفة بلغت 70 ألف دولار لكل مشروع في المتوسط، استهدفت أكثر من خمسة ملايين نسمة باعتمادات مالية إجمالية تفوق 1.5 مليار دولار. ولاحظ رئيس مجموعة البنك الدولي أن المقاولات والمشاريع الصغرى أسهمت، في إطار هذه المبادرة، منذ عام 2005، في خلق 40 ألف فرصة للشغل ودعم ما يقارب 5 آلاف من التعاونيات والجمعيات المغربية، فضلا عن أن معدل الفقر انخفض من 36 إلى 21 في المائة في المناطق الريفية التي استهدفتها المبادرة. وحسب زوليك، فإن المغرب يسير على الطريق الصحيح متجاوزا الحدود المستهدفة في الأهداف الإنمائية للألفية في ما يتعلق بخدمات المياه والصرف الصحي، مذكرا بأن البنك الدولي قدم للمملكة 285 مليون دولار لمساندة قطاع المياه والصرف الصحي في يونيو الماضي. وتابع أن مؤسسة التمويل الدولية، ذراع مجموعة البنك الدولي المعنية بالتعامل مع القطاع الخاص، حققت زيادة مطردة في أنشطتها بالمغرب، حيث فاقت استثماراتها 200 مليون دولار في 13 شركة مغربية، مضيفا أن البنك عمل على تعزيز أواصر الشراكة مع المغرب، حيث بلغ حجم مساندته له 700 مليون دولار في المتوسط سنويا، وأن البنك قدم المساعدة في المجالات ذات الأولوية التي حددتها الحكومة المغربية وهي التعليم وإدارة النفايات و(مخطط المغرب الأخضر) وإصلاح الإدارة العمومية والنقل الحضري. ومن ضمن المجالات التي يركز البنك عليها أيضا، الصحة ومحاربة الفقر والتغييرات المناخية والطاقة الشمسية ومخطط المغرب الأخضر. ومن جهة أخرى، اعتبر زويليك أن الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي «يمكن أن يشكل إطارا مرجعيا هاما من حيث تركيزه على بلوغ الأهداف والنتائج». وأكد أن مجموعة البنك الدولي «تتعاون مع الحكومة المغربية في إطار عدد من المشاريع والمجالات الكفيلة بتحسين مناخ التنمية». وأشار في هذا السياق إلى تعاون البنك مع المغرب في مجال الطاقة من أجل بلوغ قدرة إنتاجية بقوة 2000 ميغاوات في أفق سنة 2020. وأوضح رئيس البنك الدولي أن صندوق التكنولوجيات النظيفة يعتزم تعبئة استثمارات مالية بقيمة 5.6 مليار دولار من أجل تسريع وتيرة إنجاز مشاريع إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية بالمغرب وبعدد من دول المنطقة، بتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية ومانحين أوروبيين وعرب ويابانيين..إلخ. ومن جهة أخرى، أشار روبير زويليك إلى الأهمية الكبيرة التي تكتسيها مخططات التنمية القطاعية وكذا الإصلاحات التي يباشرها المغرب مبرزا في هذا السياق أهميتها وانعكاساتها الإيجابية بالنسبة «لمجموع المنطقة وليس للمغاربة فقط». وخلص رئيس البنك الدولي إلى التأكيد على أن «ما تقومون به هنا، وما يمكن أن تقومون به سواء اليوم أو غدا، سيكون له وقع كبير في عملية التغيير. إنها مرحلة تاريخية بالنسبة للمغرب، وسيكون لها انعكاسات إيجابية بالنسبة لنا جميعا». ومن جهته، أبرز دومينيك بارتون رئيس مكتب «مكنزي» للدراسات مظاهر التقدم التي تحققت بالمملكة خلال السنوات الأخيرة مما جعلها تتموقع باعتبارها بلدا محوريا على الصعيد الإقليمي. كما أشار إلى أن المغرب مؤهل، على الصعيد القاري للاضطلاع بدور بوابة عبور بالنسبة للدول الأسيوية التي ترغب في تسويق منتوجاتها بالسوق الأوروبي، كما أن بإمكانه أن يلعب دورا حيويا في المسار التنموي للدول السائرة في طريق النمو. وشدد بارتون على الإمكانيات والمؤهلات الكبيرة يزخر بها المغرب ولاسيما على مستوى معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع الناتج الداخلي الخام في القطاع الصناعي، بما مكنه من احتلال موقع الريادة على مستوى الدول المغاربية الأكثر نموا. ومن جانبه عبر غي هاشي رئيس شركة «بومباردي» لصناعة الطائرات بكندا، عن إعجابه الكبير بالإمكانيات الهامة التي يزخر بها المغرب في مجال صناعة الطائرات وكذا المؤهلات الاستراتيجية للاقتصاد والصناعة المغربيين. وأوضح أن المغرب يشكل «استثناء حقيقيا على مستوى دول المنطقة، ونموذجا يحتذى بالنسبة لجيرانه، بالنظر للمؤهلات الاستراتيجية التي يتمتع بها والمشاريع الإصلاحية الرائدة التي أطلقها».