قال الأخصائي في الأمراض المعدية والصحة العامة، جعفر هيكل، بخصوص الوضعية الوبائية بالمملكة، إن الحالات الجديدة التي ظهرت في الأسبوعين الماضيين، تدخل في إطار الدينامية الكلاسيكية للأوبئة وتدبيرها ما بعد مرحلة الذروة، موضحا، أنه، بالرفع التدريجي للحجر الصحي، وتوسيع عملية الكشف بشكل مكثف في الوسط المهني والصناعي، النتيجة كانت متوقعة، تتداخل فيها ظاهرتان، هما الكشف عن حالات ايجابية لدى أشخاص لم تظهر عليهم أعراض أثناء الحجر الصحي، من خلال الاختبارات التي أجريت لهم في الوسط المهني، وأيضا إجراء اختبار للأشخاص المخالطين. وأكد الأخصائي في الأمراض المعدية والصحة العامة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النظام الصحي بالمغرب يجب أن يكون قادرا على مواجهة "رجات مفاجئة" محتملة لهذا الوباء أو الأوبئة الجديدة، داعيا إلى اعتماد مقاربة تقوم على التخطيط الاستراتيجي والإعداد العملي. وشدد على ضرورة أن يكون عرض العلاجات الصحية في جميع أبعادها في متناول الجميع، وخاصة الفئات الهشة والحاملين لبطاقة "راميد"، وأن يستجيب في حالة التدفق المكثف للمرضى. واعتبر البروفيسور هيكل، وهو أيضا نائب رئيس الجامعة الوطنية للصحة، أن المغرب استطاع تدبير مرحلة الحجر الصحي بشكل جيد، ويتعين عليه أن ينجح في تدبير عملية رفع الحجر الصحي، وكسب رهان يبدو صعبا يتمثل في حماية صحة المواطنين وضرورة العودة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية. هذا، وقد تميزت الحالة الوبائية في المملكة بتماثل 257 حالة للشفاء من هذا الفيروس خلال الفترة ما بين الساعة السادسة مساء من يومي الاثنين والثلاثاء، في حين تم تسجيل أربع وفيات جديدة جراء هذا الوباء و 180 إصابة جديدة. وأوضح منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاد لمرابط، أن الحصيلة الجديدة رفعت إجمالي الإصابات إلى 17 ألف و742 حالة مجموع حالات الشفاء إلى 15 ألف و389 حالة بنسبة تعاف ناهزت 86.7 في المائة. وأضاف أن عدد الوفيات ارتفع إلى 280 حالة، وذلك بعد تسجيل أربع وفيات بمدن خنيفرة، والقنيطرة، وطنجة، والدار البيضاء، مبرزا أن معدل الإماتة ظل مستقرا في 1.6 في المائة، وهو أقل من المعدل الإفريقي الذي يبلغ 2.1 في المائة، وأقل من المعدل المسجل بجهة شرق المتوسط "المنطقة التي تنتمي إليها المملكة في إطار الجهات الست لمنظمة الصحة العالمية" الذي يبلغ 2.5 في المائة. وسجل لمرابط أن معدل الإصابة التراكمي بلغ 49 لكل 100 ألف نسمة، وهو أقل من المعدل الإفريقي المسجل إلى غاية نفس اليوم والذي يناهز 55.2 لكل 100 ألف نسمة، بينما معدل توالد الحالات لا يتعدى 1.11. وأضاف أنه تم تسجيل 165 من الحالات الجديدة في إطار منظومة تتبع المخالطين الذين بلغ عددهم 98 ألف و561 مخالطا إلى غاية نفس اليوم، لا يزال 13 ألف و749 منهم رهن التتبع الصحي. وفيما يخص التوزيع الجغرافي للحالات المسجلة خلال ال 24 ساعة الماضية عبر جهات المملكة، أفاد المسؤول بتسجيل 72 حالة بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة "47 بطنجة، و24 بتطوان، وحالة واحدة بإقليم وزان"، و45 حالة بجهة الدار البيضاء-سطات "20 بالدار البيضاء، و18 بالمحمدية، و3 بكل من برشيد والنواصر، وحالة واحدة بالجديدة"، و19 حالة بجهة مراكش-آسفي "13 بمراكش، وحالتان بكل من آسفي وقلعة السراغنة، وحالة واحدة بكل من الحوز والرحامنة". كما تم تسجيل 18 حالة بجهة فاس- مكناس "15 بفاس، وحالتان بمكناس، وحالة واحدة بمولاي يعقوب"، و7 حالات بالجهة الشرقية "4 بجرادة، وحالتان بالناظور، وحالة واحدة بوجدة"، و6 حالات بجهة بني ملال-خنيفرة "4 بخنيفرة وحالتان ببني ملال"، و5 حالات بجهة درعة-تافيلالت "3 بإقليم الرشيدية وحالتان بميدلت"، وحالتان بكل من جهات الرباط-سلا-القنيطرة "حالة واحدة بكل من القنيطرة وتمارة" والعيون-الساقية الحمراء "بالعيون" وسوس-ماسة "بإنزكان-آيت ملول"، وحالة واحدة بكل من جهتي الداخلة- واد الذهب "بالداخلة" وكلميم-واد نون "بطانطان". وأضاف أن إجمالي عدد الحالات المستبعدة بلغ مليون و29 ألف و64 حالة، مشيرا في هذا السياق إلى أن المملكة أصبحت تحتل المركز ال35 عالميا، والثاني إفريقيا، والخامس بجهة شرق المتوسط، من حيث عدد التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها. وبخصوص المصابين الذين لا زالوا يتلقون العلاج، فسجل المسؤول أن عددهم يبلغ 2073 حالة، من بينهم 34 حالة صعبة وحرجة موجودة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة من ضمنها 5 تحت التنفس الاصطناعي.