أفاد بلاغ لوزارة الداخلية، أمس، أنه تم إعفاء عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء – أنفا من مهامه، وذلك بسبب سوء تدبيره لملف المحافظة على التراث التاريخي والمعماري بمدينة الدارالبيضاء. ووفق مصادر مطلعة، فقرار الإعفاء له علاقة بإقدام السلطات المحلية، في شهر يونيو الماضي، بهدم جزء من ذاكرة مدينة الدارالبيضاء، ويتعلق الأمر بالفيلا التاريخية "موفيليي" المتواجدة على مستوى تقاطع شارع الزرقطوني وأنفا، والتي تعتبر إحدى أعرق المعالم التاريخية للعاصمة الاقتصادية. وتعتبر هذه البناية معلمة مصنفة تراثا معماريا، حيث يعود بناؤها إلى سنة 1932، ووضع تصميمها المهندس الفرنسي كوستاف كوطي. وكان مجموعة من البيضاويين، ضمنهم فعاليات جمعوية، قد عبروا آنذاك، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن استنكارهم وشجبهم لقرار الهدم، الذي يندرج في إطار القضاء على جزء من ذاكرة الدارالبيضاء والبيضاويين. وكانت "بيان اليوم"، قد نشرت، في حينه، مقالا في الموضوع سلطت فيه الضوء على عملية هدم الفيلا التاريخية "موفيليي" التي أقدمت عليها السلطات المحلية، واتصلت – ءانذاك – هاتفيا، بعد عملية الهدم، بربيعة رضاوي، رئيسة جمعية ذاكرة الدارالبيضاءcasa mémoire التي تعمل على المحافظة على ذاكرة المدينة البيضاوية، وأكدت حينها أنها "فوجئت رفقة أعضاء الجمعية، يوم أحد، وهو يوم عطلة، وفي ظل حالة الطوارئ الصحية، بهدم هذه البناية التي يعود تشييدها إلى ثلاثينات القرن الماضي". وأضافت رئيسة الجمعية، في نفس الاتصال الهاتفي، أن الغريب في الأمر، هو أن البناية المذكورة لم تكن تحمل أية أعراض توجب الهدم، وأنها لم تجد أي وثيقة ترخص لعملية الهدم، معتبرة أن "هذه الفيلا تتواجد في مجال قانوني بتراب مقاطعة سيدي بليوط، وتخضع لمرسوم، يجعل أي عملية هدم وأي تغيير لواجهة البناية رهين بمصادقة لجنة خاصة بالتراث." وعبرت رئيسة الجمعية، بالمناسبة، عن أسفها الشديد، لكون اللجنة المذكورة لم تستشر جمعيتها في الموضوع، واصفة عملية الهدم بكونها اعتداء على التراث المعماري لمدينة الدارالبيضاء.