تشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتماماتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد. في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم. من هي سميشة المهدي الباشري؟ سميشة المهدي الباشري، فنانة تشكيلية عصامية ومصممة أزياء، وصانعة تقليدية في مختلف الحرف، أستاذة مؤطرة الأعمال اليدوية والروسيكلاج « تدوير الخامات « من مواليد مدينة وهران الجزائرية، من أصل ريفي من مدينة الناظور، أم لشاب من عمر 33 سنة، موظفة سابقا بالتعليم العالي بالمدرسة المحمدية للمهندسين الرباط، شاركت في العديد من المعراض على المستوى الوطني و العربي و الدولي كما ساهمت في تنظيم معارض جماعية بعدد من المدن المغربية. ما هي المهنة التي كنت ترغبين فيها غير التي تمارسينها الآن ؟ – المهنة التي كنت أرغب في ممارستها من صغري، كنت أحلم أن أكون ربان طائرة، لكن القدر غير مساري إلى وظيفة وراء مكتب، لكن استطعت أن أجعل منها أيضا مهنة أعشقها فوظقت فيها كل ما أملك من خبرات و تجارب و استطعت أن أحقق فيها نجاحات على مستوى الأداء. خصوصا أنك تشعر من خلالها أنك رسول موكل إليه إبلاغ رسالة لهؤلاء الطلبة. ما هو أجمل حدث عشته في مسارك الإبداعي؟ – أجمل حدث في مسيرتي الفنية، أنه خلال أيام الدراسة الابتدائية والإعدادية كنت أرسم بشكل متقطع كما كنت أمارس هوايات أخرى، لم أعر ساعتها اهتمام كبير للرسم، بفعل الهوايات الأخرى، وبعدما بدأ عودي ينضج، و بدأت أحس بما هو أقرب مني، تحول الاهتمام للرسم و بشكل كبير، لكن بسبب ظروف العمل لم أتمكن من دخول عالم المعارض، إلى أن أتيحت لي فرصة لأول مرة حيث عرضت داخل المؤسسة التي كنت أعمل فيها، و كان ذلك في يوم عيد المرأة، ومن ساعتها استعدت موهبتي و نميتها كما كان لخروجي الطوعي من العمل الجانب المهم أيضا في هذا الباب، لتنطلق مسيرة معارضي بالرباط، و بالحسيمة من خلال معرض دولي ضم 25 دولة، ومن وقتها تتالت المعارض خارج المغرب بدعوات من بعض المنظمين من فرنسا، اسبانيا، ايطاليا، روسيا ، الاردن، لبنان، ليكزود، واليونسكو، وطاليا الجمعية الخيرية العالمية في لبنان عرضت مع هذه الدول كم مرة ، وفي ملتقبات ومهرحانات دولية ومحلية داخل وخارج المغرب، حوالي 130 مشاركة كانت من اجمل المشاركات، في الحقيقة لم أكن أفكر أو أحلم أنني سأصل لهذا المستوى أبدا ما هو أسوأ موقف وقع لك في مسارك الإبداعي؟ – أسوأ موقف تعرضت له في مساري الفني والإبداعي هو يوم أصبت بشلل في يدي اليمنى لمدة ستة شهر، ظننت خلالها أنني لن أشفى أبدا، فقدت معها الأمل وأصبت بإحباط وخيبة أمل، أجريت عمليتين جراحيتين إلى أن شفيت بو حمد الله، ، لكن رغم ذلك ما تزال مضاعفات ذاك الشلل تنتابني من حين لآخر، ربما أكون مهددة برجوعه، الله وحده يعلم بحالي عندما أفكر في تلك الأيام من سنة 2014 ما هو الشيء الذي كنت تطمحين إليه و لم يتحقق لحد الآن ؟ لي أشياء كثيرة، لكن الحياة لا تعطينا كل شيء، أحمد الله على ما أنا عليه الآن وعلى نعمة الصحة والعافية التي أنا فيها. ما هي النصيحة التي يمكن توجيهها لشباب اليوم؟ – النصيحة الممكن إسداؤها لشباب اليوم هو التحلي بالصبر والمثابرة والاجتهاد وأخذ الدروس والعبر من السلف، وعدم الاكتراث بما لا ينفع ولا يفيد في زمن أصبح حكرا على ذوي المعرفة. كلمة أخيرة؟ – كل ما يمكنني قوله، هو بموازاة مع ممارسة الفن لابد أن يكون هناك عمل قار للفنان،لأن الفن ليس بعمل، بقدر ما هو هواية، و في زماننا هذا الفن لا يضمن لقمة العيش للفنان و لا يفتح بيت، و للأسف أعرف شباب كثر يعيشون عيشة مزرية بسبب الفن الذي أغواهم فانصرفوا و لم يبالوا بمستقبلهم.