الفصل 19 أكثر إثارة للجدل بين مستعملي الشبكة العنكبوتية في الوقت الذي ينتظر أن يقدم صاحبا الموقع الإلكتروني «لنناقش تعديل الدستور» نتائج تقريرهما أمام اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور السبت المقبل، تظهر النتائج الأولية أن الفصل 19 من الدستور حظي بحصة الأسد من التصويت والتعليقات على الموقع، على الرغم من أن أزيد من 55 في المائة من المشاركين في التصويت يفضلون الإبقاء على هذا الفصل. وحسب مسودة التقرير الذي سيقدم أمام اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور، فإنه يشير إلى أن «الفصل التاسع عشر من الدستور هو الأكثر تصويتا والأكثر جدالا بين من يود إبقاء الفصل و من يريد تعديله أو إلغاءه»، حيث حظي بحوالي 711 تعليقا، في حين وصل عدد المصوتين على الفصل إلى ما يناهز 9110 صوت من بين مجموع الأصوات. ورغم الجدل الذي أثاره هذا الفصل ويثيره بين رواد الموقع، فقد جاءت نتائج التصويت عليه متباينة، حيث أعلن 55 في المائة من المصوتين أنهم مع الإبقاء على الفصل 19 من الدستور، بينما يذهب 45 في المائة الآخرين إلى معارضة وجوده في الوثيقة الدستورية المقبلة. بالمقابل، طالب أزيد من 67 في المائة من مستعملي الموقع الإبقاء على الفصل 20 من الدستور المتعلق بولاية العرش، مع إدخال تعديلين جوهرين عليه، الأول يتعلق بحذف اسم الملك الراحل الحسن الثاني أو تعويضه باسم محمد السادس، والثاني إقرار المساواة بين البنت والولد في أحقيتهما في ولاية العرش. وعلى نفس المنوال سارت أغلب التعليقات والتصويت على الفصل 21 المتعلق بسن رشد الملك، حيث ذهبت اقتراحات زوار الموقع إلى ملائمة سن الرشد القانوني للملك مع المنظومة القانونية في المغرب، وإشراك مجلس الوصاية في تسيير البلاد. ومن بين الفصول التي أثارت النقاش والتصويت في الموقع الإلكتروني الذي أنشأه كل من طارق النشناش والمهدي السلاوي أندلسي، عقب الخطاب الملكي ليوم 9 مارس الماضي، الفصل 23 من الدستور، الذي طالبت أغلبية زوار الموقع بإلغائه، ويرى 65 في المائة من مستعملي الموقع أن شخص الملك يجب احترامه وليس تقديسه، وبالتالي يقترحون أن تتضمن الوثيقة المقبلة «شخص الملك لا تنتهك حرمته». ومثلما هو الشأن للفصل 19 الأكثر جدلا، فإن ديباجة الدستور لا تقل جدلا عنه، خصوصا ما يتعلق بترسيم اللغة الأمازيغية، حيث عبر الزوار عن ضرورة تعديلها لأنها تتضمن إقصاء للغة الأمازيغية كلغة وهوية للمغاربة. وعبر أزيد من 70 في المائة من مستعملي الموقع أنهم يحبون هذا الفصل ويرون ضرورة الإبقاء على أن دين الدولة هو الإسلام ويرفضون أي نقاش حوله، ويطالبون بدسترة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، وتغيير عبارة «المغرب العربي الكبير» الواردة في الدستور الحالي بعبارة «المغرب الكبير» في الوثيقة المقبلة. وفي الوقت الذي عبر أكثر من 81 في المائة من زوار الموقع معارضتهم للفصل 33 من الدستور المتعلق بان الملك يعين القضاة، ويرون أن تعيين القضاة يجب أن يكون بيد المجلس الأعلى للقضاء، عبر حوالي 70 في المائة منهم اتفاقهم مع الفصل الموالي (34) المتعلق بحق العفو، وترى مجمل الاقتراحات ضرورة وضع مجموعة من الشروط للاستفادة من العفو الملكي، كأداء نصف عقوبة السجن على الأقل، الأولوية للمسنين والأطفال والنساء. الاستفادة من العفو الملكي مرة واحدة فقط، حرمان تجار المخدرات وسارقي المال العام من العفو الملكي. وعبر 83.63 في المائة من رواد الموقع رفضهم للفصل 24 من الدستور الحالي، الذي ينص على أن الملك يعين الوزير الأول. ويعبن باقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول. وله أن يعفيهم من مهامهم. ويعفي الحكومة بمبادرة منه أو بناء على استقالتها، ويقترحون أن يعين الوزير الأول من الحزب الذي حصل على أغلبية المقاعد في البرلمان، وتقترح أغلبية المصوتين بخصوص الفصل 25، إدماج المجلسين الحكومي و الوزاري في مجلس واحد يترأسه الوزير الأول، وتذهب مجمل التعليقات إلى إسناد الأمر بتنفيذ القوانين للوزير الأول أو رئيس الحكومة باعتباره ممثل السلطة التنفيذية، بعد المصادقة عليها من طرف البرلمان. وتصب اقتراحات المصوتين بخصوص الفصل 30 المتعلق بالتعيين في الوظائف السامية أن يكون التعيين في الوظائف المدنية في يد الوزير الأول، بينما جاءت الاقتراحات الإبقاء على الفصل 106 المتعلق بالدين الإسلامي والنظام الملكي للدولة و أن لا تتناولها المراجعة. وتكشف الإحصائيات المتعلقة بالموقع أن عدد الزوار منذ إطلاقه يقارب 100 ألف زائر، يتوزعون على 115 بلدا عبر العالم، 75 في المائة منهم من داخل المغرب، و11 في المائة من فرنسا، و3 في المائة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبلغ عدد المصوتين بالموقع أكثر من 382 ألف مصوت، بينما ناهزت التصويتات 8860 تصويتا. وتتصدر الدارالبيضاء المدن المغربية من عدد المشاركين في الموقع بنسبة تتجاوز 44 في المائة من مجموع الزوار، تليها الرباط بحوالي 25 في المائة، ثم أكادير (8.2 في المائة) فطنجة (7.5 في المائة) فمراكش (7.1 في المائة) وفاس (3.4 في المائة). وتاتي الفصول 5 و9 و10 و11 و12 و و13 و16 و82 و88 و89 في صدارة الفصول الأكثر قبولا من طرف المصوتين بنسب تتراوح ما بين 95 و97 في المائة، في حين تأتي الفصول 24 و32 و33 و38 و39 و79 و86 و91 و101 و102 كأكثر الفصول رفضا بنسب تتراوح ما بين 79 و92 في المائة.