بعد معاناة غريبة من نوعها مع مرض الحمى و الزكام، الذي بدأت أعراضه مند يوم الأربعاء 11 مارس2020 حيث ارتفعت درجة حرارة جسمي و شعرت بقشعريرة جعلتني ألجئ إلى استعمال بعض الأدوية ” باراسيتامول، رينوميسين، سوليبريد..”، غير أن هذه الأدوية كلها لم تجد نفعا، إذ أحسست باختناق و صعوبة في التنفس مما اضطرني إلى استعمال الفونتولين. قضيت الليلة ساهرا مع الحمى التي لم تخفت درجتها، و رغم عدة اتصالات بالأرقام الخضراء، غير أنها كلها لم تكن تجيب، قررت التوجه إلى معهد باستور و عند وصولي كان الباب مغلقا، نصحني الحارس بالتوجه إما إلى مولاي يوسف أو المختبر الدولي للتحاليل الكائن بشارع عبد المومن، و عند الاتصال بهذا المختبر، أ خبروني بأن ثمن إجراء التحليل هو2.500 ألفين و خمسمائة درهم،و أنه على كل حال فﺇن وزارة قررت توقيف العمل بهذا الخصوص و أن صلاحية القيام بأي تحليل من هذا النوع يرجع ﺇليها. فتوجهت إلى مستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء و هناك فحصني طبيب بعجالة مفرطة ووصف لي مضادات حيوية اوكمونتان 3 غرامات يوميا زيادة على باراسيتامول و سيرو ديال السعال مع العلم، أنني أخبرته أني استقبلت زبون أجنبي بمكتبي لما يناهز الساعة و النصف و صافحتهم عند وصولهم و مغادرتهم. لم اغسل يدي بثاثا. فقال لي الطبيب بالحرف (أنت ما جيتيش من الخاريج). بذون تعقيب!! عدت إلى بيت العائلة اخدت الدواء الذي وصفني اياه و استلقيت بغرفتي لم اكن ارغب سوى النوم فاتنتي الفرصة بحكم درجة الحرارة التي لم تنخفض إطلاقا بقيت صامتا كي لا أفزع والدي. يومه الأحد مساء، قررت أن انتقل إلى شقتي مخافتة أن أكون حاملا لفيروس الكورونا و أن انقله إلى والدي المسنين، فوقع نقاش بيننا بحكم ا ن امي طبيبة ووالدي صيدلي، و أمام رغبتي الملحة، سمحوا لي بالانتقال و بمغادرة بيت العائلة لم أكن أقوى على الأكل و الكلام بالهاتف كان يرهقني و يتعبني… يومه الاثنين، شعرت بالآم حادة على مستوى القلب و الرئتان واستعصى علي التنفس، و ارتفعت درجت حرارة جسمي في الليل إلى5˓ 40 إذ و أنا في الظلام الحالك، أصبحت أرى أشعتا ضوئية تخرق شبكة عيناي و نظرا لأن جميع الأدوية لم تجدي نفعا،. توجهت من جديد يوم الثلاثاء 17 مارس2020 و بالضبط على الساعة الثامنة صباحا إلى مستشفى مولاي يوسف، و بعد شرح وضعي للطاقم الطبي، أخبروني أن حالتي ليست من بين الحالات التي حصرتها وزارة الصحة. و بعد فحص جيد و ممحص من طرف الطاقم الطبي، هاتف الأطباء الدكتور الشرايبي بالرباط، أعرف فقط أنه يشتغل بوزارة الصحة و عند سماعه لقصتي قرر فورا قبولي ومن تم إخضاعي لإجراء تحاليل الوباء الفتاك الكورونافيرس. مكت طيلة اليوم بغرفة معمقة ذات المعايير الدولية. وبالضبط، على الساعة التاسعة و النصف مساء، خضر الطيب و قال لي بكل عفوية نود على سلامتك لهلا يضرك تحية عالية للأطباء و كل طاقم مستشفي مولاي يوسف على مدى مهنيتهم. تحية للسيد جمال الذي يستقبل المرضي و يرافقهم و الذي أنصت إلي ممتن له. و هنا جدير بالتسطير˓ على أن مستشفى مولاي يوسف خاصة الجناح المخصص لهذا الوباء الفتاك يرقي إلى المستشفيات الدولية ذي و يشرف بلدنا المغرب كل التشريف بشهادتي. و يعود الفضل في هذا إلى جلالة الملك محمد السادس التي استبق الأحداث بحكمة و أعطى تعليماته السامية في هذا الصدد. . تحية كذلك لكل الأطباء الذين يزاولون مهاهم في القطاع الخاص، من بينهم والدتي الدكتورة ليلى السقاط، و يصهرون على استقبال مرضاهم في هذه المرحلة العسيرة. تحية إجلال و تقدير لرجال الأمن الوطني، الذين يسهرون على صحة و سلامة المواطنين بصفة عامة فلهم مني كل الاحترام و التقدير الواجبين. قال عمر بن العاص كرم الله مثواه : (أيها الناس إن الطاعون كالنار المشتعلة و أنتم وقودها فتفرقوا و تجبلوا حتى لا تجد النار ما يشعلها فتنطفيء وحدها) التزموا بيوتكم حسن لينا و ليكم. لا أراكم الله مكروها *محام بهيئة الدارالبيضاء