لم يكد يمرّ شهر واحد على وفاة الطفلة فاطمة أزهريو، المنحدرة من بلدة بني بوعياش، متأثرة بمرض سرطان الدم حتى ظهرت حالة أمال مزوزي، التي هي في ال18 من عمرها، وتعاني بدورها من نفس المرض الخبيث الذي نخر جسدها وجعلها تغادر أسوار القسم نحو أروقة المستشفيات، متنقلة بين مدينة العروي، القصية عن مركز الناظور ب27 كيلومترا، ومدينة الدارالبيضاء التي يتواجد بها مشفى بن رشد المتخصص في استقبال مثل هذه الحالات. في بيت العائلة، المكترى بعمارة وسط العروي، تنزوي أمال في ركن من البيت تنتظر أن تمر سنوات العلاج الثلاث التي قال الأطباء إنها ضرورية لتخطي العائق الصحي الذي ألم بها منذ سنة من الأن، تحديدا عندما كانت رفقة أقرانها وسط ثانوية ابن الهيثم التي كانت تتابع فيها دراستها في مستوى البكالوريا، حيث سقطت مغشية عليها ليتم نقلها صوب المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور حيث كشف أطباءه كونها مصابة بورم يستوجب الخضوع لجراحة مستعجلة، وقد أجرت عمليتين للاستئصال على مستوى العنق، وبعد تحليلات إضافية أخبرت أنها تعاني من سرطان الدم الذي يستوجب علاجه نقلها لمدينة الرباط، ومنها تبدأ رحلة البحث عن العلاج من مرض خبيث. تعيش أمال وسط عائلة بسيطة اجتماعيا مكونة من 5 أبناء وأمهم والأب الذي يعمل كسائق شاحنة مياوم، وعن تفاصيل رحلاتها بحثا عن الاستشفاء تقول لهسبريس التي زارتها ببيت الأسرة "عند انتقالي إلى مدينة الرباط للعلاج أخبرت بمشفى مولاي عبد الله أن حالتي تستوجب تنقلي نحو مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء المتخصص في علاج مرضي، حيث خضعت هناك لفحوصات وأجريت ثلاث جراحات من أجل وقف الورم الذي انتقل لأجزاء أخرى من جسمي" و أضافت " العلاج يتطلب أموالا كثيرة لم تقوى أسرتي على توفيرها ليقوم والدي ببيع سيارته الخاصة و يطلب قرضا من البنك بقيمة 10 ملايين سنتيم لمواجهة التكاليف، حيث أن مجموعة أدوية استعملها مرة واحدة كل مدة تتطلب 4000 درهم". وتستمر أمال في سرد معاناتها و هي تغالب دموعها بابتسامة تحاول من خلالها إخفاء تأثرها بالوضع الذي أضحت تعيشه قسرا" أخبرني الأطباء أن إمكانية الشفاء من المرض كبيرة بعد ثلاث سنوات من العلاج، و الآن قد مرت سنة و بقيت اثنتان، أملي كبير في أن أشفى وأعود إلى قسمي الذي غادرته بعد تقديم طلب سنة بيضاء في الموسم الماضي والسنة الحالية كذلك، وأن أتمكن من إتمام دراستي و أعوض عائلتي على ما قاسته معي وأن أساعد المحتاجين و المرضى"وزادت" حالة والدي المادية ضعيفة لذلك أناشد ذوي الأريحية لمساعدتي على تغطية تكاليف العلاج الباهظة و التي كلفتنا خلال سنة واحدة أزيد من 20 مليون سنتيم". ورغم حالتها الصحية و جسدها المتأثر بمشارط الجراحين لم تنسى أمال أن توجه عبر هسبريس رسالة للمسؤولين عن تدبير الشأن الصحي بالمغرب " أتمنى من المسؤولين عن الصحة أن يوفروا العلاج لمرضى السرطان وأن يساعدوهم على شراء الأدوية المكلفة وأن يواكبوا حالتهم من الناحية النفسية لما لها من تأثير على العلاج، وأن يوفروا لهم الرعاية اللازمة". والدة أمال وبدموع المتأثرة من حالة ابنتها أصرت عبر هسبريس على مناشدة من توفرت له المقدرة المادية لمساعدة فلذة كبدها على تجاوز محنتها، شاكرة كل من اتصل أو ساعد ولو بكلمة طيبة، و قالت " متيقنة أن كرم المغاربة و تضامنهم لن يستثني ابنتي التي تأمل أن تعيش كأقرانها و تكوّن أسرتها و تخدم مجتمعها". وفي ذات السياق عقد مجموعة من أبناء مدينة العروي اجتماعا لمواكبة حالة أمال أفرز تشكيل لجنة مؤقتة لدعمها، حيث قررت صياغة نداء سيتم توزيعه وملصقات سيتم تعليقها بمختلف الإدارات والمساجد والشوارع، كما أكدوا أن خطباء الجمعة بالمدينة سيتطرقون لحالتها مؤكدين أنهم حصلوا على ترخيص من وزارة الأوقاف بمدينة الناظور، كما تم إخبار وزير الصحة الحسين الوردي بحالتها للتدخل و تبني ملفها. هاتف أسرة آمال: 0671132503.