بات ضروريا مناقشة هذا الموضوع ليس فقط على صفحات الجرائد، ولكن يجب أن يناقش داخل الأوساط السياسية المغربية «الحكومة والبرلمان». الموضوع يتعلق بملابس المنتخب المغربي لكرة القدم والذي لعب بقميص لا علاقة له بالمغرب جملة وتفصيلا، ولقد نشرت العديد من وسائل الإعلام المغربية هذه الفضيحة التاريخية، قمصان من دون شعار المملكة وأرقام تتساقط بين لحظة وأخرى من على ظهور اللاعبين في يوم كل عيون العالم تتابع مهزلة عنوانها: «قميص علي» أعني بذلك جامعة علي الفاسي الفهري لكرة القدم لأنها أصبحت منزهة عن المناقشة والمسائلة، علما بان الموضوع يهم المغرب والمغاربة. لقد كان جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، حكيما ويسبق الزمن يوم أعلن عن أن يكون للنشيد الوطني شعرا يصاحب اللحن في سنة 1970 بمناسبة مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كاس العالم لكرة القدم بالمكسيك، ومنذ ذلك التاريخ كانت حناجر الجميع في كل مناسبة رياضية تبح وهي تردد النشيد الوطني بشعار: الله، الوطن، الملك. لكن للأسف الشديد اليوم وبقدوم جيل من المسيرين لا علاقة لهم بالرياضة وبالكرة «وبالذي على بالهم»، فإنهم أصبحوا يتصرفون بمزاجية مخيفة تجعلنا في قمة السخرية لنصبح أضحوكة، كيف سنعاتب الحكم الموريسي لأنه ضيع علينا فرصة التعادل وحتى الفوز؟ ولكن العيب فينا لقد مثل المغرب أعضاء لا علاقة لهم بسمعة المغرب من جميع النواحي، والصور التي نشرتها العديد من الصحف الوطنية تسيء أكثر وتدعو إلى فتح الملف على أكثر من صعيد «نظرة فابتسامة فعناق ف.....» لقد تدخل الحكم لتغيير قميص العربي رقم (9) ولم يكن القميص الوحيد الذي... بل جل أقمصة اللاعبين على حد سواء. فأي أعذار ستقدمها «جامعة علي لكرة القدم» للمغاربة، ونحن نرى منتخبا لا علاقة له بالمغرب والمغاربة سوى أنه يركض هنا وهناك، وأن أي مشاهد لا علاقة له بالكرة سيطرح نفس السؤال: أين نحن والآخرون، فمن يتحكم في صفقة ملابس المنتخبات المغربية لكرة القدم وغيرها في صفقة تسيل اللعاب وتشتد معها المنافسة بين أقطاب البيع والشراء ومهندسي الإثراء السريع على حساب القيم الوطنية التي ضحى من أجلها الأجداد والآباء. سيبقى لهم مخرج وحيد أن يجمعوا حقائبهم ويريحونا من وجع الرأس لأنهم لم يضيفوا شيئا، فتدبير الكرة لا يعني فقط جلسات وسفريات وموائد ومناسبات، تدبير الكرة لا يعني حملات إعلامية مدفوعة الثمن لتسريب منتوج ما لبث أن اتضح للعيان أنه عبارة عن فقعات في الهواء، تدبير الكرة حس وطني في المقام الأول ووعي بأهمية شعار المملكة على القلب وبالقلب من دون مساحيق تجميلية... نحن لا ننكر عليهم مغربيتهم، ولكننا نشك في وعيهم بما يمكن أن يقع وتقديرهم لجسامة الأحداث. هذه هي أم المشاكل التي تغيب عن «أبناء موليير»!! لكن ماذا عن صفقة الملاعب وإدارتها وتسييرها هل يمكن اعتبار ملعب مراكش فضيحة في أسمى معانيها وتجلياتها ...كراس يتم ازالتها بسرعة البرق كحبات المشمش، «يقول المثل الزواق يطير ويبقى غير الصح» ولعله أصبح واضحا أن (الصح) يدوم ويعمر طويلا، ومثال ذلك مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء المعلمة الشامخة والتي شهدت ودونت أرقاما وأبطالا وملاحم للرياضة المغربية، دخلت عليه بعض التحسينات بمناسبة استقبال كأس فلسطين لكرة القدم والدورة المتوسطية والألعاب العربية والفرانكفونية ومباريات البطولة الوطنية، ولا يزال هذا الصرح الشامخ شاهد إثبات على تاريخ الكرة المغربية بل والرياضة عموما، يجاوره بالرباط مجمع الأمير مولاي عبد الله الذي يحتفظ بخصوصيته في استقبال ارقي المسابقات الرياضية. لكن ماذا عن مركب مراكش الذي جندوا له كل الوسائل لتجميل الصورة؟ حتى خيل لي أن سكان مدينة مراكش سيصرفون النظر عن اهتمامهم بالكتبية الصرح التاريخي بقدر نسيانهم للإمبراطور المرابطي يوسف بن تاشفين، وسيتحولون اتجاه ملعب كرة القدم الجديد ولسانهم يردد «الله يجعل البركة في السي منصف». لا أجد حرجا في التأكيد بأن تشييد الملاعب على هذه الصورة وتحويل إدارتها بهذه الصورة وتكويم وإعداد ملفات للدعاية بتلك الصور، فذلك أكبر المهازل التي تعيشها المنشآت الرياضية بالمغرب في هذا الزمن الذي تجندت فيه لوبيات وأحكمت قبضتها من حيث ندري أو لا ندري ولا هم لها سوى أنها للتجميل ليس إلا. ملعب مراكش كما يردد المادحون جوهرة لكنها مغشوشة، وليست كما روج لها دعائيا. وبالتالي فقد بات ضروريا تصحيح طرق وأساليب تدبير ملف إدارة المركبات الرياضية من دون مركب نقص وإعلان تحد لشعور المواطنين. هذه الملاعب الكروية ملك لفئة تتحكم في رقاب الناس الداخل مفقود والخارج مولود، وعليهم أن يتحملوا هشاشة التجهيزات لأنه كما يقول المثل «الزواق يطير ولو كان من القصدير».