نبيل بنعبد الله: فقيدنا لم يكن عابرا في كلام عابر.. بل كان رجلا ذا أثر.. احتضنت دار الثقافة محمد خير الدين، المنتصبة في قلب أحد أعرق الأحياء الشعبية بمدينة أكادير، الخميس الماضي، حفلا تأبينيا وازنا لفقيد حزب التقدم والاشتراكية والحركة الثقافية التقدمية، الفنان المناضل سي عبد القادر عبابو، نظمه حزب التقدم والاشتراكية بجهة سوس – ماسة بتنسيق مع المجلس الجماعي لمدينة أكادير وفرقة مسرح أنوار سوس ومحترف أونامير، اللذين يعتبر الفقيد مؤسسهما.. هذا الحفل حضرته أسرة الفقيد وفعاليات سياسية ونقابية وجمعوية، وتميز بحضور وازن وكثيف للمثقفين والفنانين والمبدعين من مختلف أقاليم الجهة، وأصدقاء ورفاق الفقيد منهم من قدم من الدارالبيضاءوالرباط وكلميم وتارودانت وتزنيت ومراكش، وتتبعته نخبة من الإعلاميين من مختلف مكونات الصحافة الوطنية وجمهور غفير من المهتمين ومحبي المسرح.. وتميز هذا الحفل التأبيني، الذي أداره باقتدار وبأريحية الفنان والإعلامي الحسين الشعبي، بإلقاء كلمات وشهادات ومرثيات استهلها الرفيق محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب بكلمة عميقة ومؤثرة، أثنى فيها على مناقب الفقيد، وذكر بمختلف منجزه النضالي السياسي والثقافي، مشيدا بعطاءاته المسرحية الخلاقة والمتميزة.. واعتبر نبيل بنعبد الله في كلمته أن الفقيد سي عبابو “منح أكادير ذلك المعنى الإنساني والأَلق الثقافي والتألق الأدبي والجوهر النضالي”… مضيفا أن الراحل كان “ذا باطن عميق وصاحب رؤية فلسفية للحياة، وحاملا لرسالة نبيلة.”.. وبعد أن وقف الأمين العام على تجربة “مسرح أنوار سوس” الغنية والتي، حسب تعبيره، لا يستقيم ذكرها دون اقترانه بالمخرج عبد القادر عبابو، أبرز المتحدث أن الفقيد كان مناضلا “يحرص طوال حياته على ربط الجسور متينةً وسلسةً بين النضال السياسي والنضال الثقافي، بشكل مبهر قل نظيره.. وكم نحن اليوم محتاجون إلى مثل هذا النموذج”، يؤكد نبيل بنعبد الله.. منوها أن “كل مناضل فهو رائع.. لكن أروع المناضلين، في الغالب، هم أولئك القادمون من قلب الحركات الثقافية والفكرية”… (تجدون النص الكامل لكلمة الأمين العام أسفله). يشار إلى أن الأمين العام للحزب كان مرفوقا بوفد قيادي وازن مكون من أعضاء المكتب السياسي مصطفى عديشان، سعيد الفكاك، كريم تاج، عزوز الصنهاجي، سعودي العمالكي، والرفيقين عضوي مجلس المستشارين عبد اللطيف أوعمو وعدي الشجري. هذا وتناول الكلمة، مباشرة بعد الأمين العام، الأستاذ صالح الملوكي رئيس المجلس البلدي لمدينة أكادير حيث أثنى بدوره على مناقب الفقيد الذي اعتبره أحد أهرام المسرح المغربي وأيقونة مدينة أكادير التي أحبها الفقيد وأعطاها الشيء الكثير، وأكد رئيس البلدية ما سبق أن صرح به غداة رحيل الفقيد، حيث سيقوم المجلس الجماعي بإطلاق اسم عبد القادر عبابو على أحد المرافق العمومية بالمدينة، مفاجئا الحضور بإلقاء قصيدة شعرية يرثي فيها الفقيد. وتناوب على منصة الكلمات كل من السعودي العمالكي باسم مسرح أنوار سوس، والحسين فيقي باسم محترف أونامير، ومولاي علي أطويف باسم نقابة شغيلة المسرح والسينما، والحبيب نونو باسم النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، والحسن بولبرج باسم الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل.. كما قدمت خلال ذات الحفل شهادات بعض المثقفين والمبدعين الذي عاشروا الفقيد وواكبوا مسيرته في الفن والحياة، ومنهم الكاتب المسرحي الحسين الشعبي، والباحث عز الدين بونيت، والناشط الجمعوي والإعلامي يوسف الغريب، والشاعر مبارك بولكيد، والناقد محمد البيض. واختتمت فقرة الكلمات والشهادات بكلمة أسرة الفقيد التي ألقتها ابنته الرفيقة والفنانة سلوى عبابو، وكانت كلمة قوية ومؤثرة، ستنشرها بيان اليوم مع بقية الشهادات في عدد لاحق. هذا وشهد الحفل إقامة معرض للصور الفوتوغرافية يشمل مسارات الفقيد وبعض منجزاته في المسرح والفنون.. كما تم عرض شريط فيديو أعده الفنان رشيد أوبرشكيك شمل بدوره أهم محطات المخرج والفنان عبد القادر عبابو، كما تميز حفل التأبين بتقديم وصلات من فن السماع والمديح. أفراد الأسرة الكريمة والعائلة الفاضلة لفقيدنا عبد القادر عبابو رحمة الله عليه؛ أخواتي الفضليات، إخواني الأفاضل؛ رفيقاتي العزيزات، رفاقي الأعزاء؛ كم هو غريبٌ هذا الشعورُ الذي ينتابنا، ونحن ملتئمون في أكادير، وعبد القادر ليس بيننا: إنه أمرٌ لا يكاد يُصدق فعلا… فليس من المبالغة في شيء الجزمُ بأن هذه المدينة الشامخة باتت منقوصةً من أحد أعمدتها البارزة ورجالاتها الأفذاذ الذين أفنوا حياتَهم كُلَّها في السعي الدؤوب نحو منح أكادير ذلك المعنى الإنساني والأَلَقَ الثقافي والتألق الأدبي والجوهر النضالي… كم كنتَ رائعا أيها الفقيد عبد القادر، حين رسمتَ طريقك بوضوح، وحين سِرْتَ فيه بثبات، وحين خلقتَ لنفسك مبررا نبيلا للوجود.. وحين اعتنقتَ المبادئ السامية والقيم الجميلة.. وحين اخترتَ احتضان العمق الإنساني، وأشحتَ بوجهك دوما عن التسطيح…. في زمنٍ طغى فيه التهافتُ، وكادت تسود فيه الرداءةُ… لولاك وأمثالك من المثقفين المناضلين الذين رفعوا راية التنوير والعقل والحب والتسامح والإيخاء…. وانتصروا للحياة والجَمال، وللفن والذوق … بلا كلل ولا ملل …. حتى الرمق الأخير…. كم هو مؤلم أن يغادرنا الرائعون، وكم هو محزنٌ أن يفارقنا الطيبون، وكم هو ضاغطٌ حجمُ هذا الأسى الذي يجتاحنا بفعل فقدان قاماتٍ شامخةٍ من معدن الفقيد عبد القادر عبابو. في نفس الوقت، كم أنت محظوظ، صديقي ورفيقي عبد القادر.. فلا يملك المرء سوى أن يغبطك، لأنك ببساطةٍ عشتَ الحياة التي تريد، بالطريقة التي تريد، شامخا، واثقا، وعزيزا ونافعاً.. أصررتَ على العطاء بلا حساب.. وها هي ثمارُ سنين عمرك ماثِلَةٌ ومُجسَّدَةً أمامنا: ذكرياتٌ جميلة طيبة، وأفكارٌ نيرة، وخصالٌ حميدة، وذوقٌ جماليٌّ رفيع…..والأهم: أشخاصٌ حقيقيون بيننا ساهمتَ بقسط وافر في تنشئتهم وتربيتهم وتوجيههم…….. فماذا يتمنى الإنسانُ أكثرَ من ذلك بعد فَناء الجسد؟! غيرَ روحٍ ترقد بطمأنينة وسلام، بعد أن أدت واجبها ورسالتها على أكمل وجه….. منذ غادرنا فقيدنا، وذكرياته لا تكاد تفارق مخيلتي.. وفي كل مرة يقفز إلى ذهني موقفٌ، مشهدٌ، صورةٌ، فكرة، حديثٌ، حركةٌ، أو لقاءٌ….. كان جمعني بسي عبد القادر رحمه الله… إنما البداياتُ هي الراسخاتُ أكثر….. والراحل حاضر فيها بصورة واضحة ومشرقة. فكيف لي أن أنسى أيام شبابي الأول ووعيي الأول، لَمَّا كنت طالبا في ديار الغربة، وقلوبنا وعقولنا مشدودةٌ إلى الوطن، بلا اغتراب.. حين كانت نقاشاتنا مُنْصَبَّةً حول العمل النضالي التقدمي والجماهيري، الثقافي والفكري، وحول ماهية المثقف العضوي وأدواره ؟! في تلك الفترة، أذكر جيدا أننا كنا ثلةً من مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية نقضي الساعات الطوال في مناقشات تُرَكِّزُ جُلُّهَا حول كيفيات وطرائق تحويل ما نتشبع به من فكر نظري إلى واقع نضالي…. هنا، كان الجميع يستحضر تجربة “أنوار سوس” بوصفها رائدة ومُلهمةً ونموذجية وبارزة. وهل يمكن للواحد منا أن يتحدث عن “أنوار سوس” دون أن يستحضر اسم عبد القادر عبابو؟! هكذا إذن، عرفتُ الراحلَ قبل أن يعرفني، واستلهمتُ منه قبل أن نلتقي، واقتديتُ به حتى قبل أن نتقابل…. وتلمستُ تجربته وأنا على بُعد آلاف الكيلومترات عنه. ودارت الأيام.. عدتُ إلى الوطن.. وسرعان ما تحملتُ مسؤولياتٍ وطنية في حزبنا، وأساسا في شبيبة الحزب… وهنا، كانت التجربة حافلةً وغنية، نضاليا وإنسانيا، نسجتُ خلالها علاقة الأخوة والرفاقية القوية، والصداقة الحميمية مع المرحوم عبد العزيز الفاروقي، إلى درجة أننا كنا نتقاسم يومياتنا ونعيشها بشكل يكاد يكون متطابقا… معاشرة الرفيق المرحوم عبد العزيز الفاروقي كانت جسرا فعليا بالنسبة لي كي أقترب من التجربة التي أنتجته: تجربة أنوار سوس… فقد كان للفاروقي رحمه الله الفضل، كل الفضل، في أن تعارفنا: عبد القادر وأنا. هكذا تعرفت، عن قرب على الفقيد عبابو، وكان لقاؤنَا الأول في بداية الثمانينات بأكادير.. لما رأيته لأول وهلة، ذكَّرني بطيب الذكر: الطيب الصديقي رحمة الله عليه.. أذكر جيدا أن شكله ومظهره كانا مثيرين للانتباه، لقد كان رجلا لا يمكن للعين أن تُخطئه أو تغفل عنه،،، لكنني بحكم ما كنت أعرفه عن الرجل، وما سأعرفه أكثر لاحقا، فهو لم يكن لافتا للانتباه من حيث الملامحُ الظاهرةُ فحسب، بل كان ذا باطنٍ عميق وصاحبَ رؤيةٍ فلسفيةٍ للحياة، وحاملا لرسالة نبيلة……. وفي كلمة واحدة: فقيدنا لم يكن عابرا في كلام عابر….بل كان رجلا ذا أثر…. في نفس الفترة، ترددتُ كثيرا على هذه المدينة العظيمة، وتعرفت على كيبوش، والعمالكي، وأوعمو، وغيرهم من المناضلين… وتوطدت سريعا بيني وبين سي عبد القادر علاقةٌ كلها وُدٌّ وتقديرٌ واحترام وصداقة ورفاقية.. واستمرت تلك العلاقة قويةً، خالصةً، وصافية، حتى اللحظات الأخيرة من عمر الفقيد. نعم، لم نلتق في السنوات الأخيرة كثيرا، لكن كلما زرتُ أكادير، كانت رؤية سي عبد القادر وتبادلُ أطراف الحديث معه ضرورية….. وكنت أقول مع نفسي كل مرة: كيف لي أن أزور أكادير دون أن أخطف ولو لحظةَ صفاءٍ مع صديقي المثقف ورفيقي المناضل سي عبابو؟! لم ينقطع إذن التواصلُ بيننا أبدا، وكان الراحل من نوع الرجال الذين يغمرونك بالسكينة والطمأنينة حين تلتقيهم.. وكان من صنف الرجال الذين لا يمكن أن تتناقش معهم دون أن تستفيد شيئا جديدا، أو أن يُخلق لديك إحساسٌ جديد، أو تساؤلٌ فلسفي جديد…. كان رجلا لا يكف عن الإبهار والإمتاع والإفادة… في آخر لقاء بيننا، أطلعني على مرضه، وتحدثنا حول رحلة العلاج التي يتعين عبورُها… كانت اللحظة مؤثرة، ربما بالنسبة إليَ أكثر، أما الرجل فقد ظل دوما صامدا شجاعا ورابط الجأش، لا تهزه الرياح ولا تهزمه النوائب….. وكانت صبيحة ذاك الاثنين في العشرين من يناير الماضي.. ستظل صبيحة عالقة في الذهن… كنا وفدا من قيادة الحزب عائدين من مهمة حزبية أنجزناها بمدينة الريصاني، وِجهتُنَا الرباط.. وكنا بلغنا جزءً من الطريق حيث الثلجُ كثيفٌ وناصعُ البياض، تماما مثل قلب المبدع الراحل عبد القادر عبابو….. فجأةً، نزل علينا الخبرُ الصاعقة، عبر الهاتف من مراكش، إذ كان الفقيد يقاوم المرض بإقدامٍ بطوليٍّ في المستشفى الذي قضى به آخر أيامه….. رحل سي عبد القادر إلى الأبد، وبدأنا في إجراء الاتصالات، وتلقي التعازي، وإبلاغ المواساة،،،، والاهتمام بالتفاصيل…. لكن، كنا جميعا، في الواقع، كما لو كنا نرغب في إِلْهَاءِ أنفسنا عن مجابهة الحقيقة، أو كنا بالأحرى نُرَوِّضُ أنفسنا على تقبلها والتعايش معها….. فلا راد لقضاء الله تعالى. الحضور الكريم؛ تعرفون جميعكم أن “أنوار سوس” بصمت، ولا تزال، الساحةَ الثقافية والمسرحية بسوس، وأكادير خاصةً.. لكن صِيتَها وريادتها تجاوزا ذلك بكل تأكيد… وحَلَّقَت في سماءٍ أوسع…… وتفسير ذلك في اعتقادي بسيطٌ حَدَّ البداهة: لأنها جمعيةٌ حقيقية، فاعلة، تقدمية، إنسانية، وُلدت من رَحِمِ الحلم الجميل والطموحِ الكبير، وترعرعت في كنف أشخاصِ استثنائيين وملتزمين ومنصهرين في قضايا مجتمعهم حتى النخاع، في مقدمتهم سي عبد القادر عبابو.. ولأنها جمعية آمنت بأن التطوير الثقافي والارتقاء بالذوق الجمالي المشترك هما مدخلان أساسيان من مداخل التغيير…. عبد القادر عبابو ينتمي إلى أولئك الذين لم ينظروا أبدا إلى الثقافة والفن على أنهما ترفٌ أو من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها… فقد حملهما بصدقٍ وأمانة وشغف، في وجدانه، كما في عقله….. ذاك هو سر هذا التألق النادر. وإذا كان للسياسة وجهٌ تدبيري، ووجه نضالي، وهما متكاملان بالطبع، فإن فقيدنا عبابو المناضل حرص طوال حياته على ربط الجسور متينةً وسَلِسَةً بين النضال السياسي والنضال الثقافي، بشكل مُبهر قل نظيره،،،، وكم نحن اليوم محتاجون إلى مثل هذا النموذج. لذلك، جمعية “أنوار سوس” رَبَّتْ وخَرَّجَتْ مئاتِ المناضلات والمناضلين، التحق معظمهم بصفوف حزب التقدم والاشتراكية…. صدقوني: كل مناضل فهو رائع.. لكن أروع المناضلين، في الغالب، هم أولئك القادمون من قلب الحركات الثقافية والفكرية… هكذا، كان الراحل عبد القادر وفيا، ورَبَّى أجيالا على هذه الخصلة، كان زاهدا في تحمل المسؤوليات، وربى أجيالا على هذه الفضيلة، كان ملتزما إلى أبعد الحدود، وزرع ذلك في أجيال وأجيال، كان محركا ومحفزا ومشجعا ومفجرا للطاقات الإبداعية لدى الآخرين، كان رجل توافق وتوفيق بين الناس، نابذا للخصومات، كان مبدعا مجددا، أسس وصنع مجد المسرح بأكادير، وتَمَّ تَنَاقُلُ نموذَجِهِ عبر ربوع الوطن، كان ممارسا للمسرح نعم، لكنه أيضا كان مُنَظِّرًا في مجاله، وهو الذي قَعَّدَ لمدرسة “المسرح الثالث”، وطبقها في أرض الواقع من خلال “المسرح الجدلي”، كان عضوا نشيطا في هيئة تحرير البيان الثقافي، وفي اللجنة الثقافية للحزب، وظل محافظا على الجهاز المفاهيمي لحزبنا بمرجعياته، كما لم يفعل أحدٌ مثله، كان له الفضل في عودة عدد من المثقفين والمسرحيين والمبدعين المغاربة إلى نشاطهم، بعد أن أَضْنَتْهُ رؤيةُ انزوائهم وانكفائهم، كان مُبادِرًا وعمليا، لا سيما من خلال تأسيس الاتحاد الإقليمي لمسرح الهواة، وعبر تنظيم الملتقى الأول لمسرح الهواة بأكادير، والذي تطور في ما بعد ليصير مهرجانا وطنيا للمسرح المغربي، وكان نقابيا مؤسسا وديناميا في الجامعة الوطنية للفلاحة، وكان أيضا أول عضو من أكادير في اتحاد كتاب المغرب الذي تحمل مسؤوليته الأولى. أي رجل كنتَ؟ وأي طاقة كنتَ تختزن؟ وأي تعدد كنتَ تحيا؟ وأي عطاء كنتَ قادراً عليه؟ وأي حب كنتَ تُكِنُّ للجميع؟.. لك، وأنت في مرقدك، منا ألفُ تحية وتحية، ولك منا السلام، أيها الذي اجتمع فيك من الخصال والمواهب ما تفرق في غيرك. رحمك الله أيها المبدع والفنان والإنسان والمناضل والمثقف، أيها الكاتب والمخرج والشاعر الذي انحاز دوما إلى صف المقهورين والمستضعفين والمظلومين، رحمك الله أيها الفذ الذي أسهم في صقل عقولنا ووجداننا بالقيم الجميلة، وكان واحدا من الذين جعلونا لا نتوقف عن الإيمان بأننا معنيون بواجب العمل حتى يصبح الغد أفضل بالنسبة لوطننا وشعبنا…. ختاما، لا يسعني سوى أن أقول: فلترقد روحك بسلام أيها الرفيق الوفي والصديق الشهم، وأن أجدد دعواتي بالرحمة لفقيدنا عبد القادر عبابو، مع تعبيري الأصدق عن مواساتي الخالصة لكافة أفراد أسرته وذويه ومعارفه وأصدقائه. إنا لله وإنا إليه راجعون.