قام وفد من مستشاري التعاون ورؤساء مهام معتمدين من طرف بعض دول الإتحاد الأوربي لدى المغرب، أول أمس الخميس، بزيارة تفقدية لعدد من المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية في إقليمي ورزازات وزاكورة، والتي سبق لها أن استفادت من الدعم المالي والتقني لبرامج التعاون التي تربط المغرب مع أوربا. وضم هذا الوفد ممثلين عن برامج التعاون في ست دول أوربية هي بلجيكا واسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولونيا، إضافة إلى مندوبية الاتحاد الأوربي في المغرب. وفي هذا السياق، قام الوفد بزيارة لمقر «جمعية آفاق» للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بورزازات التي تأسست سنة 1994، وتهتم بإدماج الأشخاص المعاقين في الحياة العامة، وذلك عبر إعطائهم تكوينا مهنيا في بعض الحرف اليدوية من ضمنها الصياغة والفخار والنسيج وصناعة الأعضاء التعويضية مثل الأرجل والأيادي الاصطناعية التي تساعد المعاقين على تخطي بعض مصاعب الحياة اليومية. واطلع الوفد الأوربي في موقع سد المنصور الذهبي ضواحي مدينة ورزازات على المشروع الخاص بتزويد المدينة بالماء الصالح للشرب، والذي كلف إنجازه غلافا ماليا بقيمة 265 مليون درهم. كما اطلع الوفد في عين المكان على مشروع التطهير السائل لورزازات الذي أنجز في إطار التعاون المغربي البلجيكي بكلفة إجمالية بلغت 110 مليون درهم، وذلك في الفترة ما بين يناير 2004، ويوليوز 2005. وبقيادة تينزولين التابعة لإقليم زاكورة، قام الوفد الأوربي بزيارة استطلاعية لوحدة تثمين الثمر التي أنشأت حديثا في إطار «مشروع تدبير المياه والتنمية القروية المندمجة في وادي درعة» الذي يستفيد من الدعم المالي لبرنامج التعاون المغربي البلجيكي. وتصل الطاقة الإنتاجية والتخزينية لهذه الوحدة التي انطلق العمل فيها خلال الموسم الزراعي الماضي، 40 ألف طن من مختلف أصناف التمور. وأوضح ماريو مرياني رئيس العمليات بمندوبية الاتحاد الأوربي بالرباط أن هذه الزيارة التي جرت العادة على برمجتها مرة واحدة كل سنة، تتوخى الوقوف على سير العمل في المشاريع التي يجري تفعيلها في إطار برامج التعاون بين المغرب ودول الإتحاد الأوربي، والتي تتوزع على مجالات عدة من ضمنها على الخصوص الماء والفلاحة والتنمية المستدامة وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف مارياني في تصريح صحافي أن هذه الزيارات تتيح أيضا لمستشاري التعاون ورؤساء المهام المعتمدين من طرف دول الاتحاد الأوربي لدى المغرب فرصا للتباحث مع المسؤولين المغاربة حول الصيغ المناسبة، والسبل المتاحة، لاستمرار أوربا في دعم المشاريع التنموية على صعيد منطقة ورزازات الكبرى. ومن جهته، أشار هيرمان بونين مستشار التعاون في مجال التنمية بالسفارة البلجيكية في الرباط في تصريح مماثل إلى أن جهة سوس ماسة درعة تضم العديد من المشاريع التي يساهم برنامج التعاون البلجيكي في إنجازها والتي تهم بالأساس قطاعي الماء والفلاحة. وبخصوص المشاريع المتعلقة بقطاع الماء، قال بونين إنها تتوزع ما بين تمويل الاستفادة من التزود بالماء الصالح للشرب، والمساهمة في إنجاز شبكات التطهير السائل. بينما تهم المشاريع الخاصة بالقطاع الفلاحي المساهمة في تنفيذ برامج المخطط الجهوي لمخطط المغرب الأخضر، وذلك بتعاون مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، مبرزا في هذا السياق أن هذه المساهمة تخص بالأساس دعم سلسلتي إنتاج الثمور والزعفران.