قام وفد يضم عددا من السفراء والمكلفين بالأعمال في سفارات بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي اليوم،الجمعة، بزيارات استطلاعية لعدد من المنشآت التي أنجزت في إطار التعاون المشترك بين المغرب والإتحاد الأوربي، أو بين المغرب وبعض دول الاتحاد. وضم وفد السفراء الذين كانوا مرفقين بمستشاري التعاون ورؤساء مهام معتمدين من طرف بعض دول الإتحاد الأوربي لدى المغرب،سفراء كل من ألمانيا وبلجيكا وفنلندا وهولندا وبولونيا والاتحاد الأوربي، إضافة إلى المكلفين بالأعمال في سفارات كل من فرنسا والدنمرك والسويد. واطلع الوفد الأوربي في مدينة ورزازات على مختلف الأنشطة الذي تزاولها تعاونية "كوروزا" التي تختص في تثمين حليب الماعز عبر إنتاج أصناف مختلفة من الجبن، إضافة إلى إنتاج العسل واللحوم. كما تضطلع هذه التعاونية بمهام أخرى من ضمنها على الخصوص العمل على الرقي بالوضع المادي والاجتماعي للمرأة القروية في ورزازات. وتأسست تعاونية "كوروزا" سنة 2005 ، بعدما تم جلب 225 رأسا من الماعز الحلوب من منطقة الألب الفرنسية حيث تم توزيعها على نساء المنطقة، اللواتي يلتزمن بإعطاء كل مولود جديد لهذا القطيع لأسرة لم يسبق لها الاستفادة من هذه المبادرة التضامنية. وتحظى تعاونية "كوروزا" التي تعد نموذجا يحتذي في مجال التضامن الأسري بدعم مادي من طرف الاتحاد الأوربي، وعمالة إقليمورزازات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، إضافة إلى "جمعية تربية المواشي بدون حدود"(إيلفاج سون فرونتيير) وهي منظمة مدينة فرنسية ساهمت في مواكبة مختلف مراحل تأسيس هذه التعاونية النسائية. أما في مدينة قلعة مكونة (إقليم تنغير) فقد أشرف وفد السفراء والمكلفين بالأعمال في السفارات الأوربية بالرباط على تدشين "الفضاء النسوي" بقرية ايت بوبكر الذي كلف إنجازه غلافا ماليا إجماليا بقيمة 430 ألفا و300 درهم، ضمنها 387 ألفا و 270 درهما عبارة عن دعم من طرف مندوبية الإتحاد الأوربي المعتمدة لدى المغرب. ويندرج هذا المشروع الذي ساهمت في تمويله مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، ضمن برنامج دعم المبادرات الخاصة بجبر الضرر الجماعي الموجهة لفائدة ساكنة المناطق التي عانت من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، حيث يشرف المؤطرون العاملون في هذا المشروع على محو الأمية في صفوف نساء المنطقة، وتلقينهن مبادئ حقوق الإنسان، ومقومات المواطنة، فضلا عن تلقينهن بعض الحرف التي تساهم في تحسين وضعهن المادي. وفي أعقاب تدشين "الفضاء النسوي" لقرية ايت بوبكر، قام وفد السفراء والمكلفين بالأعمال ومستشاري التعاون ورؤساء المهام المعتمدين من طرف بعض دول الإتحاد الأوربي لدى المغرب، رفقة مسؤولي المكتب الإداري الجهوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بزيارة للبناية التي كانت مسخرة في مدينة قلعة مكونة للاحتجاز التحكمي للأشخاص من ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وفي أعقاب ذلك، قام الوفد الأوربي بزيارة استطلاعية لمحطة التطهير السائل لقلعة مكونة التي أنجزت على مساحة إجمالية تصل 7 هكتارات، وذلك في إطار برنامج التعاون الألماني، حيث كلف إنجاز هذا المشروع غلافا ماليا قدره 4 ر34 مليون درهم. واختتم الوفد زياراته الاستطلاعية، بتفقد أجنحة ومصالح المركز الصحي الحضري لقلعة مكونة الذي أنجز في إطار مشروع دعم الولوج إلى العلاجات الصحية الذي يحظى بدعم من برنامج التعاون البلجيكي. وكان وفد من مستشاري التعاون ورؤساء مهام معتمدين من طرف بعض دول الإتحاد الأوربي لدى المغرب قد قام أمس ،الخميس، بزيارة تفقدية لعدد من المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية في إقليميورزازات وزاكورة. وتهدف هذه الزيارات التي أصبحت تنظم بشكل دوري مرة واحدة في كل سنة إلى الوقوف على سير العمل في المشاريع التي سبق للإتحاد الأوربي، أو لبعض الدول العضو في الإتحاد أن ساهمت في إنجازها في إطار برامج التعاون التي تخصصها هذه الدول للمغرب قصد المساهمة في تنميته خاصة في العالم القروي.