صدر عدد جديد، من مجلة «الكلمة» المجلة الالكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ. تتابع خلالها الإنصات للحراك السياسي والمجتمعي العربي في توقه الجماعي نحو التغيير، في لحظة تاريخية نادرة، تتابع فيها الثورات التي بشرت بها (الكلمة)، منذ بداية إصدارها، وإعلانها في بيانها الافتتاحي استقلالها الفكري وموقفها النقدي الصلب مما يدور في الواقع العربي من عفن وفساد، وأنها مجلة لحراس الكلمة وليست لكلاب الحراسة. وهاهي في العدد الجديد تخصص ملفا آخر لأصداء الثورة المصرية، ترصد فيه بعض ما أثارته من أفكار وردود أفعال، نشرا لخطاب الثورة ودعما منها للثورات العربية المتلاحقة بعدها. ويعود الناقد صبري حافظ لالتقاط اللحظة التاريخية ومقاربتها، من بوابة جديدة هذه المرة، من سؤالي «الثقافة والتغيير.. وشرعية الثورة» إذ تلعب الثقافة دورا أساسيا في صياغة خطاب الثورة وبلورة مطامحها في التغيير الجذري. وتواصل الباحثة السودانية خديجة صفوت، من خلال دراستها «الجمهورية الرئاسية واختراق الحركات الشعبية» قراءتها للواقع العربي ولما يريد الغرب له، بصورة تربط الحاضر بالماضي أما الناقد العراقي الكبير عبدالله ابراهيم فيقدم في «التخيل التاريخي وتفكيك الهوية الطبيعية» قراءة لواحدة من أهم الروايات التي صدرت عن الجزيرة العربية وكشفت عن طبيعة التحولات الدامية التي انتابتها في تحولها للوهابية، ووقوعها تحت سطوة الإمارة السياسية التي جاءت بها. وحول «جمالية الفكاهة في القصة التراثية» يتناول الباحث المصري علاء عبدالمنعم ابراهيم بمنهجية قرائية جديدة الطرفة التراثية القديمة أو المُلحة الذكية باعتبارها شكلا فينا متميزا له خصوصيه وبنيته السردية، ويتناول الباحث المغربي فريد أمعضشو في دراسته «أوجه التعالق بين الشعري والسياسي على عهد بني أمية» أوجه التعالق بين الشعري والسياسي في الحركات الفكرية والعقائدية الأولى في الإسلام. في باب شعر، تقترح «الكلمة» ديوان الشاعر المغربي أحمد بنميمون (أصوات الولد الضال)، حيث نكتشف نصوصا تمتد زمنيا لفترة طويلة، لكنها ترتبط بمرحلة أساسية في تشكل مخاض القصيدة المغربية الحديثة. الباب يفتتحه الشاعر المصري محمد سليمان بقصيدة «الشعب يريد» كإحالة مباشرة لتجليات الثورة المصرية. ويكتب الشاعر العربي سعدي يوسف «نشيد ساحة التحرير» في مديح «ثورة» تتبلور في العراق. هذا الى جانب قصائد الشعراء عبدالوهاب الملوح، أحمد العجمي، نجاة الزبير، خالد كساب محاميد، طريف يوسف آغا. في باب مواجهات، تبدأ محررة «الكلمة» الباحثة أثير محمد علي، رحلة معرفية مع المستعرب الأسباني الكبير بدرو مارتينث مونتابث تتعرف فيها على الإنسان والعالم، وعلاقته بنفسه وبثقافته قبل أن تطرح عليه أسئلة العلاقة بثقافتنا التي أمضى عمره متخصصا في دراستها. أما باب السرد فيقدم رواية جديدة موسومة ب»في باطن الجحيم» للروائي العراقي سلام ابراهيم. وحفل العدد الجديد بنصوص المبدعين: بهاء بن نوار، عزة كامل، أحمد غانم عبدالجليل، محمود عبدالوهاب، عبدالواحد الزفري. في باب النقد، تحلل الأكاديمية مضاوي رشيد في مقالتها التحليلية «السعودية: هل خيارنا الديكتاتور أو الاقتتال؟» الروح الاستبدادية المهيمنة على الطغمة الحاكمة بلدها، ووشائج صلتها مع الخطاب الديني التفتيشي. كما يشتمل العدد على مواد أخرى متنوعة وجديرة بالقراءة.