فند المدير التقني لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ناصر لارغيت الأخبار التي تداولها أحد المواقع الإلكترونية بخصوص التحاقه باكاديمية «أطلنطا بيرغامو» الإيطالية، وذلك خلال استضافته من طرف الزميل جلال بوزرارة منشط برنامج» لماتش» الذي تبثه قناة ميدي 1 سات. وقد أوضح لارغيت عن مواصلته للعمل الذي بدأه منذ افتتاح الأكاديمية في 28 مارس 2010، والذي يهدف أساسا إلى تكوين اللاعبين وإلحاقهم بأندية أجنبية، أو انتقالهم إلى الفرق الوطنية التي ترغب في تعزيز صفوها بلاعبين محليين بدل البحث عن قطع الغيار من القارة السمراء. ولعل ظهور ناصر لارغيت في برنامج «لماتش» الأسبوعي قد دحض فرضية تخليه عن أكاديمية محمد السادس ورغبته في الإلتحاق بإيطاليا، خاصة أن المسؤولين عن الأكاديمية قد وفروا له جميع الإمكانات المادية واللوجيستيكية من أجل إعداد جيل جديد من المواهب التي تم استقطابها من أندية معينة، أو التي تم التنقيب عنها في إطار جولات ماراطونية للأطر التقنية التي تشتغل رفقة المدير التقني للأكاديمية. وكانت أكاديمية محمد السادس قد كلف تجهيزها حوالي 140 مليون درهم وسنتين من الأشغال بإشراف من مديرها الفعلي محمد منير الماجيدي، الذي كان وراء استقدام ناصر لارغيت من فرنسا حيث بصم على مسيرة مهمة في التدريب والتكوين في عالم كرة القدم. وحسب ما أعلن عنه لارغيت أثناء التدشين فإن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سيتم تمويلها بأموال خاصة وهبات ملكية على أن تصل إلى التمويل الذاتي بفضل الأموال التي ستجلبها مستقبلا من صفقات بيع اللاعبين. وتحدث لارغيت الذي يعتبر أحد أعمدتها منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما كان المشروع مجرد حبر على ورق عن مستقبل الأكاديمية التي أطفأت شمعتها الأولى والتي تعد تجربتها نموذجا للأندية الوطنية، خصوصا على مستوى التكوين الذي تفتقر إليه أغلب الفرق التي تؤثت المنتظم الكروي ببلادنا، والتي تنفق أموالا كبيرة في انتداب لاعبين لايقلون مستوى عن ما هو متوفر بالسوق المحلي. وهنا نستحضر المشروع الذي دعا إليه وزير الشباب والرياضة، منصف بلخياط والقاضي بمساعدة أندية القسم الأول للنخبة ببناء مراكز للتكوين من خلال منحهما مبلغ 250 مليون سنتيم والذي مازال يراوح مكانه، باستثناء فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي اللذين يتوفران عن مراكز تستجيب للمعاير التي حددتها الوزارة، لكنهما لايشتغلان بالشكل المطلوب نظرا لعدم توفرهما على الآليات المطلوبة للنهوض بهما كما هو الحال في بعض الدول الإفريقية التي استفادت كثيرا من الخبرة الأوروبية في هذا المجال. يمكن القول أن أغلب الفرق تفتقر إلى كل المقومات الأساسية لبناء مراكز من هذا القبيل، وذلك في غياب سياسة واضحة الأهداف في ما يتعلق بالإهتمام بالفئات الصغرى والتي سبق أن تحدثنا عنها في هذا الركن وكذا الإكراهات التي تحول دون الإعتماد على المنتوج المحلي، واللجوء إلى اللاعب الجاهز الذي يكلف خزينة الفريق مبالغ كبيرة. يجرنا الحديث هنا عن مركز التكوين داخل الرجاء باعتباره قاطرة كرة القدم الوطنية إلى جانب جاره الوداد والجيش الملكي، ذلك أن هذا المركز تم إنشاؤه منذ عشر سنوات، لكنه ظل مجرد بناية قائمة الذات لم تف بالوعود التي قطعها المسؤولون على عاتقهم، حيث تحول هذا الفضاء إلى مجرد مأوى لمجموعة من اللاعبين الأفارقة وكذا القادمين من مناطق متعددة. في بداية هذا الموسم تم إعادة هيكلة هذا المركز من جديد من خلال تعيين مدير جديد يتوفر على تجارب عديدة بالديار البلجيكية، إضافة إلى الإعتماد على نظام جديد بالنسبة للاعبين الجدد الذين شملهم الإختيار والذي يقوم أساسا على مسألة رياضة وتعليم، والذي من شأنه أن يساعد الممارس مستقبلا سواء في حياته الرياضية أو المهنية. تبقى الإشارة، أن مجموعة من الفرق كانت قد احتجت لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خلال إغراء بعض صغارها وإلحاقهم بأكاديمية محمد السادس، خاصة فرق الوداد، لكن المدير التقني ناصر لارغيت نفى هذه الأخبار جملة وتفصيلا، مضيفا أن هناك بعض اللاعبين التحقوا بالأكاديمية بمحض إرادتهم.