أكد السيد منصف بلخياط ، وزير الشباب والرياضة، أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الأحد، تعد نموذجا حقيقيا في مجال التكوين يجب الاقتداء به على مستوى الأندية الوطنية. وقال السيد بلخياط ،في تصريح لوكالة المغربي العربي للأنباء، إن الأكاديمية تشكل دعامة أساسية للاسترتيجية الجديدة للوزارة في مجال التكوين والتأطير ويمكنها أن تكون حافزا للشباب المغربي بحيث يتطلع عدد كبير من هذه الفئة إلى أن يصبحوا من اللاعبين الكبار. وأضاف أن الوزارة ستعمل على تقديم الدعم اللازم للأكاديمية على مستوى التأطير وستساند مثل هذه المبادرات الرائدة للمساهمة في النهوض بكرة القدم الوطنية . ومن جانبه، اعتبر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري إنجاز الأكاديمية "مشروعا في غاية الأهمية ليس فقط من حيث البنيات التحتية الرفيعة المستوى ولكن أيضا باعتبارها نموذجا بالنسبة للشباب وهي تجربة ينبغي أن تستفيد منها سائر جهات المملكة". وقال إن أكاديمية محمد السادس تمثل نموذجا يحتدي به لأنها من طراز دولي وستخرج لاعبين شباب كبار سيعزوزن صفوف الأندية والمنتخبات الوطنية، مؤكدا أن "دورنا هو إغناء وتعزيز هذه التجربة ". أما السيد ناصر لارغيت، المدير التقني للأكاديمية فقال إن هذه الأخير تعتبر مشروعا يرتكز على تكوين ثلاثي للشبان (تكوين أولي وتربوي ومهني)، مبرزا أن التكوين التربوي مبني على مبدأ الاحترام الذي يعد عاملا أساسيا لكسب رهان التمدرس بفضل مجموعة من مدرسي الأكاديمية. وأشار إلى أن المؤسسة تتوفر حاليا على أربعة أقسام بطاقة استيعابية لاتتجاوز 10 تلاميذ في الفصل وهو ما يمكن من اعتماد برنامج تداريب ملائم ، مبينا أن اللاعبين الذين يبلغون 15 و16 سنة يخضعون لحصتين تدريبيتين في اليوم، بينما يتدرب الصغار مرة واحدة في اليوم بالإضافة إلى خوض مباريات نهاية الأسبوع. وبالنسبة للتكوين المهني قال لارغيت "لحسن الحظ لدينا تلاميذ مازالوا يتابعون دراستهم. وإذا لم يكتب لتلميذ أن يتابع دراسته حتى الباكالوريا أو لم ينجح في مسريته الكروية من مستوى عال فإننا سنوجهه إلى التكوين المهني في تخصصات مدرجة ضمن برامج الأكاديمية". وذكر بأن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة يتلقون تكوينا أوليا للمبادىء التقنية الأساسية لكرة القدم من مستوى عال. أما بخصوص التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18 سنة فإن العمل يرتكز بالأساس على إحكام الخطط التقنية في مركز اللعب. وخلص ناصر لارغيت إلى القول " إننا نود أن نتقاسم هذا العمل الذي نقوم به في الأكاديمية مع الأندية وتيسير التبادل مع مربين آخرين بما يعود بالفائدة على كرة القدم الوطنية. أما بالنسبة للإدارة التقنية فإننا ستضع رهن إشارة الآخرين المخططات التي تعدها وسنستقبل مدربين متدربين لاستكمال تكوينهم وهذا واجب من واجبات الأكاديمية خدمة لكرة القدم الوطنية". أما محمد الزغاري، المدير المالي والإداري لأكاديمية محمد السادس ، فاعتبر أن هذا المشروع يشكل قيمة مضافة لكرة القدم الوطنية في مجال البنيات التحتية ، حيث تتوفر الأكاديمية على ملاعب من مستوى عال ومقرات للإيواء والتمدرس والتطبيب تستجيب للمعايير الدولية ويمكن أن تضاهي أكبر مراكز التكوين بأوربا. وأضاف أنه على مستوى التكوين الرياضي "عمدنا كتجربة أولى إلى إلحاق حوالي 40 طفلا بالأكاديمية تم انتقاؤهم من مختلف جهات المملكة بناء على مؤهلاتهم الرياضية، والذين يتم حاليا إيواؤهم وتدريسهم وإخضاهم لتداريب من المستوى العالي". وذكر بأن الحصص التدريبية تشرف عليها أطر ذات كفاءة عالية مثل السيد ناصر لارغيت، الذي شغل منصب مدير للتكوين بالعديد من مراكز التكوين بأندية محترفة بفرنسا ، والسيد باسكال تييو ، المدير السابق لمركز التكوين بأسيك أبيدجان ،(أسيك ميموزا) والذي يتوفر على تجربة إفريقية واسعة ، والسيد طوماس بافيون ، وهو معد بدني محترف اشتغل إلى جانب أندية محترفة من الدرجة الأولى ومركز للتكوين بفرنسا بالإضافة إلى تقنيين مغاربة اكتسبوا بدورهم خبرة طويلة. وأضاف السيد الزغاري أن إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سيساهم في تطعيم الأندية الوطنية للشبان بلاعبين من مستوى جيد في مرحلة أولى، مشيرا إلى أن تجربة أكاديمية كرة القدم يجب أن تعتمد من قبل الأندية الوطنية حتى يصبح تكوين الشباب من الأوليات على الصعيد الوطني بغية التوفر أكثر فأكثر على لاعبين متميزين من الفئات الصغرى. وأشار، من جهة أخرى، إلى أنه بعد مضي الشهر الأول على اشتغال الأكاديمية تبين أن الأندية أبدت اهتماما كبيرا بهذا المشروع وطالبت بعقد شراكات معها، وهو "ما سنعمل على تحقيقه بما يصب في اتجاه احترافية التكوين الرياضي بصفة عامة وفي مجال كرة القدم بصفة خاصة". على صعيد آخر، أوضح السيد الزغاري أن تمويل الأكاديمية يتم بالأساس بواسطة أموال خاصة، فيما يتم تأمين تمويل الباقي من المال الخاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن الأكاديمية اليوم هي في طور الانطلاقة وأنها بعد أربع أو خمس سنوات ستدبر نفسها بنفسها وبمواردها الذاتية من خلال انتقالات اللاعبين إلى أندية وطنية أو أجنبية، وهو ما سيساهم في جلب موارد مالية هامة. وذكر بأنه سيتم في مرحلة ثانية فتح مدرسة للترفيه سيكون مقرها إلى جانب الأكاديمية وستعمل على تكوين الأطفال في مجال كرة القدم الترفيهية بالاعتماد على أساليب بيداغوجية وتلقينهم مبادىء احترام الخصم، وهو من صميم اختصاصات الأكاديمية.