أكد عدد من المدربين واللاعبين الدوليين السابقين أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأحد، تشكل قطبا رياضيا وتربويا نموذجيا لتكوين لاعبين محترفين من مستوى عال. وقالوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المعلمة الرياضية الفريدة من نوعها على الصعيد القاري والعربي، تتوخى إلى جانب التكوين الرياضي التوفيق بين الرياضة والدراسة حتى يتوج هذا التكوين باندماج اجتماعي للمستفيدين منه في نهاية مراحل تكوينهم. وفي هذا الصدد، أكد المدير التقني الوطني، جان بيير مورلان، أن أكاديمية محمد السادس تعد هيكلا في غاية الأهمية في خدمة كرة القدم المغربية، وجميع مكوناتها بصفة عامة والفئات الصغرى بصفة خاصة، التي ستخضع لتكوين نوعي من مستوى رفيع. وأضاف أن الأكاديمة تعتبر، أيضا، ورشا ضخما للعمل الاحترافي في مجال التكوين في إطار تكاملي لبلوغ الأهداف المتوخاة، سواء بالنسبة للإدارة التقنية الوطنية أو الجامعة أو العصب أو الأندية. وقال مورلان "في مجال التكوين سنستفيد من خبرة الأطر المشهود لها بالكفاءة العاملة في الأكاديمية من خلال إيفاد مدربينا لإجراء حلقات تكوينية ميدانية"، مؤكدا على ضرورة إرساء تعاون بناء بين الأقطاب الأربعة في المنطقة، وهي أكاديمية محمد السادس والمعهد الملكي لتكوين الأطر والمركز الوطني لكرة القدم ومركز القوات المسلحة الملكية، وهي كلها هياكل توفر شروط تكوين وإعداد مثلى". واعتبر المدرب السابق للمنتخب الوطني عبد الخالق اللوزاني أن أكاديمية محمد السادس تمثل المرجع والنموذج الذي ينبغي أن يحتذى بالنسبة لمراكز التكوين التابعة للأندية، سواء القائمة أو التي سيجري إحداثها مستقبلا. وأكد أن عملية التنقيب والتوجيه والتكوين تشكل حجر الزاوية في صرح كرة القدم الحديثة، وخلق الثروات البشرية الضرورية لتطعيم الأندية والمنتخبات الوطنية في جميع الأصناف. ولاحظ أنه عوض أن تنفق الأندية الوطنية أموالا طائلة لجلب لاعبين من خارج المغرب بما يثقل كاهل ميزانياتها من الأجدى أن تستثمر في التكوين على غرار ما هو معمول به في كبريات الأندية الأوروبية، وخاصة الفرنسية منها (مونبوليي - ليل – أوكسير). من جهته، أكد اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي للمنتخب الوطني للاعبين المحليين مصطفى الحداوي أن من شأن إحداث الأكاديمية الدفع بكرة القدم الوطنية نحو آفاق واعدة وأرحب، لاسيما أن الإدارة التقنية بالأكاديمية أسندت إلى ناصر لارغيت، الذي يعد اسما كبيرا وإطارا تقنيا له باع طويل في مجال التكوين بعدد من الأندية الفرنسية". وقال إنه لم يعد هناك مجال للتكوين العشوائي، بل إن التكوين بات يعتمد على ضوابط تقنية وعلمية، مذكرا في هذا السياق بأن الأغلبية الساحقة من نجوم كرة القدم العالمية الحاليين هم خريجو أكاديميات ومراكز تكوين، معربا عن قناعته بأن اللاعبين الذين يتلقون تكوينهم بأكاديمية محمد السادس سيكون لهم شأن كبير، ومنهم من سيحترف بأشهر الأندية الوطنية بل وحتى خارج المملكة. بالإضافة إلى أكاديمية محمد السادس، يرى الحداوي أن منظومة التكوين ينبغي أن تكتمل بإقامة مراكز داخل الأندية وأخرى جهوية، حتى يتسنى تكوين لاعبين من مستوى عال وبمقاييس دولية، مشيرا إلى أن تجربة بعض البلدان الإفريقية أعطت ثمارها (كوت ديفوار - غانا – نيجيريا). واعتبر عبد الرحمان السليماني، المدير التقني الوطني السابق والمشرف الحالي على مركز تكوين المغرب الفاسي أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تعد مشروعا رائدا في مجال التكوين على الصعيد القاري. وأوضح السليماني أن الميزة التي تنفرد بها الأكاديمية عن باقي مراكز التكوين تتمثل في أن برنامج التكوين المعتمد بها هو برنامج طويل المدى، وأن عملية انتقاء المواهب تجري بطريقة علمية ووفق معايير دقيقة من طرف أطر مؤهلة تأهيلا رفيع المستوى إلى جانب كون العناصر، التي جرى اختيارها على الصعيد الوطني ستخضع لتكوين من مستوى عال من حيث القيمة والحجم، وسيكون بإمكانها التباري على أعلى مستوى، سواء مع فرق الصفوة أو مع فرق أجنبية. وقال إن الأكاديمية، التي تمثل نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه مراكز التكوين، تمثل أيضا ملتقى للمدربين المغاربة، ذلك أنها إلى جانب مهمتها التكوينية للاعبي المستقبل، فإنها تشكل فضاء لتكوين المكونين وتبادل الأفكار والمعلومات والتجارب في ما بينهم، وفي ما بين مراكز التكوين التابعة للأندية. أما اللاعب الدولي السابق عزيز بودربالة، فعبر عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الرعاية التي ما فتىء جلالته يحيط بها الرياضة والرياضيين، معتبرا أن إنشاء أكاديمية محمد السادس تعد "فاتحة خير" لكرة القدم المغربية. كما تمثل "بوابة الأمل وحافزا قويا" للمواهب الواعدة لبلوغ عتبة التألق قاريا ودوليا، الذي لا يمكن أن يكون إلا وليد برامج تكوينية مدروسة واستثمارات مهمة وتشجعيات سخية، داعيا القطاع الخاص إلى المبادرة بالاستثمار في القطاع الرياضي بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. من جانبه، قال اللاعب الدولي السابق والمدرب، حمادي حميدوش، إن أكاديمية محمد السادس ستعطي دفعا قويا لكرة القدم المغربية، بالنظر إلى العمل الجدي وقيمة ونوعية الأطر التي تسهر على مهمة التكوين بها، فضلا عن البنيات التحتية ذات الطراز الرفيع التي تتوفر عليها هذه المؤسسة.