زامبيا وبابوازي غينيا الجديدة تقرران سحب اعترافهما بالجمهورية المزعومة على بعد أيام قليلة من صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن حول الوضع في الصحراء، الذي سيشمل التطورات الأخيرة في المنطقة ونتائج جولات الاجتماعات غير الرسمية التي عقدت في الفترة الفاصلة بين التقريرين، والتقدم المحرز بها، أعلنت كل من زامبيا وبابوازي غينيا الجديدة نهاية الأسبوع الماضي سحب اعترافهما بالجمهورية الوهمية، في الوقت الذي أكد فيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن مسلسل سحب الاعتراف بالكيان الوهمي متواصل. وأعلن وزير خارجية زامبيا، كابينغا باندي، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي يوم السبت الماضي، قرار حكومة بلاده سحب اعترافها بالجمهورية المزعومة اعتبارا من نهاية شهر مارس الماضي. وجاء قرار الحكومة الزامبية، العضو في الاتحاد الإفريقي، خلال زيارة العمل التي يقوم بها رئيس دبلوماسيتها إلى المغرب. وكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري أن الدولة المستقلة لبابوازي غينيا الجديدة، قررت هي الأخرى سحب اعترافها بالكيان الوهمي. وقال الطيب الفاسي الفهري، إن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون توصلت، الأسبوع الماضي، بمذكرة شفوية وقعها وزير الخارجية للدولة المستقلة لبابوازي غينيا الجديدة، يعبر فيها عن قرار بلاده سحب اعترافها بالجمهورية المزعومة اعتبارا من 30 مارس الماضي. واعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن العديد من الدول، من مختلف القارات، قررت إعادة النظر في مواقفها السابقة والتي اتُخذت في ظروف دولية وإقليمية جد خاصة وأصبحت اليوم جد متجاوزة. مؤكدا أن هذه الدول أعادت النظر في مواقفها طبقا للشرعية الدولية، وذلك من أجل المساهمة بشكل بناء ومفيد في مسلسل المفاوضات الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وشدد الطيب الفاسي على أن مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية مستمر وبشكل متواصل، مشيرا إلى أن العقد الأخير عرف سحب حوالي 30 دولة اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية، باعتبارها كيانا لا يتوفر على الشروط القانونية والسياسية الضرورية لبناء دولة، وتجاوبا مع المجهود الذي قامت به المملكة المغربية من خلال مقترح منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، الذي حظي بإجماع دولي وإقليمي واسع، اعتبره مجلس الأمن بأنه مقترح جدي وذو مصداقية. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه ليست هناك اليوم أية دولة أوربية تعترف بهذا الكيان، فضلا على أن ثلثي دول القارة الإفريقية، أي ما يمثل حوالي 35 دولة قررت سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، في السنوات الأخيرة. نفس الموقف تتخذه كل الدول الأعضاء في منتدى المحيط الهادي تقريبا، وهي تشكل 12 دولة، علاوة على مواقف دول أوقيانوسيا والغالبية العظمى لدول القارة الآسيوية. ويأتي إعلان الدولتين عن قرارهما سحب الاعتراف بالجمهورية المزعومة قبل صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن حول الصحراء، الذي سيتناول فيه التطورات الأخيرة في المنطقة والتقدم المحرز، خصوصا نتائج جولات الاجتماعات غير الرسمية الأخيرة، التي عقدت في كل من نيويورك ومالطا تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام إلى المنطقة، كريستوفر روس. كما سيشمل تقرير الأمين العام المقبل إلى مجلس الأمن نتائج اجتماع الأطراف مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حول تدابير بناء الثقة، وبرنامج تبادل الزيارات الجوية بين مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر والمناطق الجنوبية للمملكة، في أفق الشروع في عملية تبادل الزيارات عن طرق البر. ويتوقع أن يوصي تقرير بان كي مون بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» إلى غاية شهر أبريل من السنة المقبلة. وجدير بالذكر أن زامبيا تعد من الدول السباقة إلى الاعتراف بالكيان الوهمي، حيث أعلنت اعترافها ب»الجمهورية الصحراوية» في نهاية السبعينات من القرن الماضي، كما أن الدولة المستقلة لبابوازي غينيا الجديدة أعلنت اعترافها في بداية عقد الثمانينات.