تتهاوى يوما بعد يوم أطروحة النظام العسكري الجزائري، ومعه جماعة البوليساريو، التي تخضع لقبضة ديكتاتورية على قيادتها وهياكلها منذ أزيد من 34 سنة ، والرامية إلى العمل على فصل الأقاليم الجنوبية للمغرب، بشتى أنواع الطرق ، ذلك أنه بعد سحب أزيد من 40 دولة اعترافها بما يسمى جمهورية الوهم " الصحراوية العربية"، سحبت زامبيا اعترافها في زمن رياح الديمقراطية التي تهب على الوطن العربي، ومعها القارة الإفريقية. وقال الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الفهري، " إن مسلسل سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية مستمر وبشكل متواصل". وأكد الفاسي الفهري، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده يوم السبت بالرباط، بشكل مشترك مع نظيره الزامبي، كابينغا باندي ، أن العديد من الدول في مختلف القارات، أعادت النظر في مواقفها السابقة، حيال ملف الصحراء ، والتي كانت قد اتخذتها في ظروف دولية وإقليمية جد خاصة، وهي اليوم أصبحت جد متجاوزة". وأوضح الفاسي الفهري أن هذه الدول أعادت النظر في مواقفها طبقا للشرعية الدولية ، وذلك من أجل المساهمة بشكل بناء ومفيد في مسلسل المفاوضات الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة، للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وقال الفاسي الفهري بهذا الخصوص " خلال العقد الأخير فقط سحبت 30 دولة اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية باعتبارها كيانا لا يتوفر على الشروط القانونية، والسياسية الضرورية لبناء دولة، وأضاف الفاسي الفهري أن العالم بأسره يعترف بالدول التي تتوفر على كافة الشروط القانونية والمؤسساتية السياسية، وفق الشرعية الدولية، والمشروعية المجتمعية، لذلك لا توجد دولة أوربية تعترف بهذا الكيان، كما أن ثلثي دول القارة الإفريقية (35 دولة) سحبت أخيرا اعترافها بها. وذكر الفاسي الفهري، من جهة أخرى، إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون "توصلت هذا الأسبوع بمذكرة شفوية موقعة من طرف وزير الشؤون الخارجية للدولة المستقلة لبابوزيا غينيا الجديدة، يعبر فيها عن قرار بلاده سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة ابتداء من 30 مارس 2011 ، وخلص الفاسي الفهري، إلى أن "كل الدول الأعضاء في منتدى المحيط الهادي التي تصل إلى نحو 12 دولة، لا تعترف بهذا الكيان الوهمي المسمى " جمهورية صحراوية"، أو " جماعة البوليساريو"، وهو نفس الموقف الذي تتخذه كل من دول الأقيانوس، والغالبية العظمى لدول القارة الآسيوية. ومن جهته أعلن كابينغا باندي، وزير خارجية زامبيا، في ذات المؤتمر الصحافي، أن بلاده قررت سحب اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية " المزعومة.