هل نصدر الكتب من أجل عرضها فقط في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء على سبيل المثال؟ ألح علي هذا السؤال وأنا أبحث عن إصدارات جديدة في أكبر المكتبات بوسط أكبر المدن المغربية دون أن أعثر عليها. يقضي عامل المكتبة وقتا لا يستهان به وهو يبحث في قائمة الإصدارات المخزنة في حاسوبه عن بعض العناوين الصادرة حديثا، دون أن يعثر عليها. لا وجود لها مع أنه قد تم الإعلان عن صدورها منذ عدة أسابيع. يتكرر هذا الموقف عدة مرات، فكلما بحثت عن كتاب بعد العلم بصدوره لا أعثر له على أثر. لا يعني أن طبعته الأولى نفدت؛ فنحن بعيدون كل البعد عن ذلك الكاتب الأجنبي الذي يفتخر بكون كتبه تباع مثل الخبز. شركات التوزيع لم تعد ترغب في توزيع إصداراتنا، وحتى إذا قبلت بذلك فإنها تفرض نسبة أرباح ليس في مقدور المؤلف أن يدفعها، علما بأنه لم يعد أحد يضمن رواج الكتب الورقية، أكانت قديمة أم حديثة الصدور. حول الكتب الصفراء خلال تقديم البرنامج الثقافي لدورات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، عادة ما كان يُطرح على اللجنة المنظمة سؤال بعينه، وهو المتعلق بالتدابير المتخذة لمنع حضور ما يسمى بالكتب الصفراء، أي الكتب التي تروج للفكر الرجعي، في حين أنه ليس كل كتاب يحمل اللون الأصفر هو بالضرورة كتاب رجعي، على اعتبار أن أبرز دور النشر التي تنتصر لقيم الحداثة والعقلانية، صارت تعتمد في تصميم كتبها على ذات اللون، أي اللون الأصفر، اعتمادا على معايير جمالية محضة. ومما يحسب للجنة المشرفة على تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدا البيضاء المزمع انعقاده خلال الفترة الممتدة من سادس فبراير إلى السادس عشر منه؛ أنها تشترط على الناشرين أن يعرضوا الكتب الحديثة الصدور. إن أقدم كتاب معروض، يجب أن لا يتعدى خمس سنوات على تاريخ صدروه، كما أنه غير مسموح أن يعرض أكثر من خمسين نسخة لكل عنوان وبلا شك فإن هذه التدابير، تنم عن تجربة خولت لمنظمي المعرض الاستفادة من أخطاء الماضي. فالمعرض أنشئ خصيصا لعرض الإصدارات الجديدة، إضافة إلى أنه ليس سوقا للبيع بالجملة. عبد العالي بركات [email protected]