أسدل الستار على النسخة الثانية والعشرين من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء وسط اختلاف ارتسامات الناشرين والزوار، بين من يقول إن هذه الدورة كانت جيدة في مجملها، ومن يعتقد أنها كانت دون مستوى التوقعات. المعرض عرف مشاركة مختلف دور النشر، بين التي تتوفر على إمكانيات كبيرة، وطرحت عددا لا بأس به من الكتب الجديدة، وأخرى لازالت تتلمس طريقها في عالم النشر والكتب، وكانت مبيعاتها وكتبها قليلة. كميل حب الله، مدير دار إفريقيا الشرق للنشر، اعتبر أن المشاركة في المعرض كانت جيدة في مجملها، مضيفا: "نحن نعتبر المعرض ناجحا لأن إفريقيا الشرق لديها إستراتيجية محكمة في النشر وجميع مجالات المعرفة، ونصدر كتبا متنوعة في الأدب والنقد والرواية والعلوم الاجتماعية والسياسية والدراسات للإسلامية، والفقه والفلسفة والترجمات والأنثروبولوجيا، ولذلك يأتي القرّاء للدار لاكتشاف الجديد". وأكد مدير دار إفريقيا الشرق، في حديث لهسبريس، أن القرّاء ألفوا القدوم كل سنة من أجل اكتشاف الجديد، مضيفا أن الدار عرضت 110 كتب جديدة، لم تكن متوفرة خلال النسخة السابقة من المعرض، في جميع المجالات. وعن أرقام المبيعات التي حققتها الدار ذاتها خلال المعرض، شدد حب الله على أن المبيعات كانت جيدة على غرار السنوات الماضية؛ فيما أكد أن الاستياء يكون عندما تأتي دور النشر بنفس الكتب المعروضة سابقا، أو ما يسمى بالكتب الصفراء أو الرخيصة، "لأن القارئ يبحث دائما عن الجديد"، يضيف المتحدث ذاته. استياء من البيع في مقابل التفاؤل الذي أبداه مدير دار إفريقيا الشرق، عبر أحد العاملين في "المكتبة السلفية" بالدارالبيضاء عن استيائه من حركيّة بيع الكتب خلال هذه النسخة من المعرض، قائلا إن الإقبال كان ضعيفا بالمقارنة مع النسخ السابقة، رغم ارتفاعه في اليومين الأخيرين. وأكد المتحدث ذاته أن أكثر الكتب مبيعا هي كتب الأطفال والمصاحف، مؤكدا أن إقبال الزوار على رواق المكتبة كان "ضعيفا"؛ فيما قال إن عددا من الوافدين سألوا عن كتب قديمة توقف إصدارها. في مقابل ذلك، بدأت عدد من دور النشر تجمع الكتب من الرفوف مع منتصف اليوم الأخير من المعرض، بعد أن كانت مبيعاتها دون المستوى، ولم تتمكن من جذب اهتمام زوار النسخة الحالية. عزوف عن الندوات رغم تعدد المواضيع التي عالجتها ندوات المعرض الدولي للكتاب وتنوعها، وكذا قيمة عدد من الحاضرين ضمن الأنشطة الثقافية، إلا أن ذلك لم يحل دون عزوف زوار المعرض عنها، رغم توافدهم الكبير، إذ ظلت جل القاعات التي احتضنت الندوات شبه فارغة، إلا من عدد قليل من الحاضرين. وبالموازاة مع الندوات التي نظمت في أروقة عدد من دور النشر، وكذا المؤسسات التي شاركت في نسخة هذه السنة من المعرض، نظمت ندوات كثيرة في كل من قاعة العربي المساري، وقاعة فاطمة المرنيسي، بالإضافة إلى قاعة عبد الهادي التازي، حضرها مثقفون وكتاب، وحتى علماء دين، ليس فقط من المغرب، وإنما من مختلف الجنسيات؛ فيما كانت الملاحظة الأبرز طيلة أيام المعرض هي عزوف الزوار عن حضور هذه الأنشطة الثقافية. حضور قوي للأطفال سجل خلال هذه السنة حضور قوي للأطفال في المعرض الدولي للكتاب، وخاصة تلاميذ المدارس، الذين قدموا ليس فقط من الدارالبيضاء، بل كذلك من مدن مجاورة؛ مما أضفى على المهرجان بصمة خاصة. كما أن الأروقة التي خصصت لكتب الأطفال كانت الأكثر رواجا، بعد أن اختار جزء كبير من العارضين اللجوء إلى الجمهور الناشئ من أجل بيع أكبر عدد ممكن من الكتب، في وقت عرفت أروقة كثيرة حالة من الركود، ولم تكن مبيعاتها بحجم ما كان يأمله الناشرون.