مركز «ألو الطلائع» بالرباط يستقبل طفلة ضحية أخرى لاعتداء جنسي بسلا في الوقت الذي كانت جمعية «ماتقيش ولدي» تنظم وقفة احتجاجية صباح أول أمس الاثنين أمام محكمة الاستئناف بالقنيطرة تنديدا بالأحكام القضائية المخففة الصادرة في حق جناة اقترفوا جرائم الاغتصاب في حق أطفال قاصرين، كان مقر مركز الاستماع للأطفال ضحايا العنف والاستغلال الجنسي «ألو الطلائع» بالرباط يستقبل طفلة ضحية أخرى لاعتداء جنسي بحي «روسطال» بمدينة سلا. الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الخمسة عشرة سنة حضرت للمركز رفقة والدتها في حالة نفسية منهارة، حيث أصبحت لا تستطيع النطق، هذا فضلا عن امتناعها عن الذهاب إلى المدرسة، وذلك كنتيجة لتعرضها لاعتداء جنسي من طرف أحد الأشخاص ذوي السوابق، الذي كان قد اعترض طريقها وهددها بالسلاح الأبيض مرغما إياها على مرافقته إلى أحد الأماكن الخالية، حيث اعتدى عليها اعتداء وحشيا. هذا وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على المعتدي المعروف بسوابقه، في انتظار أن يتم تقديمه للمحاكمة، لكن الغريب في الأمر بخصوص هذه القضية أن الطفلة الضحية بدأت مؤخرا تتعرض رفقة والدتها لضغوطات من أجل التنازل عن متابعة الجاني، وهذا ما حذا بوالدتها إلى الاستنجاد بمركز «ألو الطلائع» الذي عين محاميا لمؤازرتها في مواجهة الجاني أثناء المحاكمة، كما قرر أن يحيل الطفلة الضحية على طبيب نفساني لمعالجتها من آثار الصدمة النفسية التي أحدثها الاعتداء. أما فيما يخص الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية «ماتقيش ولدي» أمام محكمة الاستئناف بالقنيطرة، فقد أكدت رئيسة الجمعية نجاة أنور في كلمة ألقتها بالمناسبة عن «تنديد الجمعية وشركائها ببعض الأحكام القضائية المخففة الصادرة في حق مقترفي الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال، معتبرة أن تلك الأحكام «تسير ضد التوجه العام الرامي إلى القطع مع ممارسات وسلوكات شاذة تستهدف قاصرينا وقاصراتنا «. وأضافت بأن الوقفة المنظمة بمشاركة الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وبتعاون مع فرع اتحاد المحامين الشباب، وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة القنيطرة، تعد بمثابة إشعار بالخطر المحدق بالأطفال كجيل للمستقبل، وبخطورة التواطئات التي قد تكون غير مقصودة والتي عبرها يستفيد المعتدون ويستمرون في إتيان سلوكياتهم الهمجية والوحشية. وأبرزت بأن المجتمع المدني الذي يحتج بقوة على هذا النوع من الأحكام، «يروم توجيه أنظار المسؤولين وخاصة القضائيين إلى أن أحكاما مخففة لجناة يعتدون في واضحة النهار على الأطفال القاصرين، ماهي إلا تحفيز لهم على الاستمرار في غيهم دون وازع ودون خوف، طالما أنهم يعرفون أن جزاء ما ارتكبوه يسير ومقدور عليه». ويشار، إلى أن هذه الوقفة تأتي تزامنا مع القضية التي تجري أطوارها حاليا أمام محكمة الاستئناف بالقنيطرة والتي تتعلق باقتراف أحد الأجانب جريمة هتك عرض مجموعة من القاصرين عن طريق الاغتصاب والممارسات الجنسية الشاذة وكذا التقاط صور خليعة لهم ولطفلة في الربيع الثاني من عمرها. هذا، وعرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة مجموعة من الفنانين والرياضيين للتعبير عن تضامنهم مع الطفولة البريئة في معركتها ضد ممارسي تلك الأفعال المتوحشة، وكذا عن رفضهم لمثل تلك العقوبات المخففة التي لن تزيد الجناة إلا إصرارا على الاستمرار في الاعتداء على أطفال أبرياء دونما خوف.