أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، متهما بالاعتداء الجنسي على طفل قاصر بالعنف وتحت التهديد بالقتل، بثماني سنوات سجنا نافذا. كما قضت الغرفة نفسها بأداء المتهم، 62 عاما، غرامة مالية قدرها 50 ألف درهم، كتعويض مدني لفائدة الضحية (م.ق)، الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الحادي عشر. وجاء النطق بالحكم بعد ثلاث جلسات، تقدمت خلالها هيئة الدفاع عن الضحية، المكونة من المحاميين جميلة الموالدي، وسعيد الخمليشي، من هيئة طنجة، بمرافعاتها ودفوعاتها الشكلية، التي أبرزت فيها حجم الأضرار النفسية والجسمانية البليغة، التي تعرض لها الضحية على إثر الاعتداء الجنسي العنيف الممارس عليه من طرف المتهم، كما طالبت بأداء تعويض مدني للضحية قدره 20 مليون سنتيم. وكانت تنسيقية جمعية “ماتقيش ولدي” بطنجة، تنصبت، طرفا مدنيا في الملف لمؤازرة الضحية والدفاع عنه أمام المحكمة. وقالت نجاة أنوار، رئيسة جمعية “ما تقيش ولدي”، تعليقا على الحكم الصادر، إن “الحكم كباقي الأحكام لم يصل بعد إلى درجة الزجر، التي نأملها كجمعية، على اعتبار أن الجرم المرتكب وقساوته لا يتناسب وهذه العقوبات، التي ما زالت مخففة”، مضيفة أن جمعية “ماتقيش ولدي” طالبت باستئناف هذا الحكم “وأن يكون قاسيا بقدر قساوة الجرم”، موضحة أن الجمعية تدعو دائما إلى “ضرورة ملاءمة القوانين المعمول بها لدينا، في مثل هذه الأحكام، مع القوانين المعمول بها دوليا، ولدى بعض الدول، حيث تكون العقوبة في مثل هذه النازلة مشددة، وتناسب شدة الجرم، وتحقق الردع العام”. أما محمد الطيب بوشيبة، المنسق الجهوي لجمعية “ماتقيش ولدي”، فأكد أن أم الضحية اتصلت بتنسيقية الجمعية بطنجة، في يونيو الماضي، وطالب بالمؤازرة جراء الاعتداء الجنسي، الذي تعرض له طفلها ذو الحادي عشر عاما، مضيفا أنه “بعد الاستماع إلى حيثيات الاعتداء، الذي تعرض له الطفل الضحية، والتأكد من صحة ما ورد في شكاية الأم لدى المصالح الأمنية، عرض الضحية على طبيب عضوي مختص لتأكيد وتحديد درجة الإصابة الجسدية جراء الاعتداء، وبالفعل، حرر الطبيب الذي عاين الحالة شهادة تؤكد أنه تعرض بالفعل لعملية هتك عرض متكررة بشكل عنيف”. وأبرز المنسق الجهوي، في بلاغ للجمعية، “أن الطفل الضحية عرض، أيضا، على دكتور نفسي من أجل المرافقة النفسية، وتحديد الآثار النفسية، التي ترتبت عن هتك عرضه. وأكد تقرير الدكتور أحمد بخات، أنه جراء هتك عرض الطفل، أصيب بعاهة مستديمة جسديا كانت لها انعكاسات وخيمة على نفسيته لدرجة أصبح معها شبه مختل. وأمام حدة الإصابة النفسية للطفل الضحية، ارتأت التنسيقية ضرورة إخضاعه لجلسات نفسية متكررة امتدت منذ بداية مؤازرته إلى اليوم”. يذكر أن المتهم، أحيل في حالة اعتقال على النيابة العامة باستئنافية طنجة، في يونيو الماضي، وكان الطفل الضحية، حسب شكاية والدته، تعرض لاغتصاب من طرف المتهم، الذي يقطن بالقرب منه. ودعت تنسيقية جمعية “ماتقيش ولدي” بطنجة أمهات وآباء وأولياء الأطفال، الذين تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب، إلى الخروج عن صمتهم، والتبليغ عن هذه الجرائم، والحرص على عدم إفلات الجناة من العقاب، مشيرة إلى أن “المصيبة ليست في ظلم الأشرار لكن المصيبة في صمت الأخيار”. وكانت جمعية “ما تقيش ولدي”، نظمت وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف بطنجة، أخيرا، تنديدا بحادث الاغتصاب الوحشي، الذي تعرض له الطفل.