أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بآسفي، أخيرا، متهما بالاغتصاب والاعتداء بالضرب والتهديد بالسلاح الأبيض، في حق صديقه، بأربع سنوات حبسا نافذا، وأداء غرامة مالية كتعويض مدني لفائدة الضحية، المطالب بالحق المدني.وكانت الشرطة القضائية لأمن آسفي، أحالت المتهم على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالمدينة، بعد متابعته بتهم "الاغتصاب والضرب والجرح بواسطة السلاح، والسكر العلني"، الذي أحاله على قاضي التحقيق، في إطار التحقيق التفصيلي، قبل إحالته على غرفة الجنايات، إذ توبع بالتهم نفسها. والمتهم من ذوي السوابق القضائية، إذ سبق أن قضى عدة عقوبات حبسية، بعد أن أدين في إطار قضايا جنحية مختلفة، كانت أولها تتعلق بالضرب والجرح العمديين، أدين بموجبها بشهرين حبسا نافذا، لتتوالى جرائمه، التي أدين في إحداها بخمس سنوات سجنا نافذا، قبل أن تكون هذه المرة بسبب ممارسته شذوذه على أعز أصدقائه تحت تأثير الخمر، بعد الاعتداء عليه بالضرب والجرح. تفاصيل الجريمة، التي وقعت بأحد دواوير جماعة مرامر بتفتاشت بنواحي آسفي، انطلقت بصداقة متينة جمعت الضحية والمتهم، حين انتقل الأخير إلى مدينة الصويرة للعمل، بعد توقفه عن الدراسة في المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى مدينة أكادير، إذ التقى هناك بالضحية، واكتشف أنه يتحدر من الدوار نفسه، لتنشأ بينهما صداقة وطيدة، قرر بعدها أن يكتريا معا غرفة ليقيما فيها. لم يتمكن المتهم من مواصلة مساره بمدينة أكادير، وعاد إلى الدوار لمساعدة والده، في حين، ظل الضحية في أكادير، يعمل مياوما، واستقر هناك، وكان في كل زيارة إلى الدوار، يلتقي المتهم، ويتذكر الاثنان ماعاشاه معا، ويقضيان معا لحظات من المتعة المسروقة، في معاقرة الخمر، لكن الضحية كان يتأثر دائما بالانقلاب، الذي عرفه مسار حياة صديقه، الذي أصبح من ذوي السوابق القضائية. وفي آخر زيارة للضحية إلى الدوار، لم يخطر بباله أن سهراته مع صديقه ستتحول إلى كابوس يقظ مضجعه، حين اكتشف الوجه الآخر لصديقه، الذي تجرد من آدميته، وأشبعه ضربا، قبل أن يرغمه على ممارسة شذوذه الجنسي عليه بالقوة. يوم الحادث، توجه الضحية إلى السوق الأسبوعي، لاقتناء بعض متطلبات أسرته، وبعد عودته، عرج على صديقه المتهم، ووجده يعاقر ماء الحياة (الماحيا) برفقة صديق ثالث لهما، وطالبا منه الانضمام إليهما، فذهب إلى منزل أسرته، ووضع ما اقتناه من مستلزمات بالسوق، وعاد إلى صديقيه، حيث جلس الجميع يعاقرون كؤوس الماحيا، إلى أن لعبت بعقولهم. غادر الصديق الثالث السهرة الخمرية، في حين، جلس الصديقان يسترجعان ذكرياتهما بالدوار وأكادير، وهما يعاقران أكواب الخمر، لكن فجأة شعر الضحية في عدم رغبته في مواصلة السهرة، لكن المتهم أصر على بقائه معه، ونشب بين الصديقين خلاف حاد، بعد أن أصبحا في حالة سكر طافح، فاستشاط المتهم غضبا من تعنت الضحية، فوجه له لكمة قوية إلى فمه، ما جعل الدماء تنزف بغزارة منه، ليكتشف الضحية أن صديقه المتهم، انتزع أسنانه الأمامية، ودون أن يكترث لما أصابه، هدد المتهم الضحية بالاعتداء مرة أخرى، إن لم يواصل شرب الخمر معه. تهديدات المتهم لم تثن الضحية عن إصراره على الذهاب إلى منزله، ما حذا بالمتهم إلى إخراج سكين كان يحملها في جيبه، أشهرها في وجه صديقه، وهدده بالقتل، فخاف الضحية، ولزم مكانه، دون أن يدرك أن تهديدات صديقه ستتحول نحو مسار آخر، لم يخطر على باله يوما، حين أمره تحت التهديد مرة أخرى بالسلاح الأبيض، بخلع سرواله لممارسة الجنس معه، فاستجاب الضحية إلى أمر المتهم، الذي مارس عليه شذوذه مرتين. تمكن الضحية بعد أن خلد المتهم إلى النوم من الفرار، وسار بين الحقول إلى أن وصل إلى منزل أسرته، وهو في حالة مزرية. وفي اليوم الموالي، توجه نحو المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بالصويرة، وهناك كشف عليه طبيب مختص، سلمه ثلاث شهادات طبية، الأولى تثبت تعرضه لاعتداء جنسي بطريقة شاذة، والثانية لخلع أسنانه الأمامية، والثالثة تحدد مدة العجز في 27 يوما. ثم توجه بعدها نحو مركز الدرك الملكي بتفتاشت، وتقدم بشكاية في حق صديقه المعتدي، الذي جرى اعتقاله خلال اليوم نفسه، وأحيل على التحقيق بأوامر من النيابة العامة. خلال التحقيق مع المتهم، نفى في البداية، التهم الموجهة إليه، المتعلقة بالسكر العلني، والضرب والجرح والتهديد بواسطة السلاح الأبيض، والشذوذ الجنسي، واعتبرها تهما ملفقة من صديقه بسبب سوابقه القضائية، لكن بعد مواجهته بالشهادات الطبية، اعترف أنه كان في حالة سكر طافح، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يمارس فيها الجنس على صديقه الضحية، بل سبق أن مارس معه مرات عديدة، وبمحض إرادته، وهو ما نفاه الضحية. بعد انهاء التحقيق مع المتهم، أحيل على استئنافية آسفي، التي قالت كلمتها الأخيرة في حقه، بإدانته بأربع سنوات حبسا نافذا.