تم الاحتفاء، يوم الاثنين الماضي بالدار البيضاء، بخمس نساء مغاربيات متميزات في مجال البحث العلمي، وذلك في إطار برنامج “منح المغرب العربي لوريال – يونيسكو من أجل النساء في مجال العلوم”. وتم تتويج خمس شابات، مغربيتين وتونسيتين وجزائرية، تميزن بجهودهن العلمية ومسارهن المهني في مجالات (البيولوجيا، الكمياء البيولوجية، علم الوراثة، علم وظائف الأعضاء، التكنولوجيا البيولوجية علم البيئة والكمياء المطبقة على الحياة وعلوم المادة)، حيث تم تكريمهن وتقديم منح دراسية لهن بقيمة 10.000 أورو لكل واحدة حتى يتمكن من إنجاز مشاريعهن في مجال البحث العلمي لمرحلة ما بعد الدكتوراه على أفضل وجه. وقد تمكنت المغربية حنان الرحمان، من جامعة محمد الخامس بالرباط، تخصص الفيزياء النووية والأجهزة النووية ومعالجة الإشارات، بإحراز جائزة البحث العلمي في موضوع يتعلق بتبني منهجيات جديدة لمعالجة الإشارة رقميا، وهي منهجيات الفصل العشوائي للمصادر على نهج جديد لمعالجة الإشارات الرقمية، من أجل تحسين تقنيات قياس تدفق النيوترونات، وبهدف تقدير أفضل لهذا التدفق في حقل اشعاعي مختلط، خاصة داخل المفاعل الوحيد في المغرب، أي المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية. وتميزت المغربية ليلى الغزواني، من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، تخصص هندسة البيئة والهندسة المعمارية والتعمير من خلال مشروع بحثها لمحاولة اقتراح وسائل التدخل من أجل خفض الحرارة العالية في المدينة. على المدى البعيد، يتعلق الأمر باقتراح طريقة مبتكرة لتصميم المدينة مع دراسات تصنيفية هندسية أكثر ملاءمة. وبرزت تونس في هذا الحفل من خلال شابتين كانتا على قائمة الفوز، هما أولا رندة الصغير، من جامعة المنستير بسوسة، تخصص علم البيولوجيا الجزئية والبيولوجيا الخلوية وعلم الأعصاب، والتي قامت بإجراء بحث لفهم الأنشطة البيولوجية المستخدمة حاليا في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد من أجل تحسين حالة المرضى، وثانيا ليلى نصراوي من جامعة قرطاجأريانةبتونس، تخصص هندسة كهربائية الاليكترونيات وهندسة إعلامية، والتي تجري أبحاثا حول دمج الطائرات بدون طيار في شبكة الجيل الخامس لتوسيع نطاق الاتصال وتقديم خدمة فعالة عند الطلب. أما الفائزة الخامسة، سوميشة مهجور، من جامعة معسكر بالجزائر، تخصص علوم البيولوجيا والبيوتكنولوجيا وكمياء المواد الطبيعية موضوع أعمالها البحثية تقييم مسببات حساسية الضوء الكيميائية عبر استراتيجية صحيحة ومناسبة للتكفل برعاية المرضى الذين يعانون من مرض السرطان. ويعد برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم” إطار شراكة تعاون بين كل من اليونسكو ومجموعة مستحضرات التجميل لوريال على الصعيد الدولي، وهو يحتفي هذه السنة بالذكرى العشرين لانطلاقته في سنة 1998. ويكمن الهدف من منح “المغرب العربي لوريال-اليونسكو من أجل النساء في مجال العلوم” في النهوض بمشاركة النساء الشابات وتشجيع جهودهن في البحث العلمي، وخلق الفرص لاكتساب مهارات قيادية قوية وإقامة روابط مع عالمات أخريات. وذكرت ليلى بنجلون، المديرة العامة لمجموعة لوريال المغرب، في كلمة بالمناسبة، أن مؤسسة لوريال تتعاون مع اليونسكو منذ أكثر من 20 عاما لمساعدة النساء على الوصول للامتياز العلمي والمشاركة على قدم المساواة مع إخوانهن الرجال في رفع التحديات الكبرى التي تواجهها البشرية. وقالت في السياق ذاته المؤسستين قامتا في إطار هذه الشراكة بمرافقة أكثر من 3100 امرأة عالمة في 117 دولة، ومنحتا جوائز لفائدة 107 خريجة، منهن 3 حصلن على جائزة نوبل. وتابعت بنجلون في السياق ذاته أن لوريال واليونسكو مقتنعتان بان مسألة القيادة أساسية للتغلب على الإقصاء الذي غالبا ما يحول دون ارتقاء النساء في الدرجات العليا، ولأجل ذلك التزمت كل من لوريال واليونيسكو، بزيادة حصة المرأة ودورها في البحث العلمي من خلال برنامج “من اجل النساء والعلم” “For Women in Science” . كما يقدم برنامج الشراكة أيضا دعمه وتشجيعه في مجال الإرشاد والتعاون والأدوار النموذجية، كوسائل ضرورية لمساعدة نساء شابات أكثر على كسر ما يعرف ب”السقف الزجاجي” الذي يحد من صعود النساء عبر التدرج الهرمي. وفي هذا الإطار تم أيضا في سنة 2018 إطلاق مبادرة “الرجال يلتزمون لفائدة النساء في العلوم”. وأبرزت المتحدثة كذلك أهمية ثروة الموارد البشرية ذات الكفاءة التي تزخر بها القارة الإفريقية، مشددة على حجم التحديات التي تواجه النساء الإفريقيات بالخصوص بين مسؤولية الحياة العلمية ومسؤولية الحياة الأسرية، ومؤكدة أيضا على دور الرجل الكبير في تحقيق هذا التوازن من خلال تشجيع المساواة بين الجنسين، لأن “العالم يحتاج علما ولأن العلم يحتاج نساء”.