مشاركة المرأة في معارك التغيير المجتمعي لا تنعكس على حضورها في البنيات السياسية لاحقا أكدت مشاركات في ندوة حول «عالم متغير: أي أدوار للنساء» نظمت أول أمس السبت بالدارالبيضاء، أن المرأة تساهم بفعالية في حركة المطالبة بالإصلاحات الجارية بالعالم العربي. وأضافت المشاركات في هذه الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية لتشجيع المقاولة النسائية، بتعاون مع مؤسسة «هانس سيدل» ومؤسسة 'الملك عبد العزيز' بالدار البيضاء، أن المرأة العربية كانت لها مشاركة فاعلة في عدة محطات نضالية من أجل الاستقلال والحرية والتنمية، مشيرات إلى أن النساء في العالم العربي استطعن إثبات نجاحهن في العديد من القطاعات السياسية والاقتصادية. وذكرت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي خلال هذا اللقاء، أن المغرب شهد عددة إصلاحات رامية إلى تكريس حقوق المرأة وتمكينها من المشاركة في العمل السياسي وجهود التنمية الوطنية والمحلية، وأن هذه الإصلاحات سبقت بعدة سنوات حركة المطالبة بالإصلاح الجارية حاليا في عدد من البلدان العربية. وتطرقت الوزيرة للخطوات التي تم اتخاذها مؤخرا لتدعيم هذه الإصلاحات، من بينها تعيين المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومندوبا وزاريا لحقوق الإنسان، ومؤسسة الوسيط. وأكدت الصقلي أن خطاب جلالة الملك في التاسع من مارس الجاري يعتبر «تاريخيا» لأنه يضع خارطة طريق ويطرح فرصا مهمة للإصلاح في عدة مجالات وخاصة ما يتعلق منها بالجهوية المتقدمة وتعزيز دور المرأة في التدبير المحلي. كما أشارت إلى التدابير الحكومية المتعددة لتعزيز دور المرأة وحقوقها منها الأجندة الحكومية من أجل المساواة بين الجنسين برسم الفترة 2011-2015 التي صادق عليها مجلس الحكومة في 17 مارس الجاري، والتي تتركز حول تسعة مجالات ذات أولوية و30 هدفا استراتيجيا و100 إجراء من أجل المساواة بين الرجال والنساء من خلال 25 قطاعا حكوميا. من جهتها، ذكرت سفيرة الصين المعتمدة بالرباط جينغو كسو أن وضعية المرأة بالمغرب ما فتئت تتحسن في عهد جلالة الملك محمد السادس من خلال عدد من النصوص القانونية الرامية إلى تشجيع الحقوق والمساواة لفائدة المرأة وتعزيز دورها في السياسة والتنمية. واستعرضت السفيرة الصينية التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفتها المرأة في الصين ومشاركتها في العديد من الأنشطة الرسمية والمدنية، مشيرة إلى أن هناك تعاونا وتبادلا متواصلين للتجارب بين عدد من الجمعيات النسائية المغربية والصينية. أما صباح الشرايبي رئيسة الجمعية المغربية لتشجيع المقاولة النسائية فقد ذكرت أن النساء ينبغي أن تساهمن في التحولات وحركات الإصلاح الجارية بالعالم العربي، ملاحظة أنه برغم مشاركة المرأة في هذه الحركات فإنها قلما تجد لها مكانا في البنيات السياسية الحكومية. وأضافت الشرايبي أنه يتعين على النساء أن ينظرن نحو المستقبل، وإيجاد موقع في التحولات الجارية، مشددة على أهمية هذا اللقاء الذي يسلط الضوء على العديد من القضايا والمحاور التي تهم دور المرأة في عملية التغيير الحالية. من جهتهم، ذكر عدد من المتدخلين أن قضية المرأة ومساهمتها في مسلسلات الإصلاح والتنمية وتكريس حقوقها ومساواتها مع الجنس الآخر مثلت محور العديد من الاتفاقيات والنصوص الدولية، مبرزين أن من بين أهداف حركات المطالبة بالإصلاح بالعالم العربي تعزيز هذه الحقوق وتنفيذها على الواقع. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة التي عرفت مشاركة فعاليات نسائية مغربية وأجنبية، شملت عروضا حول «مكانة النساء في الدبلوماسية والعلاقات الدولية»، و»حقوق النساء في سياق سياسي متغير»، و»الأدوار الجديدة للمرأة في مسلسل الدمقرطة»، و»الصحافة النسائية، أي تأثير على الرأي العام»، و»أمام الأزمة الاقتصادية، أية فرص بالنسبة للمقاولات النسائية»، و»الدور الجديد للرجال: تشجيع مساواة النوع».