اعتبر المشاركون في يوم دراسي حول دور النساء في الحكامة المحلية، اليوم الأربعاء بطنجة، أن مشروع الجهوية المتقدمة بالمغرب يشكل فرصة لتعزيز المشاركة السياسية الفعلية للمرأة المغربية. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته مجموعة البحث والدراسات في الحقوق بكلية الحقوق بطنجة، أن "الجهوية المتقدمة تنبئ بوضع أسس مؤسساتية لضمان المشاركة السياسية للمرأة المغربية"، مبرزين أن المشروع قد يتبنى أنماط اقتراع وحوافز ملائمة من أجل تمكين النساء من نيل ثلث المناصب الانتخابية والمقاعد في مختلف الهيئات والمجالس الجماعية الترابية. وتهدف مجموعة البحث من خلال هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع مؤسسة (هانس سيدل)، إلى تعزيز القدرات في مجال التمثيلية السياسية للنساء في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وعلى ضوء الجهوية المتقدمة. وأكدت نائبة رئيس مجلس جهة طنجة - تطوان ورئيسة مجموعة البحث والدراسات في الحقوق، سعيدة العثماني، أن هذه الإجراءات ستمكن من تجاوز مجموعة من المعيقات التي تقف في وجه مشاركة المرأة في تدبير الشأن المحلي والانخراط في العمل السياسي، عبر تغيير "الآليات والمنطق الذي يحكم المشهد السياسي الواقع تحت سيطرة الذكور". وأضافت الباحثة الجامعية أن الجهوية المتقدمة تفتح الطريق أمام تأهيل المشهد السياسي لصالح المرأة والحد من إقصائها من مناصب المسؤولية، وهو الأمر الناجم عن "رؤية ذكورية" لتوزيع الأدوار الاجتماعية بين الجنسين. من جهته، أشار رئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة أمزيان إلى أهمية هذا اللقاء من حيث تسليط مزيد من الضوء على مضامين الخطاب الملكي لتاسع مارس، والآفاق المفتوحة من أجل الإصلاح المؤسساتي على جميع المستويات، وهو المسار الذي يتعين أن يتوج بتقوية دور المرأة في المشاركة السياسية. ولاحظ أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب تمر عبر جهود كل المواطنين، رجالا ونساء، انطلاقا من المستوى المحلي إلى الوطني، داعيا إلى ضمان ولوج أفضل للنساء إلى مناصب المسؤولية على قدم المساواة مع الرجال. بدورها، قالت ممثلة منظمة (هانس سيدال) بالمغرب، جولييت بورسنبرغ، إن المشاركة الضعيفة للمرأة تعتبر إشكالية عالمية، موضحة في هذا الصدد، أن "معدل مشاركة النساء في برلمانات العالم لا تتجاوز 18 في المئة". كما سجلت أن المشاركة السياسية تعد مرادفا للمساواة بين الجنسين، معتبرة أنه فضلا عن النهوض بالمشاركة النسائية في الشؤون السياسية، يتعين التركيز على أهمية سن إجراءات للتمييز الإيجابي لصالح المرأة لتمكينها من ولوج مناصب القرار وتحسين ظروف عيش النساء الأكثر هشاشة. وتميز هذا اليوم الدراسي بعقد مجموعة من الورشات لصالح النساء المنتخبات، والقيام بتشخيص لواقع مشاركة المرأة في تدبير الشأن المحلي بمدينة طنجة، وتحليل المعيقات والمحفزات للمشاركة النسائية في هذا الشأن.