أسبوع بدون بريد قررت الجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والنقابة الوطنية للبريد والمواصلات، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، شن إضراب وطني تصعيدي، ابتداء من يوم الاثنين 28 مارس 2011 وإلى غاية يوم الجمعة فاتح أبريل، مع مقاطعة مداومة عطلة نهاية الأسبوع القادم. ويأتي الإضراب الجديد، الذي سينطلق بوقفة احتجاجية وطنية أمام البرلمان، حسب بلاغ مشترك للنقابتين، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، للمطالبة بزيادة عامة في الأجور مع ترقية استثنائية (أو الرفع من الحصيص)، وبالدعم الفوري للشؤون الاجتماعية طبقا لقانون 24/96 عبر تيسير ودعم عمل جمعية الأعمال الاجتماعية لمستخدمي بريد المغرب تنفيذا لتوصيات لقاء أصيلة. كما يأتي الإضراب، وفق البلاغ ذاته، الذي أشار إلى تشبث الشغيلة البريدية بجميع مطالب إضراب 17 و18 مارس 2011، للمطالبة بالحل الفوري لملف حملة الشواهد والإعلاميين وللمطالب الخاصة بجميع فئات المستخدمين موزعين وأعوان شباك، والتنفيذ الفوري لما تبقى من مضامين جميع التعاقدات السابقة، مع تشديد البلاغ على عدم اقتطاع أيام الإضراب والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي تم تنظيمها منذ 16 مارس 2011. وبإضراب الأسبوع القادم، يكون البريديون قد راكموا، في ظرف زمني قياسي، العديد من المحطات التي تدل على أن مقومات بلوغ نزع فتيل الصراع لا تتوافر في الظرف الحالي. وهو ما ركز عليه نور الدين سليك الكاتب العام للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات (ا.م.ش)، الذي أكد، في تصريح لبيان اليوم، أن كل اقتراحات ممثلي الشغيلة التي تهم الجانب الاجتماعي والمادي وظروف العمل ظلت صوتا أصما بدون رجع صدى، وأن النداءات الموجهة لإدارة بريد المغرب من أجل ترسيخ ثقافة ورياح السلم الاجتماعي «التي يجب أن يستنشقها كل البريديات والبريديين»، لم تجد آذانا صاغية تجعل منها جسرا ضروريا للرفع من مستوى الخدمات، خدمة للمواطن وللاقتصاد الوطني. من جانبها، سارعت إدارة بريد المغرب إلى اتخاذ مجموعة من التدابير، ليلة الخميس الماضي، من ضمنها تمرير الترقية الاستثنائية. وقال مسؤول لبيان اليوم، فضل عدم ذكر اسمه، أن «المؤسسة لا تشكو إكراهات مالية، ومع ذلك، واحتراما للعرف السائد، ستتشبث باقتطاع أيام الإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات». وهو ما اعتبره محمد بوضاض، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبريد والمواصلات، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح للجريدة، «نزوع نحو فكر التأزيم»، وتأكيد على أن إدارة بريد المغرب «لا تملك إرادة حقيقية لحل المشاكل بدليل أنها اختارت منعطف الطريق لتقديم اقتراحاتها، وكان بوسعها أن تقوم بذلك يوم السبت الماضي». ووفق مصادرنا، تقوم الإدارة العامة لبريد المغرب، منذ صباح أمس، بفتح تحقيقات مع ممثلي الشغيلة المنتمين لنقابتي الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فيما أحدثت خلية تتبع لوكالاتها المنتشرة في كل مدن المملكة، والتي تعرف حراسة أمنية مشددة خوفا من تطورات غير متوقعة ناتجة أساسا عن تدمر المواطنين من تعطيل مصالحهم.