تعيش ساكنة حي «ليبيا» بالعروي إقليمالناظور أوضاعا كارثية على مستوى البيئية، وهي أوضاع ناجمة عن الأزبال المتراكمة في أنحاء مختلفة من الحي الذي تعدد فيه المزابل ، ناهيك عن الوحل وكثرة المستنقعات التي خلفتها التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة خلال هذا الموسم. هذه المياه الراكدة في البرك لعدة شهور، تسببت وتتسبب في مشاكل للساكنة التي تعاني من أوضاع صحية ونفسية جراء الوضع الموبوء في الحي. وتعمق هذه المستنقعات معاناة تلاميذ الأقسام الابتدائية الذي يعبرون حي ليبيا قادمين من دوار «بودليح» و»بوجدار»في اتجاه المدرسة.حيث يتعثر الصغار وقد يسقطون في البركة المائية فتتبلل ملابسهم وتتلطخ بالوحل مع ما يرافق ذلك من أمراض قد يصابون بها وأقلها سوءا «نزلة البرد». وتشكل هذه المستنقعات الآسنة مصدر قلق وإزعاج للسكان بروائحها الكريهة التي تزكم الأنوف وحشراتها اللاسعة والناقلة للأمراض المعدية والتي قد تصيب السكان الأطفال الصغار على الخصوص، فتتدهور أحوالهم الصحية، مع ما يعنيه ذلك ،من تكاليف تطبيب وشراء أدوية بالنسبة لمن يقعون ضحايا هذه المستنقعات. والأنكى من ذلك، الخطورة التي تشكلها هذه البرك المائية المتعفنة على الأطفال الصغار الذين يتخذون من الساحة المجاورة للقنطرة مكانا مفضلا للجري ولعب الكرة،وقد يلجون المستنقع لاستعادة الكرة غير مكترثين بالعواقب الصحية التي قد تنجم عن مثل هذه المغامرة. والغريب في الأمر،أن هذه الأوضاع المزرية للغاية في الحي لم تحرك هواجس المسؤولين ولم تشكل لديهم أدنى حافز أو باعث للإقدام على وضع حد لمظاهر التدهور البيئي الذي تعاني ويلاته الساكنة.