مع حلول فصل الشتاء من كل سنة و خصوصا أثناء التساقطات المطرية تشهد أركمان المركز حالة من الفضيانات الممزوجة بالأوحال المتراكمة وسط إستنكار عارم من لدن الساكنة و خلال اليوم الأحد 24 من الشهر الجاري عرفت الجهة الشرقية تساقطات مطرية مهمة و كانت جماعة أركمان من بين المستفيدين منها و خاصة القرى و البوادي التابعة لها ، إذ يعتمد غالبية سكانها على الفلاحة البورية ، فتولد لدى الفلاحين الصغار نوعا من الإرتياح و إستبشروا بسنة زراعية تحصيلية ، لكن حال الفلاحين غير حال ساكنة أركمان المركز تماما ، و خصوصا قبل البدء في تهيئة و إنشاء المشاريع المزمع تشييدها بأركمان ، ففي نهاية الأسبوع المنصرم و قبيل التساقطات المطرية الأخيرة إستنجد مجموعة من الساكنة ممثلين للمجتمع المدني بقائد قيادة كبدانة حول الأوضاع الكارثية التي يشهدها وسط أركمان بعد إنفجار جل قنوات الصرف الصحي المتواجدة بها إثر إختناقها و قلة سماكتها و إنتشار روائحها في جل أنحاء البلدة و قد أكد مصدر متتبع أن الغرض من إخبار قائد كبدانة كان بدافع التحرك لحل هذا المشكل القائم و لو مؤقتا و بمساهمات من طرف الساكنة في إنتظار البث المباشر لأعمال التهيئة و إنشاء قنوات الصرف الصحي الخاص ، ليؤكد لهم على أن أركمان توجد ضمن أولويات إهتمام وزارة الداخلية مشيرا إلى أن عامل عمالة إقليمالناظور قد أكد بنفسه خلال إجتماع سابق على إيلاء الأهمية منذ البداية لقرية أركمان و جدير ذكره أن مركز أركمان يتواجد على مستوى منخفض بالنسبة لسطح البحر و يقع بين بحيرة مارتشيكا و البحر الأبيض المتوسط من جهة و اودية عديدة من جهة أخرى ، و تعد نوعية التربة بها محافظة للماء ، و قنوات الصرف الصحي لا تستجيب للشبكة الموصولة بها مما يتسبب في بقاء مركز أركمان مليء بمياه التساقطات مشكلة بركا مختلطة بأوحال متراكمة ، و كان هذا منذ البداية عائقا كبيرا يتوجب وضع حد له ، في حين ظل قيد الدراسة لسنين عدة ، إلى أن خرج مشروع هيكلة أركمان مؤخرا إلى الوجود ، لكن تأخر البدء في أشغاله لعدة عراقيل ميدانية أثار إستنكار الساكنة من جهة و ردود أفعال سلبية من جهة اخرى و إلى غاية ذلكم الحين فساكنة أركمان المركز تعيش حاليا وسط ثلاث أوضاع كارثية بمعنى الكلمة ، فالأزبال متراكمة بها منذ مدة لغياب شاحنة نقل النفايات لسبب عدم تسديد الديون الخاصة بالبنزين الذي تستعمله في مهمتها ، إضافة إلى هشاشة و ضيق قنوات الصرف الصحي ، و الذي زاد الطين بلة التساقطات المطرية الأخيرة لتكشف بشكل مهول عورة البنى التحتية بهذه الجماعة و امام هذا الوضع القائم يكون المجلس الجماعي امام محك حقيقي لتخليص الساكنة من سنوات الإنتظار و الترقب و الدخول بها إلى عالم الفعل و الأوراش البناءة لتثبت أحقية و أهلية الثقة الموضوعة بهذا الأخير