قوة الجزائريين في الروح الجماعية وقوة المغاربة في الفرديات قال الدولي المغربي السابق عبد السلام وادو واللاعب الحالي لنادي لخويا القطري، إنه متأكد من أن المواجهة التي ستلعب بين الجزائر والمغرب ستجري في ظروف جيدة من جميع النواحي، مشيرا إلى أن أكثر الشعوب قربا للشعب المغربي هو الشعب الجزائري. كما أكد وادو في حوار ل»الشروق اليومي» الذي سبق له وأن تألق في البطولة الفرنسية لسنوات عديدة أنه يدرك جيدا بأن الضغط سيكون كبيرا على المنتخب الجزائري بما أنه سيلعب أمام جماهيره، مشيرا بأن نقطة واحدة تكفي المغاربة. * ما هي نظرتك الأولى إلى المباراة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والمغربي في ال27 من الشهر الجاري؟ - أعتقد بأنها ستكون مواجهة قمة في الإثارة والتنافس، بما أنها ستجمع بين منتخبين يلعبان كرة جميلة ويضمان في صفوفهما العديد من اللاعبين الموهوبين. * الكثير من اللاعبين المغاربة السابقين والحاليين يرشحون كفة المنتخب المغربي للخروج ظافرا بالنقاط الثلاث بالنظر إلى عودته القوية في التصفيات وتدني مستوى الخضر في الآونة الأخيرة، فما رأيكم؟ - صحيح أن المنتخب المغربي عاد بقوة في الآونة الأخيرة وتمكن من تحقيق نتيجتين ايجابيتين في التصفيات، لكن ذلك لن يكون كاف له لتحقيق الفوز على الجزائر، لأن المواجهة تكتسي طابعا محليا، وعليه فإنها تخضع للعديد من المعايير. * هل يمكن لنا أن نعرف بعض هذه المعايير؟ - تاريخ المواجهات بين الجزائر والمغرب يؤكد بأن الأمور كانت دائما تحسم بصعوبة، فاللاعبون يتعارفون فيما بينهم لأن معظمهم لعب مع بعض في الأندية الفرنسية، أضف إلى ذلك، فإن تقارب طريقة لعب المنتخبين يجعل الفصل في النتيجة صعبا. * لكن المنتخب المغربي الحالي يضم نجوما يصنعون أفراح العديد من الأندية الأوروبية يتقدمهم متوسط الأنتر خرجة، وهو ما قد يعطي أسبقية لأسود الأطلس؟ - المنتخب المغربي الحالي يضم العديد من النجوم، وربما التعداد الحالي هو أثرى تشكيلة مغربية عبر التاريخ، لكن حتى المنتخب الجزائري يضم في صفوفه العديد من اللاعبين الموهوبين كزياني، وبوقرة، وبلحاج وغيرهم، كما أن هناك نقطة مهمة جدا قد تلعب لصالح الخضر، هي الروح التي يلعب بها المحترفون الجزائريون والتي يفتقد إليها باقي اللاعبون في الدول الأخرى. * ماذا تريد أن تقول بالضبط؟ - صراحة عندما أرى زياني، وبلحاج، وبوقرة وباقي المحترفين الجزائريين يلعبون مع منتخبهم بحماس كبير أدرك بأن قوة المنتخب الجزائري في حب لاعبيه لوطنهم، وهذا عامل قد يكون في صالحهم يوم 27 مارس. * أفهم من كلامك أن قوة الخضر في لعبهم الجماعي وقوة أسود الأطلس في الفرديات؟ - تقريبا، فلا ينكر أحد أن المنتخب الجزائري الذي تابعناه في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمونديال وخلال كأس إفريقيا وكأس العالم كان يُطبق كرة جماعية جميلة، ولولا الحظ لحقق نتائج تاريخية، أما المنتخب المغربي فلاعبوه الحاليون من طينة النجوم وكلا الأمرين يصنعان الفارق في أي مباراة. * إذن لا يُمكن أن تتكهن لمن تعود الغلبة؟ - في مثل هذه المباريات يصعب التكهن، فكل الاحتمالات واردة، سواء لعبت في الجزائر أو في المغرب، فلما تعرف أن المباراة من نوع «الديربي» تنسى كل الحسابات وتنتظر صافرة الحكم بعد 90 دقيقة، وسبق لنا أن كنا منهزمين أمام الجزائر قبل نهاية المباراة بثوانٍ بفارق هدف وتمكنا من ترجيح الكفة بفارق هدفين ولا أظن أن هناك من انتظر ذلك الفوز. * على ذكر هذه المباراة التي لعبتموها في ربع نهائي كأس إفريقيا بتونس 2004، ما هي المشاهد التي لا زلت تحتفظ بها؟ - لقد كانت مواجهة محلية بأتم معنى الكلمة، وصراحة كان فوزا ثمينا، فبعد أن كنا متأخرين بهدف صرنا متقدمين بهدفين، وأتذكر جيدا أن ملعب صفاقس كان مكتظا بالمشجعين الجزائريين الذين ساعدوا منتخب بلادهم كثيرا. * وهل تعتقد بأن الأنصار الجزائريين قد يتمكنون من شحن لاعبيهم يوم السبت المقبل؟ - دور المشجعين كبير في أي لقاء لكنه لن يكون حاسما لأن أغلب اللاعبين المغاربة متعودون على الضغط. * البعض متخوف من أن يكون لقاء الجزائر أمام المغرب مشابها لمواجهة الخضر أمام مصر خاصة من ناحية شحن الجماهير.. فماذا تقول لهؤلاء؟ - هذا مستحيل، فالعلاقة بين الشعبين الجزائري والمغربي هي علاقة أخوة ولا يمكن أن تتأثر بمواجهة في كرة القدم، وأقول لهؤلاء إنه قبل قرون من الآن كانت الجزائر والمغرب وطنا واحدا بدون حدود، فالتقارب في التقاليد والعادات والعديد من الأمور الأخرى سيجعل المواجهة بمثابة الحفل الذي سيُفرح الشعبين، ثم على مر التاريخ كل مواجهات المغرب والجزائر مرّت في جو احتفالي يُصفقون لنا لما نفوز ونُصفق لهم لما يفوزون.