رغم الأثر النفسي والبدني الجيد الذي يعود علينا عند تناول السكريات، بسبب إمدادها إيانا بقدر كبير من الطاقة ورفعها لمستويات مادة السيروتونين التي يفرزها المخ وتضبط الحالة المزاجية، إلا أنه دائماً ما تكون هناك صعوبات لتحقيق نوع من أنواع التوازن بين الرغبة في تناول تلك السكريات والرغبة في المحافظة على الوزن. ومع أن الأشخاص الذين يسعون وراء تحقيق هذه المعادلة يحرصون على تناول مقدار قليل من الدهون وكذلك منتجات خالية من السكريات، إلا أن مثل هذه المنتجات تحتوي دائماً على مُحلِّيات اصطناعية. وربما تكون التسميات الموجودة على هذه المنتجات مضللة. إذ أنها غالباً ما تشير إلى عدم احتواء تلك المنتجات على أي سعرات حرارية أو أي غرامات من الدهون، لأن وكالة الغذاء والدواء الأميركية تسمح للشركات بإدراج محتوى السعرات الحرارية والدهون على أنه غير موجود، إذا كان المنتج يحتوي على أقل من 5 سعرات حرارية و0.5 غرام من الدهون لكل وجبة. ونتيجة لذلك، قد يلجأ البعض إلى تناول كميات كبيرة من رذاذ الزبدة قليلة الدسم، أو تناول مشروبات «الصودا الدايت» وهي مشروبات غازية محلاة بمواد خالية من السكر، مع كل وجبة. وفي وقت يتم فيه استخدام المحليات الاصطناعية على نطاق واسع، توصل فريق من الباحثين بجامعة أوترخت الهولندية عبر دراسة قاموا خلالها بمنح الأفراد مشروبات محلاة إما بالسكر أو بمزيج من المحليات الاصطناعية. وقد ثبت أن كلا المشروبين قاما بتنشيط المخ. وتبين أن المذاق الحلو يستحث استجابة الأنسولين، الذي يتسبب في تخزين مستويات السكر في الدم داخل أنسجة (من بينها الدهون)، لكن لأن مستويات السكر في الدم لا تزيد مع السكريات الاصطناعية، يحدث نقص سكر في الدم وزيادة في تناول الطعام. وأظهرت دراسة حديثة أجريت بجامعة بوردو الأميركية أن إطعام مجموعة من فئران التجارب مُحليات اصطناعية مثل مادة السكرين جعلتهم يشتهون تناول مزيد من السعرات الحرارية مقارنةً بمجموعة فئران أخرى تناولت سكر حقيقي. وهو ما ترتب عليه حدوث زيادة في وزن الفئران بالمجموعة الأولى مقارنةً بفئران المجموعة الثانية. واتضح أن مشروبات الدايت والأطعمة منخفضة السكريات تحتوي على محليات اصطناعية مثل مادتي الأسبارتام وسوكرالوز، اللتين ثبت أنهما سامتين.