الحمية الغذائية نظام يتبعه أغلب الرجال والنساء لتحقيق هدف ما، وغالبا ما يكون هذا الهدف هو التخلص من الدهون الزائدة في الجسم، للحصول على الجسم والشكل المثاليين، فيحاولون، مرارا وتكرارا، تجربة أنواع كثيرة من الخطط والطرق للتخلص من الدهون، لكن لسوء الحظ، تنتهي محاولاتهم بالفشل وبعدم تحقيق الهدف المرغوب، مما يجعلهم في قلق وحيرة. لكن لكل فعل رد فعل، أي أنه لا بد من وجود أسباب أو أخطاء يقع فيها الشخص تسبب فشل الحمية أو النظام الغذائي المتبع. ولإصلاح الخطأ، يجب أولا التعرف عليه جيدا، حتى نتجنب الوقوع فيه مرة أخرى. أسباب الفشل
يخبرنا جميع خبراء الحميات والتخسيس أن نجاح الحمية يعتمد بنسبة 50% على رغبة الفرد وميوله الداخلية، فإذا لم يكن الشخص مستعدا حقا للالتزام الكامل طيلة الوقت لكي يفقد الوزن، فستقل فرص نجاح حميته على المدى الطويل. وعندما لا يكون هناك تعاون بين العقل والقلب، يفقد الناس الحماس والاهتمام بسرعة، فمن الأفضل عدم اتباع نظام حمية غذائية إذا لم يكن عقلك متقبلا الفكرة منذ البداية. أفضل نصيحة هي أن تبحث في داخلك لمحاولة تحديد الهدف والمصدر الأساسي للدافع الشخصي للتخلص من الوزن الزائد، وسيكون من الأفضل محاولة تحسين الحالة الصحية لك وأن تحاول تحقيق هدفك من أجل نفسك ومن أجل أولادك أو أحفادك، وحتى تشعر بمزيد من الراحة النفسية تجاه الشكل العام لجسمك لتزيد من مستوى الطاقة لديك، فالسر هو أن يكون الدافع نابعا من داخلك، وبعدها تقوم بتقويته وتدعيمه ببعض الطرق التشجيعية التي تمارسها كل يوم ومنها: - تدير حوارا إيجابيا مع نفسك عن أهمية هذه الحمية - تذكر نفسك بالأهداف التي حققتها من خلالها بصفة أسبوعية. لا تتوقع المعجزات يقع في مشاكل كل من يبدأ حمية غذائية للتخسيس بدون أن تكون لديه فكرة عن التوقعات غير المعتادة التي سترافق هذه الحمية، وخاصة كمية الوزن الذي سيخسرونه كل أسبوع، أو الأشخاص الذين يرسمون لأنفسهم أهدافا غير واقعية، فإذا لم تتمكن من مسايرة النظام الذي تتبعه، ستلاقي نهاية سريعة وفاشلة. رغم تحقيق نسبة جيدة من فقدان الوزن خلال الأسابيع القليلة الأولى للحمية، ينتهي المطاف بمعظم الناس إلى خسارة من كيلوغرام واحد إلى ثلاثة كيلوغرامات في الأسبوع خلال الفترة المحددة لهم، وإذا خسروا الكثير من الكيلوغرامات بشكل أسرع عن المتوقع، فسرعان ما يعود وزنهم إلى أكثر مما كان مرة أخرى. ونعلم أن برامج التلفاز تختلق في كثير من الأحيان قصصا وهمية عن سرعة التخلص من الدهون خلال أسابيع قليلة، لكن الحقيقة غير ذلك، لأن تحقيق خسران الوزن بطريقة ناجحة يحدث ببطء بواسطة خطوات ثابتة. فإذا تقبلت هذه الحقيقة وانتظرت حتى تحقق هدفك على المدى الطويل، ستنال ما تتمنى، مع محافظتك على صحة جيدة وقوام مشرف وثقة عالية في النفس. لا تتبع حمية مبالغا فيها إذا كنت تتبع حمية غذائية قاسية ولا تتماشى مع المنهج الطبيعي لتناول الغذاء، فاعلم أن احتمالات عدم بقائها كبيرة، وأنت عندما تمتنع نهائيا عن تناول كل ما تحب من الحلويات والفطائر والمقويات، فهذا شيء غير طبيعي. بمعنى آخر، إذا قمت بتغيير نظامك الغذائي بشكل مفاجئ، بدلا من تغييره على المدى الطويل تدريجيا، سيصعب عليك الاحتفاظ بفقدان الوزن الذي تريده. ينبغي اعتماد النظام الغذائي على الكميات المناسبة من الأغذية الصحية التي تحافظ عليك وتمدك بالنشاط والراحة النفسية، بدلا من الحرمان التام واتباع طرق غير طبيعية. والأهم من ذلك هو النظر إلى الحمية الغذائية كنقطة انطلاق لتغيير أسلوب الحياة على المدى الطويل، لأن إنقاص وزنك والحفاظ عليه بصفة ثابتة يتطلب تغيير عاداتك الغذائية بشكل دائم. وبهذا سيكون من المهم وضع خطة غذائية يمكنك الانتقال إليها بسهولة والالتزام بها مدى الحياة، ورغم نجاح بعض الطرق السريعة والصارمة في تحقيق خسارة الوزن، فإن أغلبها يبوء بالفشل. كيفية تجنب بعض الهفوات من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها جميع من يقومون بحميات غذائية هو تعرضهم لبعض الإغراءات التي تجعلهم يتخلفون عن النظام في وجبة أو أكثر، وهذا في الغالب يكون خارجا عن إرادة الشخص. ولتحقيق النجاح، يجب تخطي هذه الهفوة والعودة بسرعة إلى النظام المتّبَع، بدلا من الشعور بالإحباط والفشل الذي يؤدي إلى التخلي التام عن الحمية أو نسيانها لفترة قد تدوم لأسبوع أو أكثر، مما يضيع ما بذلت من جهد. لا تعتمد على أخطائك، وبدلا من ذلك، تخلص منها وعد إلى الطريق الصحيح، فإذا تعثرت في وجبة، بادر إلى تصحيح الخطأ في الوجبة التالية، وتذكر دائما أن الوزن لا يزداد لمجرد تناولك وجبة غير صحية أو بسبب التهام قطعة من الكعك... لكن المشكلة تنبع في الحقيقة عندما تسمح لهذا الخطأ بأن يستمر ويتحول من وجبة يوم إلى تكاسل أسبوعي. والحل لكل ذلك هو أن تتعود على مسامحة نفسك وتتعلم من أخطائك، واعلم أن الإنسان بطبعه خطاء، والمهم هو أن تجعل هذا الخطأ نقطة بدء جديدة تزيد من حماسك. مؤشرات فشل الحمية
الرغبة الشديدة في تناول الطعام: من الطبيعي أن يرغب الإنسان عند اتباعه حمية غذائية في تناول بعض الأطعمة المطهوة أو الجاهزة، لكن المشكلة تظهر عند استمرار هذه الرغبة بصورة غير معتادة. وهناك عاملان يسببان هذه الظاهرة هما الجانب العاطفي والجانب الغذائي، فالأسباب الغذائية تظهر بسبب عدم الحصول على السعرات الحرارية الكافية من الفواكه والخضر، مما يجعل الناس يتجهون إلى الأطعمة الجاهزة. ويظهر الجانب العاطفي من خلال شعور الشخص بالحرمان مما يحب من الأطعمة المفضلة لديه، مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة النشطة يجب أن تحصل على ما يتراوح بين 1800 إلى 2500 سعرة حرارية في اليوم الواحد، بينما يجب أن يحصل الرجل على ما بين 2500 إلى 3000 سعرة حرارية. ليس لديك طاقة لتمارس الرياضة:إذا لم تكن لديك الطاقة اللازمة لممارسة الرياضة أو أنك لا تستطيع أن تحقق تقدما في البرنامج الرياضي الخاص بك، فاعلم أنك لا تحصل على السعرات الحرارية المناسبة أو أنك تستهلك الكثير من الدهون. تستيقظ في الصباح وأنت تشعر بالإرهاق: يدل الاستيقاظ صباحا وأنت في حالة من التعب على عدم توازن نظامك الغذائي، وينتج هذا عن تناول كميات مفرطة من الدهون المقبلة، مثل المكسرات والحبوب أو تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، لذا يجب عليك تجنب تناول الطعام بداية من الساعة السابعة مساء وسوف تشعر بالفرق. عدم القدرة على الحفاظ على وزنك:تتمثل عدم القدرة في الحفاظ على الوزن في عاملين اثنين: إما أنك لا تستطيع التخلص من وزنك الزائد أو أنك أصبحت أكثر نحافة عما ترغب أن تكون عليه. أنت في حالة من التشوش:الشعور بالحيرة والشك من العلامات التي تدل على عدم انتظام الحمية الغذائية، وهذا الشعور سوف يؤدي بك في نهاية المطاف إلى أن تغير البرنامج الذي تسير عليه أو إلى أن تكثف الحمية التي تتبعها. مؤشرات نجاح الحمية عندما تكون الحمية الغذائية التي تتبعها ناجحة وتحقق الأهداف المرجوة، سوف تنشط لديك الرغبة في القيام بما يلي: 1 - الحصول على خمسة أجزاء أو أكثر من الفاكهة أو الخضر كل يوم. 2 - تناول الأطعمة الغنية بالألياف. 3 - تقليل ما تتناوله من الدهون، وخاصة الدهون المشبعة والمتحولة. 4 - التقليل من مقدار السكر والملح الذي تتناوله. 5 - شرب الكثير من المياه. 6 - لا تشجع على الابتعاد التام عن بعض الأطعمة، مثل الكربوهيدرات، اللحوم والألبان. 7 - لا تركز على طعام واحد، مثل حساء الملفوف.
لضمان نجاح الحمية وعدم فشلها *تجعلك الأطعمة بطيئة الهضم قليلة السعرات، مثل الخبز المصنوع من القمح الكامل أو الأرز أو المعكرونة أو»العصيدة» تشعر بالشبع التام لفترة طويلة وتجنبك تناول بعض الوجبات الخفيفة التي تسبب إفساد الحمية الغذائية. بدون الحديد، المتوفر في اللحوم الحمراء والمكسرات والسمك ستشعر مؤكدا بالإعياء وبالضيق، مما يجعلك عرضة لتناول الكربوهيدرات بشكل مبالغ فيه، وبهذا تفشل الحمية. حاول الحصول على مقادير قليلة من هذه الأطعمة للحفاظ على مستويات الطاقة مرتفعة لديك. لتحقيق النجاح المثالي، اجعل الماء هو مشروبك المفضل خلال اليوم وتخلَّ، شيئا فشيئا، عن العصائر والكحوليات السكرية. عليك تناول وجبة إفطار متكاملة تحتوي على حوالي 500 سعرة حرارية. من المفضل احتواء إفطارك على بيض مقلي، قطعتين من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، مع زبدة الفول السوداني وكوب من الفاكهة الطازجة. لا تجعل ممارسة الرياضة «عذرا» لتتناول الأطعمة الممنوعة خلال الحمية، مثل البيتزا والصودا مع البطاطس المقلية. ربما تشعر أن هذا الإفطار فيه الكثير، فلا تقلق، لأن وجبة الإفطار يتم حرقها خلال اليوم المليء بالعمل والجهد، وهي التي ستمدك بالطاقة اللازمة بقية اليوم. هل تعلم أنك عندما تسقط بعض الوجبات أنك بهذا تدمر جسمك وتحدث اضطرابا في عملية الأيض داخله، فطول الوقت الفاصل بين الوجبات يسبب لك الوزن الزائد بسهولة، مع اضطرارك للحصول على وجبات غير صحية. يميل الكثيرون إلى اتباع الحمية بشكل منتظم خلال جميع أيام الأسبوع، ولكن بمجرد أن يأتي يوم العطلة، الذي يعتبره البعض يوم «عطلة» من الحمية، يقومون ب»الانغماس» في الأكل أكثر من المعقول وهذا خطأ كبير.