في مبادرة جماعية من المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في إفريقيا لإيجاد حلول لإشكالية الهجرة التي تسم القارة السمراء، قررت الشبكة الوطنية الإفريقية التي تضم هذه المؤسسات بتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، تخصيص أشغال مؤتمرها الثاني الذي ستحتضنه القاهرة، لبحث سبل تنفيذ الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة وذلك تحت شعار “الاتفاق العالمي من أجل الهجرة.. الرؤية المشتركة للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الإفريقية، الفرص وتحديات التنفيذ”. ومن المقرر أن يتداول في هذا المؤتمر الذي يمتد على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، ممثلو جميع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الأعضاء في شبكة المؤسسات الوطنية الأفريقية لحقوق الإنسان والتي يبلغ عددها أربعة وأربعين (44)، من ضمنهم المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، دراسة الفرص المتاحة من خلال الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية والتحديات التي يمكن أن تعيق تنفيذه في المنطقة الإفريقية، والأدوار التي يمكن للمؤسسات الوطنية أن تلعبها لتعزيز وحماية حقوق المهاجرين، بشكل عام، والمساهمة في تنفيذ الاتفاق، بشكل خاص. وحسب بلاغ للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن هذا الأخير سيشارك في أشغال هذه المؤتمر ممثلا بوفد تترأسه الرئيسة أمنة بوعياش، حيث من المنتظر أن تتوج أشغال هذا المؤتمر باعتماد إعلان نهائي، معلنا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان اقترح “مسودته الأولية” بصفته رئيسا لفريق العمل المعني بالهجرة، على أن يتضمن توصيات بشأن الأدوار المختلفة التي يمكن للمؤسسات الوطنية أن تلعبها لتعزيز وحماية حقوق المهاجرين، بشكل عام، والمساهمة في تنفيذ الاتفاق، بشكل خاص. واعتبر المجلس، أن المؤتمر سيشكل الفرصة لمناقشة طرق تعزيز البحث وجمع المعطيات بشكل دقيق كأساس لسياسات الهجرة القائمة على الأدلة، وبحث دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في تعزيز التماسك الاجتماعي والاندماج في سياق الهجرة وصياغة الخطط الوطنية لتنفيذ هذا الاتفاق ودورها في رصد الامتثال لالتزامات حماية حقوق الإنسان وتعزيزها. هذا ومن المقرر أن تعقد مجموعة العمل المعنية بالهجرة، اجتماعا لها يوما قبل افتتاح المؤتمر تحت رئاسة آمنة بوعياش، يخصص لاعتماد خطة عملها، علما أن مهام هذه المجموعة تقوم على ضمان المشاركة الفعالة للمؤسسات الوطنية في قضايا الهجرة وكيف يمكن لهذه الأخيرة أن تلعب دوراً رئيسياً في حماية حقوق المهاجرين وتعزيزها. ووفق المعطيات التي تضمنها بلاغ المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن فعاليات هذا المؤتمر ستتميز بمشاركة كل من كارلوس نيكريت موسكيرا، رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وأندريا كامبف، عضوة فريق عمل التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المعنية بالهجرة (يمثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان إفريقيا في هذه المجموعة)، ومحمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، والسفير صلاح حماد، رئيس أمانة البنية الإفريقية للحكامة، قسم الشؤون السياسية، بمفوضية الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى العديد من الخبراء الأفارقة وممثلي الدول ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية وشركاء التنمية. واعتبر المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن مشاركته في هذا المؤتمر، تمثل استمرارا لالتزامه الثابت في هذا المجال منذ بدء المفاوضات بشأن الميثاق العالمي حول الهجرة من خلال التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وقد تم الاعتراف بدور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في هذا الاتفاق، حيث أكدت هذه المؤسسات عن التزامها بمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق الدولي وحماية حقوق المهاجرين وعائلاتهم.