شدد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفابنك، على الأهمية الإستراتيجية للتكوين المهني، معتبرا خلال كلمته الافتتاحية للندوة الثانية والخمسين التي نظمتها مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك مساء الخميس الماضي بالدار البيضاء، أن التكوين المهني ورش مهم لمستقبل بلدنا. وأبرز الكتاني في كلمته بالندوة التي تمحورت حول موضوع «تشغيل الشباب: التكوين المهني ينفتح على مهن المستقبل»، أنه تم وضع التكوين المهني ضمن قائمة الأولويات الوطنية، مضيفا: “كما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في خطابه بتاريخ 21 غشت 2019 «فالنهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية الاقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية، في مختلف المجالات»”. ومكن اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة ندوات «تبادل من أجل فهم أفضل» التي تنظمها مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك من إلقاء الضوء على الإستراتيجية الجديدة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل المتعلقة بالتكوين المهني وتحليل سوق الشغل الذي يعرف وسيعرف تحولات دائمة، في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجية. وضمت حلقة النقاش التي أشرفت على تنشيطها هدى فراح، مديرة الأكاديمية الدولية للتكوين كل من لبنى طريشة، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وصوفيا نوري، مديرة شركة “Morocco N2Growth” وفاطمة الزهراء عزاوي، المسؤولة عن معهد التكوين في مهن صناعة السيارات بالمنطقة الحرة بطنجة التابع لمجموعة رونو المغرب وحمزة الدباغ، مؤسس “Maroc Academy 3W”. وفي افتتاح الندوة، كشفت لبنى طريشة أهداف الإستراتيجية الجديدة لمكتب التكوين المهني والورشات الرئيسية المدرجة في خارطة الطريق، مؤكدة أن جميع الجوانب المتعلقة بالظرفية الحالية تم أخذها بعين الاعتبار وبالأخص التكوين في المهارات الشخصية وإحداث جذع مشترك يضمن أساسا متينا ومتعدد الإختصاصات واعتماد مناهج بيداغوجية جديدة وإدماج الدعامات الرقمية في مسار التحصيل وإغناء محفظة التكوين. وتابعت طريشة أن ثلاثة رهانات باتت تشكل أولويات مكتب التكوين المهني: البحث عن أوجه التعاون والتكامل بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والجهات والمقاولات والتكوين وتثمين المكونين وإدماج سلسلة القيمة علما أن نجاح خارطة الطريق المذكورة يظل مرتبطا بالقدرة التوقعية للمقاولات في مجال الكفاءات والمهن. ومن جهتها، عرفت صوفيا نوري الحضور بالتوجهات الجديدة لسوق الشغل، مركزة على الطلب القوي على المهن المتعلقة بالمجال الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة، مبرزة أنه من شأن هذه المهن والتكوين المتعلق بها أن تسجل نموا قويا في العقد المقبل، مضيفة “لكن من أجل معالجة إشكالية هجرة الأدمغة ومواجهة وصول الجيل “Y” لسوق الشغل”، داعية إلى ضرورة كسب وفاء المواهب الذي يشكل أحد التحديات الرئيسية للمغرب. ومن جهتها، تقاسمت فاطمة الزهراء عزاوي مع الحضور تجربتها الميدانية في مجموعة رونو المغرب التي هي في بحث دائم عن الكفاءات التقنية. فركزت على أهمية الجانب المهني بالنسبة لمقاولات القطاع الصناعي، التي يمكنها بلوغ أهدافها بدون موارد بشرية مؤهلة. وذكرت المسؤولة عن معهد التكوين في مهن صناعة السيارات لرونو على سبيل المثال التعاون القائم بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ورونو المغرب. مؤكدة أنه بفضل هذه الشراكة، مكنت عدة عمليات في التكوين مصنع طنجة من الانطلاقة في الوقت المحدد وإنتاج 400.000 سيارة سنويا. وهكذا ساهمت هذه الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في بروز صناعة السيارات بالمغرب وهي الصناعة التي تأتي اليوم في مقدمة القطاعات المصدرة.