أكد الدكتور (ويليامز شو)، أستاذ بكلية الطب بجامعة كارولينا بالولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي بسلا، أن المحيط البيئي والجينات وتناول بعض الأدوية والأطعمة من بين العوامل المسببة لمرض التوحد. وأوضح في مداخلة له حول «التوحد كاضطراب متعدد الأسباب» خلال المؤتمر الدولي الثالث حول العلاجات الطبية الحيوية المتعلقة بالتوحد، الذي نظمته جمعية اليسرى لدعم وإدماج التوحديين، على مدى يومين، بدعم من وزارة الصحة وعمالة سلا ومجلس المدينة، أن أعراض هذا المرض، حسب أبحاث قام بها حول فئة تتكون من ألف طفل توحدي عبر 93 بلدا في العالم، متشابهة مع فروق طفيفة تتعلق بالحساسية الجينية، مشيرا إلى أن تلوث الهواء بالغازات التي تفرزها السيارات وتوفر بعض الأطعمة على كمية مهمة من الزئبق أو الرصاص وبعض لقاحات الأطفال من مسببات الإصابة بمرض التوحد لدى بعض الأطفال. وأضاف أن من بين أسباب المرض أيضا العوامل الجينية كالخلل الجيني ونقص بعض المواد الجينية والصبغيات والمكونات الكيميائية بالجينات وتناول بعض الأدوية خاصة المضادات الحيوية والمسكنات بالإضافة إلى وجود بعض الفطريات بالجسم وكذا خمائر «الكنديدا» التي تهاجم، على الخصوص، الأمعاء الرقيقة وتدمر عددا هائلا من على الكريات البيضاء في الدم وتقتل الخلايا الدماغية وبالتالي تسبب اضطرابات مرض التوحد. وأبرز الدكتور (ويليامز شو) أن العلاجات التي قدمت للتوحديين أعطت نتائج جيدة وأن العديد من المرضى تماثلوا للشفاء بشكل نهائي وأن المرضى الآخرين تحسن سلوكهم، مشيرا إلى أن العلاجات ليست يسيرة وتتطلب خبرة واعتمادات مالية مهمة. وبخصوص مرض التوحد بالمغرب، دعا الدكتور شو إلى إجراء أبحاث بيئية وأخرى على مستوى المصابين بالمرض، مشيرا إلى أن هذه الأبحاث ستمكن من معرفة أسباب المرض والعلاج المناسب له في أسرع وقت. وحول علاج المرض، حث الدكتور ويليامز إلى خفض نسبة الزئبق في الأطعمة وتجنب المريض تناول أطعمة غنية بالسكريات ومعالجة الفطريات بالجسم خاصة بالأدوية الطبيعية كالثوم وزيت الكوكو والزعتر وزيت عباد الشمس. وأشار إلى أن العلاج بالمضادات الفطرية، رغم أعراضها الجانبية كالحمى والغثيان، تساعد على القدرة على التأقلم مع المحيط وتحريك أعضاء الجسم والحد من السلوك العدواني لدى بعض المرضى الذين يتسمون بهذا السلوك.