الأرق هو أن يعاني الشخص من مشكلات مستمرة في النوم، عادة ما تتحسن عن طريق تغيير عاداتك في النوم. ويعد مصابا بالأرق كل من يجد صعوبة في النوم ويستيقظ عدة مرات أثناء الليل وينهض مبكرا ولا يمكنه العودة إلى النوم ويظل يشعر بالتعب، حتى بعد الاستيقاظ. كل شخص يحتاج إلى كميات مختلفة من النوم. في المتوسط، يحتاج البالغون من 7 إلى 9 ساعات، بينما يحتاج الأطفال من 9 إلى 13 ساعة. يشير العلماء إلى أنه من الممكن عدم الحصول على قسط كاف من النوم إذا كان الشخص متعبا دائما خلال اليوم. الأسباب الأكثر شيوعا للأرق هي: الإجهاد والقلق أو الاكتئاب والضجيج المفرط والسرير غير المريح أو الكحول والكافيين أو النيكوتين. عادة ما يتحسن الأرق عن طريق تغيير عادات النوم، على سبيل المثال، الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم والذهاب إلى الفراش فقط عند الشعور بالتعب. وتقول منظمة "مايند مايند" الخيرية للصحة العقلية إن هناك علاقة سببية بين الأرق والقلق، فقلة النوم يمكن أن تؤدي إلى القلق والقلق يمكن أن يؤدي إلى قلة النوم. يرتبط الأرق أيضا بالاكتئاب والذهان واضطرابات ما بعد الصدمة. إن إنشاء روتين نوم يمكن أن يساعد الشخص على قضاء وقت أقل في السرير والمزيد من الوقت في النوم. كما أن الموسيقى الهادئة وتمارين التنفس والذكريات السارة والتأمل، تشجع أيضا على النوم. وقضاء وقت فراغ تقريبا ساعة أو نحو ذلك قبل النوم يمكن أن يعد الشخص للنوم. الأرق “الوراثي” يرفع خطر الوفاة أعرب العلماء عن خشيتهم من تزايد خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي المميتة وفشل القلب والسكتات الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق. ونشرت صحيفة الدايلي مايل البريطانية تقريرا تطرق إلى نتائج دراسة مفصلة عن عوامل الخطر الناتجة عن مشكلات النوم واضطراباته. وخلال الدراسة، حلل العلماء بيانات عن 1.3 مليون شخص. ووجدوا أن أولئك الذين لديهم سمات وراثية للأرق لديهم احتمالات أعلى للإصابة بأمراض القلب. تستند النتائج التي توصل إليها الخبراء في معهد كارولينسكا في السويد على مجموعة متزايدة من الأدلة التي تربط اضطراب النوم بأمراض القلب القاتلة. ومع ذلك، فمن غير الواضح حاليا ما إذا كانت قلة النوم هي السبب المباشر للمشكلات التي تهدد الحياة أو ما إذا كانت فقط مرتبطة جينيا. ويعتقد أن الأرق يؤثر على ما يصل إلى ثلاثة من كل عشرة أشخاص. ويعد مرض الشريان التاجي من أكبر الأمراض القاتلة في العالم. قالت رئيسة فريق البحث، الدكتورة سوزانا لارسون، "من المهم تحديد السبب الكامن وراء الأرق وعلاجه. النوم هو سلوك يمكن تغييره من خلال إدارة الإجهاد وبعض العادات الجديدة". استخدمت الدراسة، التي نقلتها الصحيفة البريطانية عن مجلة "سيركولايشن" التابعة لجمعية القلب الأميركية، تقنية تُعرف باسم "مندلاين راندومايزيشن". وتعد هذه التقنية طريقة بحث تستخدم المتغيرات الوراثية المعروفة بأنها مرتبطة بعامل خطر محتمل، مثل الأرق، لاكتشاف علاقتها بالمرض. تم اختيار 1.3 مليون مشارك في الدراسة، منهم من يعانون من أمراض القلب والسكتة الدماغية ومنهم من لم يتعرضوا لها إطلاقا. عملية الاختيار كانت من ضمن 4 دراسات كبرى في أوروبا، بما في ذلك البنك الحيوي البريطاني. علامات وراثية حلل الباحثون 248 علامة وراثية – تسمى تعدد الأشكال "أس.أن.بي" – المعروفة بأنها تلعب دورا في تسبب الأرق في الإصابة بأمراض قصور القلب والسكتة الدماغية والرجفان الأذيني. وتبين أن الأشخاص المعرضين لخطر جيني للأرق يزيد لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 13 في المئة وفشل القلب بنسبة 16 في المئة والسكتات الدماغية بنسبة 7 في المئة. بقيت النتائج صحيحة، حتى مع وجود تعديلات على التدخين والاكتئاب، اللذين ثبت أن لهما علاقات وراثية بالأرق. وكشفت الدكتورة لارسون أن الأرق يسبب تحفيزا للجهاز العصبي الذي يعد مصدر التنبيه لردود فعل الجسم إما بالقتال والتصدي وإما الاستسلام. تعمل استجابة الجسم وردود فعله، في المقام الأول، على نظام القلب والأوعية الدموية وتزيد من معدل ضربات القلب والضغط وانقباضات العضلات، مما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب. وأشارت أيضا إلى أن الأبحاث الأخرى قد ربطت بين قلة النوم ومؤشر كتلة الجسم والنوع الثاني من السكري. وهذا من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي يقول العلماء إنها تشمل مخاطر حدوث خلل في القلب أو الأوعية الدموية، عند وجود عامل خطر واحد أو أكثر، بما في ذلك السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم. وهذا المزيج من عوامل الخطر يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لاحظ المؤلفون وجود قيود على هذه الدراسة وهي أن النتائج تمثل رابطا متغيرا وراثيا للأرق بدلا من الأرق نفسه. ووفقا للدكتورة لارسون، لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كان الأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية يعانون من الأرق أم لا. جدير بالذكر أن ساعات النوم الموصى بها للأشخاص تختلف عبر الفئات العمرية. ويجب أن يحصل البالغ من العمر 18 إلى 60 عاما على سبع ساعات على الأقل من النوم في الليلة، وفقا لموقع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وتشير الأرقام الصادرة عن الجمعية الملكية للصحة العامة إلى أن الشخص العادي ينام لمدة 6.8 ساعة في الليلة، لكن هيئة الصحة الوطنية توصي الأشخاص بالحصول على ثماني ساعات. وشدد العلماء على أن قلة انتظام النوم تعرض لخطر الإصابة بأمراض مميتة، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكري، كما يمكن أن تقلل من متوسط العمر المتوقع وقد تم ربطها مسبقا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. كما أظهرت دراسة أميركية سابقة أن الفئران المصابة بالأرق مهددة بالإصابة بالزهايمر أكثر من أقرانها السليمة. وتبين لباحثي جامعة سان لويس الأميركية تحت إشراف البروفيسور جي أون كانج أن الفئران التي لا تنام بشكل كاف وتعاني من قصور في نظام النوم والاستيقاظ أكثر عرضة لزيادة نسبة بروتينات "بيتا أميلويد" في المخ كأحد أقوى الأعراض التي يعرف بها مرضى الزهايمر. وجعل ذلك الباحثين يعتقدون بأن عدم انتظام وتيرة النوم والاستيقاظ يلعبان دورا في الإصابة بالزهايمر. ويعتبر تراكم تكلسات بروتين بيتا أميلويد في ثنايا خلايا المخ سمة خاصة بمرضى الزهايمر. قام البروفيسور كانج وزملاؤه بفحص فئران ذات جينات مختلطة مصابة بالزهايمر فوجدوا أن نسبة تركيز بروتين بيتا أميلويد في سائل المخ لدى الفئران في حالة اليقظة أكثر بكثير منه في حالة النوم. كما تبين للباحثين أن عدم النوم والحرمان المستمر منه يزيدان أيضا من نسبة هذه البروتينات في المخ. وأظهرت دراسة أجريت على عشرة من الشبان أن التذبذب الذي رصده الباحثون في كميات بروتين بيتا أميلويد على مدى اليوم لدى الفئران موجود أيضا لدى الإنسان. يشار إلى أن أكثر من 40 مليون شخص يعانون من اضطرابات النوم على المدى الطويل في الولاياتالمتحدة.