تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتو جولتها في باريس لإجراء لقاءات مباشرة مع المعارضة الليبية قبل التوجه إلى تونس ومصر لتكون أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور هذين البلدين منذ تنحي رئيسيهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وفي باريس ستجتمع كلينتون الاثنين مع نظرائها الفرنسي والروسي والبريطاني والكندي والألماني والايطالي والياباني لبحث الوضع في ليبيا التي تشهد معارك، وسط انقسامات بشأن تدخل عسكري أجنبي. وتأتي زيارتها في حين استعادت القوات الموالية للقذافي بعض المناطق وبعد ان توقع مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أن تكون الغلبة لنظام القذافي بالرغم من الدعوات الأميركية والدولية له للرحيل. وأعلن السفير الليبي لدى الأممالمتحدة الذي انشق عن نظام معمر القذافي السبت في واشنطن أن وزيرة الخارجية الأميركية ستلتقي محمود جبريل المكلف الشؤون الدولية من قبل المجلس الوطني الانتقالي الاثنين في 14 مارس في باريس. وقد اجتمعت كلينتون الخميس في واشنطن علي اوجلي السفير الليبي لدى الولاياتالمتحدة الذي انشق أيضا عن نظام القذافي، كما صرح احد مساعديها. وقال شلقم واوجلي إنهما التقيا مسؤولي وزارة الخارجية ووزارة الخزانة. كما التقى جين كريتز السفير الأميركي في ليبيا الأسبوع الماضي في القاهرة مع شخصيات من المعارضة الليبية. إلى ذلك وافقت الولاياتالمتحدة على تعيين موفد خاص للاتصال بالمعارضة لكنها أحجمت عن الاعتراف بأي زعيم أو مجموعة فيما تسعى لفهم هذه الحركة الغامضة. إلا أن فرنسا تقدمت على حليفها الأميركي وشركائها الأوروبيين واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للمعارضة الليبية. كذلك اتخذت فرنسا موقفا جريئا في المجال العسكري أكثر من موقف إدارة الرئيس باراك اوباما التي حذرت تكرارا من مخاطر التدخل، ودعت إلى ضربات محددة في حال قصف القذافي شعبه. وقدمت فرنسا مع بريطانيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا من اجل حماية المدنيين والمعارضة من ضربات قوات القذافي الجوية. وقد طالبت المعارضة بمثل هذا التدبير لكن روسيا والصين أبدتا تحفظات بشأن قرار لإقامة منطقة حظر جوي، كذلك اعتمدت الولاياتالمتحدة وألمانيا وايطاليا موقفا حذرا. وإدراكا منه لمشاعر الغضب حيال الولاياتالمتحدة التي أثارها الاجتياح الأميركي للعراق وأفغانستان لدى العرب قال اوباما الجمعة انه يسعى للحصول على دعم إقليمي لفرض منطقة حظر جوي في ليبيا. وفي اليوم التالي طلب وزراء الخارجية العرب في قرار اعتمدوه اثر اجتماعهم الطارئ السبت في القاهرة «من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فوريا».