الليبيون يخرجون إلى الشارع لإسقاط القذافي تشهد في المدن الليبية كافة ومن بينها العاصمة طرابلس تظاهرات مليونية اليوم عقب صلاة الجمعة كما تشير الأنباء في وقت فيه أعلن وزير الدفاع الايطالي اينيازيو لا روسا لتلفزيون «سكاي تي جي 24» الجمعة أن روما «تحضر لعملية عسكرية» لإجلاء ايطاليين عالقين من دون مواد غذائية «في جنوب شرق ليبيا». وقال «لدينا معلومات مفادها إن هناك ايطاليين في جنوب شرق ليبيا لم يعد لديهم أي مواد غذائية وسنقوم بإجلائهم». وأوضح الوزير «لقد حضرنا لعملية عسكرية للوصول إلى مواطنينا وانتظر فقط الضوء الأخضر من وزارة الخارجية الايطالية». وأضاف «لا أريد إن اتخذ القرار وحدي. قلقي الرئيسي هو إجلاء جميع الايطاليين الموجودين في هذه المنطقة» في ليبيا. من جانبه أعلن دبلوماسي أوروبي أن دول الاتحاد الأوروبي تستعد لاحتمال فرض حظر جوي على ليبيا لمنع الطائرات العسكرية الليبية من التحليق إذا أعطى مجلس الأمن موافقته. وصرح الدبلوماسي للصحافيين على هامش اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في المجر أن الأوروبيين يحضرون «خططا طارئة» للسيطرة على المجال الجوي الليبي لكن «الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي» يجيز له ذلك. هذا واستقال احمد قذاف الدم المستشار المقرب للزعيم الليبي وابن عمه الخميس من كل مهامه الرسمية على ما أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا) المصرية نقلا عن بيان صادر عن مكتبه في القاهرة. هذا وشددت فيه واشنطن من لهجتها أمس الخميس ضد نظام معمر القذافي وأجرت مشاورات مع حلفائها لتحديد الرد على أعمال العنف، وسارعت في المقابل إلى إجلاء الأميركيين الذين لا يزالون في هذا البلد. وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد طرد ليبيا من مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ردا على إعمال العنف التي تشهدها البلاد. وهذا القرار الذي سيطرح على بساط البحث الجمعة في جنيف هو أول إجراء ملموس تدعمه إدارة اوباما ردا على أحداث ليبيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض فيليب كراولي أن قرارا سيتخذ «سريعا» حول عقوبات محتملة مباشرة ثنائية أو متعددة الأطراف ضد نظام العقيد معمر القذافي. وأضاف أن الجيش الأميركي «يشارك في هذه المباحثات». وبحسب مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه تدعم واشنطن أيضا فكرة إنشاء لجنة تحقيق حول ليبيا في مجلس حقوق الإنسان. وستشارك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين في اجتماع لهذه الهيئة في جنيف ومن المحتمل أن تتخذ خلاله قرارات. وأكد البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة والعالم بإمكانهما مواجهة انقطاع في إمدادات النفط بسبب الأزمة في ليبيا. وفي باريس نشرت الرئاسة الفرنسية بيانا «طالب» فيه الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي «بوقف فوري لاستخدام القوة» في ليبيا. كما اتصل اوباما الخميس برئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني أن اوباما وكاميرون قررا «التنسيق حول تدابير محتملة متعددة الأطراف بشأن ليبيا». وقال البيت الأبيض أن اوباما بحث في ضرورة إيجاد سبل «فعالة» للرد «الفوري» على أعمال العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «ندرس عدة خيارات والعقوبات جزء منها». ولم تقطع الادارة الأميركية الجسور مع النظام الليبي واتصل وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف الشؤون السياسية مرتين الخميس بالوزير الليبي موسى كوسا. لكنها تراهن على تعاون حلفائها.ويعتقل معارضون لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في مدرسة بمدينة البيضاء «المحررة» التي تبعد 1300 كلم شرقي العاصمة الليبية، نحو 200 من أنصار القذافي قال العديد منهم انه تم إرسالهم بدون تعليمات واضحة. ووضع المعتقلون في ثالث اكبر المدن الليبية (210 آلاف ساكن) بعد طرابلس وبنغازي، تحت الحراسة في بعض فصول مدرسة، وبينهم تشاديون اضافة إلى عناصر من قوات الأمن الليبية، بحسب ما أفاد مراسلون أجانب. وقال تشاديون لصحافيين أنهم لم يكونوا يعرفون ما عليهم فعله حين وصلوا إلى البيضاء في حين قال بعض العسكريين الليبيين انه تم إرسالهم إلى المدينة دون تعليمات واضحة. وقال احدهم «جئنا لحماية المطار. كانت الأوامر تتمثل في حماية المطار». وقال عسكري آخر انه جاء إلى البيضاء للمشاركة في دورة تدريب، وخاطبه احد الحراس قائلا «لا تخف قل الحقيقة للصحافيين، النظام انتهى». والخميس بدا أن المعتقلين يلقون معاملة جيدة ووفر لهم المتمردون أغطية وحشايا وسجائر وأيضا رعاية طبية. وقال سكان في وقت سابق انه تم إعدام عناصر موالية للنظام بعد معارك عنيفة في المدينة. وفي قاعة اجتماعات بالمدينة نظم اجتماع بين زعماء العشائر ووزير العدل السابق وضابط منشق عن الجيش. وقال الضابط فرج محمد علي «جئت بلباسي العسكري.. آمل إن نتمكن من الدفاع عن الأمة(..) غادرنا ثكناتنا حتى لا تحدث صدامات مع الأهالي». وأوضح انه من ضمن مجموعة من الضباط الذين انشقوا ثم عادوا نهاية الأسبوع لاستعادة ثكناتهم بعد معركة فر على أثرها أنصار القذافي. وشكلت مدينة البيضاء مركزا متقدما للصحافيين القادمين من مصر إلى ليبيا. واستقبل سكان البيضاء بحرارة الصحافيين الأجانب ووفر لهم احد فنادق المدينة غرفه مجانا.