تباشر السلطات المغربية عمليات ترحيل المهاجرين من مدن شمال المغرب، وكذا مدينة الناظور، وذلك في ظل التزايد المطرد للأفارقة القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء والراغبين في اقتحام السياج الحدودي الوهمي بين مدينة الناظور ومليلية المحتلة، وكذا تحين الفرصة للعبور من مدن الشمال نحو الضفة الأخرى عبر البحر الأبيض المتوسط. وكشفت جريدة “إلبايس” الإسبانية أن السلطات المغربية كثفت من تحركاتها على مستوى هذين المحورين، لاسيما بعد الدعم المالي واللوجيستيكي الذي تلقته من الاتحاد الأوروبي للحد من ظاهرة الهجرة السرية عبر بوابة يم الأبيض المتوسط، إلى جانب مدن مليلية وسبتة المحتلتين. ويتم ترحيل هؤلاء المهاجرين بحسب تقرير الصحيفة الإسبانية، إلى كل من مدن فاس، وبني ملال، والدار البيضاء، والراشيدية وذلك على متن حافلات النقل العمومي، منتقدة الصحيفة بشدة عمليات الترحيل التي فرضتها سياسة الاتحاد الأوروبي بالمنطقة. وتأتي عملية الترحيل في ظل تموقع مجموعات مختلفة من المهاجرين الأفارقة على طول الشريط الحدودي بين مدينة الناظور ومليلة المحتلة، إلى جانب رصد كل فجوة للإبحار فوق قوارب الموت للعبور نحو المدن الساحلية لإسبانيا. إلى جانب ذلك، تشن سلطات مدينة الناظور، حملة موسعة على الأطفال والشباب المغاربة الراغبين في التسلل نحو مدينة مليلية المحتلة، وذلك عبر ميناء بني انصر، حيث أظهرت مجموعة من الفيديوهات اعتراض هؤلاء الأطفال والشباب لحافلات نقل المسافرين، وكذا شاحنات نقل البضائع، من أجل إيجاد الفرصة للدخول تحت عرباتها. وفي سياق متصل ذكر تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، أن عدد الغرقى على مستوى البحر الأبيض المتوسط قد تراجع خلال هذه السنة، حيث تم تسجيل أقل عدد بالمقارنة مع السنوات الثلاث الماضية. وبلغ عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم بعرض البحر الأبيض المتوسط 208 مهاجرا إفريقيا، انطلقوا من مدن شمال المغرب بهدف الوصول إلى الضفة الأخرى. ووصل مجموع المهاجرين المتوفين خلال هذه الأشهر من سنة 2019 إلى 844 مهاجرا إفريقيا، في رحلات بحرية تنطلق من ليبيا وتونس والمغرب أيضا.