تمكنت السلطات المغربية، زوال السبت الماضي، من إيقاف ما يزيد عن 200 مهاجر إفريقي من دول جنوب الصحراء، حاولوا اقتحام السياج السلكي الشائك لمدينة مليلية المحتلة، على مستوى منطقتي «باريتشينو» ببني أنصار، و»إياسيين» بفرخانة، في حين لم يتمكن أي مهاجر من الدخول الى المدينة السليبة. وقال مصدر أمني ل»الاتحاد الاشتراكي»، إن المهاجرين الأفارقة استعملوا الحجارة والعصي لمواجهة تدخل عناصر القوات العمومية المغربية، مما أسفر عن إصابة 30 عنصرا من القوات المساعدة بإصابات وصفت ب»البليغة». وأقدم المهاجرون «غير الشرعيون»على استعمال الأسلحة، من أجل إرباك مجهودات السلطات المغربية، والدخول إلى مدينة مليلية التي يحيط بها سياج حديدي ثلاثي يمتد على مساحة 12 كليو مترا ويبلغ علوه 8 أمتار، إلا أن صد القوات العمومية لهجمات المهاجرين الافارقة أفضى الى إيقافهم، فيما تمكن عدد منهم من الهروب إلى غابة «كوركو» المطلة على مدينة مليلية السليبة، والواقعة على الساحل المتوسطي لجبال الريف. كما قامت السلطات المغربية بترحيل ما يزيد عن 200 مهاجر إفريقي على متن حافلات إلى مدينة الرباط، بحسب ما أفاده مصدر أمني، في حين يشار إلى أن عدد المشاركين في محاولة اقتحام الحدود الشائكة الفاصلة بين مليلية المحتلة والتراب المغربي، يزيد عن 500 مهاجرا. ولوحظ بمدينة فرخانة، مروحية تابعة للحرس المدني الإسباني وهي تحلق فوق السياج الحدودي، أثناء تواجد العديد من المهاجرين «غير النظاميين» على مرمى حجر الحدود الوهمية لمليلية المحتلة، فيما استنفرت السلطات الاسبانية عناصرها التي ضربت طوقا أمنيا على مكان تواجد المهاجرين. وحاولت «الاتحاد الاشتراكي» الإتصال بمصدر طبي من أجل التأكد من عدد المهاجرين الذين تعرضوا لجروح وإصابات خلال عملية الهجوم، إلا أن هاتفه ظل يرن دون إجابة، في حين قالت وسائل إعلام إسبانية إن المهاجرين المصابين بلغ عددهم 30 مهاجرا، أدت حالتهم الصحية إلى نقلهم على متن سيارات إسعاف إلى المستشفى الحسني بالناظور. ويستعمل المهاجرون الأفارقة، في الهجمات الجماعية على السياج الحديدي الثلاثي الشائك المحيط بمليلية المحتلة، السلالم الخشبية التي يصنعونها من أشجار الغابات. ويتخذ المئات من مهاجري دول جنوب الصحراء، من غابة «كوركو» مكانا للإستيطان ورسم الإستراتيجيات الهادفة إلى اقتحام السياج الحدودي لمليلية، حيث كلهم أمل وشغف في تحقيق حلم الهجرة الى «جنة الفردوس» الأوربي. وشهدت مدينة مليلية المحتلة، الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب والمطلة على الواجهة البحرية للأبيض المتوسط، أخيرا، ازدياد عمليات اقتحام الحدود الشائكة، حيث أن المركز المؤقت لإيواء المهاجرين بمليلية يستقبل 1900 شخص، في حين طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 480 شخصا.