عاد موضوع المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب للصحراء من جديد إلى الواجهة ليطفو على سطح العلاقات المغربية الاسبانية، في الوقت الذي حاول فيه 300 مهاجر غير شرعي أول أمس الثلاثاء المنصرم، اقتحام الممر الحدودي الوهمي لمليلية المحتلة، وإصابة ثلاثة عناصر من القوات العمومية بجروح وصفت ب»البيلغة». وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن المهاجرين الأفارقة لم يمتثلوا للتحذيرات المعمول بها، إذ قاموا برشق عناصر الأمن بالحجارة، الأمر الذي أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح وكدمات وصفت ب»البلغية»، في حين قالت مصادر مطلعة إنه قد جرى تعنيف المهاجرين غير الشرعيين. وأشار البلاغ إلى انه قد جرى اعتقال 98 مهاجرا غير شرعيا، فيما نقل 30 منهم إلى المستشفى الإقليمي بالناظور لتلقي العلاجات الضرورية، إثر الإصابات التي تسببت فيها الأسلاك الشائكة للسياج الحدودي الوهمي المحيط بمليلية المحتلة. وأوضحت مصادر» الاتحاد الاشتراكي» أن المهاجرين الموقوفين تم نقلهم صوب مقر مصالح الأمن بالناظور، في أفق ترحيلهم إلى الحدود المغربية الجزائرية. ويتخذ المئات من المهاجرين الأفارقة، من غابة «كوركو» المتواجدة على الساحل المتوسطي لجبال الريف، والمطلة على مدينة مليلية السليبة، مكانا للاستيطان ورسم الاستراتيجيات الهادفة إلى اختراق السياج الحدودي الوهمي لمليلية، رغم الحراسة الأمنية المشددة على الحدود من قبل الجنود المغاربة والحرس المدني الاسباني. ويترقب المهاجرون الأفارقة من على جبال «كوركو» الحركة اليومية الدؤوبة بمليلية، وهم كلهم أمل وشغف في الوصول إلى الثغر المحتل، بمختلف الوسائل والآليات غير المشروعة، حتى ولو تعلق الأمر بتأزيم العلاقات المغربية الاسبانية. وتعرف مدن الجهة الشرقية، تدفق المئات من المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين يدخلون التراب الوطني بطرق غير شرعية بعد اجتيازهم للحدود الجزائرية ثم وصولا إلى التراب الوطني، وذلك بغرض البحث عن أية وسيلة تمكنهم من الوصول إلى «الديار الأوربية». ويذكر أن السلطات المغربية قد كثفت في الآونة الأخيرة من حملاتها الأمنية بالمناطق التي يتواجد بها المهاجرون غير النظاميين، في الوقت الذي رفعوا فيه من وتيرة محاولات اقتحام السياج الحدودي لمليلية الشائك بالأسلاك الحديدية، إذ قامت بحرق أفرشتهم المتواجدة بجبال «كوركو». وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من الدراسات التي أجرتها هيئة الدراسات الدولية بتنسيق مع معهد الدراسات القانونية التابع لجامعة مدريد بإسبانيا، التي أشارت من خلالها إلى أن هناك انخفاضا كبيرا على مستوى عدد المهاجرين الأفارقة المتسللين إلى التراب المغربي بطريقة غير قانونية، تسجل شرطة الحدود المغربية تزايدا كبيرا في عدد الأطفال القاصرين النازحين إلى مدينة مليلية المغربية المحتلة مقارنة مع السنوات الفارطة.