تعيش مدينة خريبكة هذه الأيام على إيقاع موجة احتجاجات غير مسبوقة لابناء متقاعدي الفوسفاط الذين يطالبون بتطبيق البند السادس من «قانون المنجمي» الذي يخول للأبناء عند تقاعد آبائهم المنجميين العمل بقطاع الفوسفاط. وقد حج هؤلاء بكثافة من كل القرى المنجمية إلى مدينة خريبكة، مدعمين بأفراد من عائلاتهم لينضافوا إلى حركة احتجاج الشباب المعطل بالمدينة والحراس العاملين بالفوسفاط الذين يطالبون هم الآخرون بالإدماج. وقد قرر المحتجون التصعيد بخوض اعتصام مفتوح امام الإدارة المحلية لتحقيق مطالبهم، مما دفع بعامل الإقليم إلى الخروج عن صمته وعقد جلسات مع الجمعيات والأحزاب والمنتخبين والنقابات والمنظمين للحركة الاحتجاجية تم خلالها الاستماع لمطالبهم، كما عقد عقب هذه الاجتماعات لقاء مع مراسلي بعض المنابر الإعلامية. وهو اللقاء الذي تمت خلاله بسط مجموعة من القضايا الاجتماعية من طرف المراسلين، كما تمت الإشارة إلى التأخير الممنهج في حل مشكل السكن والبطالة، وعبر المتدخلون بالمناسبة، على أن شباب المدينة والقرى المنجمية لايطالبون بالمستحيل بقدر مايطالبون بحقهم في الشغل والعيش الكريم. وتحدث المتدخلون خلال هذا اللقاء، عن الفوضى والمحسوبية والزبونية التي تتعامل بها إدارة الفوسفاط في تعاطيها مع بطالة الشباب المدينة، مشيرين في هذا السياق إلى أن الحصة المخصصة لأبناء المتقاعدين من مناصب التشغيل قليلة جدا، في الوقت الذي فيه استقدام اليد العاملة من الاقاليم الشرقية مسقط رأس العديد من المسؤولين السابقين، هذا فضلا عن طريقة تعامل إدارة الفوسفاط مع ملفات المقاولين الشباب حيت يكون مصيرها سلة المهملات فيما تقبل ملفات زوجات المديرين السابقين وملفات مهندسين وأطر سابقين والأصهار. وتمت الإشارة كذلك إلى الموظفين الأشباح ببلدية خريبكة والذين قيل إن عددهم يفوق 660 موظفا من أقارب الأعضاء السابقين والحاليين، كما أشار المراسلون إلى الأحزاب السياسية التي تغلق أبوابها بعد انتهاء فترة الانتخابات، وعجزها عن تأطير المواطنين والدفاع عن مشاكلهم و مشاكل المدينة التي صارت شوارعها محفرة وأزقتها مظلمة وإلى غياب المرافق الاجتماعية من حدائق ومنتزهات تنفس على الساكنة المحلية، وتمت كذلك الإشارة إلى الحي الصناعي الذي قيل إنه لايحمل إلا الإسم مبرزين أنه قسم إلى بقع سكنية في غياب تام للمصانع والمعامل كما أشير إلى التعامل المشين لوكالة التشغيل مع الكفاءات المحلية، والتي وصف دورها بالمنعدم في حل مشكل البطالة بالإقليم، مضيفين أن شعار مقاولتي شعار للاستهلاك ودر الرماد في العيون، لكون الجهة المسؤولة مشغولة في أمور أخرى بعيدة كل البعد عن هموم الشباب العاطل. هذه المعطيات التي تمت الإشارة إليها خلال هذا اللقاء، تندر ببركان سينفجر حتما إذا لم يتم تدارك الوضع بحل قضايا والمشاكل الاجتماعية وعلى رأسها إيجاد حلول ناجعة لمعضلة البطالة ومشاكل جماعات الإقليم.