قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الجمعة إن الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبة ورجال الإطفاء يزيد لديهم خطر الإصابة بالسرطان بالمقارنة مع باقي الناس وأنه لابد من تصنيف مثل هذا العمل على انه يحتمل أو يمكن أن يسبب السرطان. وقال فريق يضم 24 عالما درسوا هذه الأدلة أنه لابد من إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الصلة ولكنهم وجدوا أن العمل بنظام الورديات الذي يسبب اضطرابا في الساعة البيولوجية للجسم، وله تأثيرات مسبب للسرطان أيضا. وتنظم هذه الساعة الداخلية الإيقاع اليومي وهو نظام معقد يرسل إشارات إلى الخلايا لإنتاج هرمونات مختلفة في أوقات مختلفة. وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي تتخذ من فرنسا مقرا لها وتتبع منظمة الصحة العالمية في بيان إن «العمل بنظام المناوبة الذي يتضمن اضطرابا في الإيقاع اليومي يحتمل أن يكون مسببا للسرطان بالنسبة للإنسان». «التعرض لقسوة الجو بحكم المهنة كرجل إطفاء يحتمل أن يكون مسببا للسرطان بالنسبة للإنسان». وقد يؤثر هذا البيان على عدد كبير من الناس. وقالت الوكالة إن «نحو 20 في المائة من القوة العاملة في أوروبا وأميركا الشمالية تعمل بنظام المناوبة. والعمل بنظام المناوبة أكثر انتشارا في قطاعات الرعاية الصحية والصناعة والنقل والاتصالات». ولكن فينسنت كوليانو من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان قال إن الأدلة غير واضحة بشكل كاف كي يقوم أي شخص باتخاذ إجراء، وأردف قائلا عبر الهاتف إن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات أولا، مضيفا أن «بعد ذلك نريد أن تناقش وكالات الصحة القومية ذلك وتحدد نوع الإجراء الملائم». كما أضاف أن هذه أول مرة تدرس فيها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان العمل في مواعيد متغيرة كسبب محتمل للسرطان، وقال إن الوكالة ستعود إلى هذه القضية ربما خلال خمس سنوات عندما يتم إجراء مزيد من الأبحاث فيها. وستنشر هذه الرسالة في عدد ديسمبر من دورية «لانسيت» لعلم الأورام ولكن النتائج تعتمد على سنوات من الأبحاث المنشورة. وفي عام 2001 وجد فريق من مركز فريد هوتشيسون لأبحاث السرطان في سياتل أن النساء اللائي يعملن في ورديات الليل ربما يزيد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 60 في المائة. وتظهر عدة تجارب على الفئران اضطراب جينات الساعة اليومية في الخلايا السرطانية. وتوفر دراسات أخرى أدلة على أن رجال الإطفاء الذين يستنشقون الدخان والمواد الكيماوية والغبار والذين يعملون أيضا في مواعيد غير ثابتة يزيد لديهم خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب. وربما يكون لكل نتائج العمل بنظام المناوبة صلة باستجابة الجسم للضوء. وتفرز الغدة الصنوبرية بالمخ هرمون الميلاتونين بعد تعرض الجسم إما لضوء الشمس أو لضوء صناعي ثم للظلام بعد ذلك ويضطرب هذا الإفراز عندما يصحو الناس ليلا مع إنارة الأضواء. ويعمل الميلاتونين أيضا كمضاد للاكسدة لحماية الحمض النووي من نوع التلف الذي يؤدي إلى السرطان وأمراض القلب. وقال كوليانو إن «الميلاتونين يفعل الكثير بشأن تنظيم دورة الجسم. ولكن لا اعتقد أننا نعرف كيف نخدع نظام الميلاتونين حتى الآن». «سيكون لدينا دائما أشخاص يعملون ليلا وأشخاص يعملون بنظام المناوبة. وبعض المهن لابد من أدائها طوال الأربع والعشرين ساعة مثل الممرضات. من الضروري أن نعرف كيف نقلل هذا الخطر». وأشار خبراء آخرون إلى أن الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبة ربما لديهم سلوك آخر يزيد من خطر الإصابة بالسرطان مثل زيادة الميل لشرب الكحوليات أو التدخين أو النوم لساعات اقل.