تعاني الرياضة الوطنية من أزمة أدبية تهز عرش الأخلاق والقيم التي يجب أن يتحلى بها الرياضي المغربي، باعتباره مواطنا قبل أي صفة نضفيها عليه، ومع كامل الأسف مازلنا نلاحظ أن الأطراف المنتمية إلى الساحة الرياضية بعيدة عن امتلاك قيم أخلاقية ترافقها في حياتها العادية والعملية. مدربون ولاعبون وإداريون ما زالوا بعيدين كل البعد عن -لن أقول عن الروح الرياضية- عن امتلاك نموذج المدرب الخلوق، لأن الأخلاق أسمى من أن نربطها بالجانب الرياضي، لكنها تبقى أساسا علينا أن نلقنه للخارجين عن قانون الأخلاق. حينما يفتح يومير فمه قائلا أن عموتة لا يمتلك ثمن بذلة، ويتدخل في خصوصيات زميل له في مهنة التدريب، يبدو الأمر غير مقبول تماما من طرف يومير «لكن لا حياة لمن تنادي»... بالنسبة لمدرب يقال انه محترف يدرب أحد الفرق الضعيفة التي تترنح هنا وهناك، يبقى ما فعله هذا المربي مجرد محاولة لفت الانتباه. أن يطلق يومير مدفعه الرشاش بكلام غير لائق، فهذا أمر غير مقبول، لكن؟؟؟ بدل ذلك كان على يومير تقديم هدية للإطار الوطني عموتة، واضعا بين ثناياها تهانيه واحترامه لمدرب صنع أمجاد فريقه، ولم يتطفل على الآخرين، لكن حينما تحاول الإساءة بكلام فارغ تنبو الآذان عن سماعه، فهذه طامة كبرى تصيب رياضتنا، لكن الأفظع من ذلك أن تمر الحادثة مرور الكرام ... حينما يقوم مدرب الدفاع الحسني الجديدي الذي حاول هباء الدفاع عن كرامة مفقودة أصلا، بحركة مشينة في حق أحد المشجعين مهما كانت وقاحة هؤلاء، متناسيا مبدأ العفو عند المقدرة، وأن يتغاضى عن مثل هذه الأمور برحابة صدر على اعتبار أنه مدرب مسؤول عن كتيبة من اللاعبين، ولا بد أن يتحلى بشيء من الأخلاق على اعتبار أنه القدوة في الفريق... حينها يجب رفع الأقلام ومعاقبة هذا المدرب الذي لم يحترم المغاربة -وليس مشجعي الدفاع الجديدي فقط-، مدرب تعامل برعونة وفضل الانسحاب، واهما أنه يستطيع الحفاظ على كرامته المفقودة، لكنه نجا من العقوبة كأن شيئا لم يكن على مرمى أنظار المسؤولين... عاقبوه لنسترد شيئا من الكرامة! حينما نجد رجلا آخرا من رجال التدريب، لكنه أكثر لمعانا وبريقا على الساحة الوطنية، فهو مدرب سابق للأسود والوداد... اسمه بادو الزاكي مدرب الكوكب المراكشي، هذا الفريق الذي يسبح ضد التيار أمام أنظار مدربه المغوار؛ نجده غير قادر حتى الآن على قيادة القلعة المراكشية، إلا أنه لم يكن مثلا زميليه في خدش الحياء، فهذا لم يسجل عنه أبدا، كلما في الأمر أن مدرب الأسود سابقا يعاني من زعزعة في الثقة يرفض من خلالها أن يعترف بالمسؤولية، مدرب يحاول دائما التهرب في كل مرة يحس بها أن رجلاه بدأتا تعلقان في الوحل، حيث لا يمكنه على إثرها إلى لوم الآخرين والتملص من سوء النتائج، والحقيقة أن الزاكي يجيد إيجاد الذرائع والمبررات على مدار مشواره التدريبي سواء في الفتح، سبوريتنغ سلا، الوداد، المغرب الفاسي، شباب المحمدية والكوكب، وستحكم الأيام على الزاكي... نماذج ظهرت على السطح وزكت لنا واقع التدريب بالمغرب، وما خفي أعظم؟ نماذج كثيرة تمثل الصورة الحالية التي تعيشها الرياضة المغربية، فضائح بالجملة من سب وقذف واتهام وتهاون وسوء أخلاق، تؤكد أن واقع التدريب بصفة عامة في حالة يرثى لها، والعديد من الأطر في حاجة إلى إعادة تأهيل، وذلك بشهادة الشواهد الغائبة عنها. كل هذا يؤذن بكارثة أخلاقية تكتسح الحقل الرياضي، وأن مستوى مدربين من الناحية التربوية يحتاج إلى الكثير من الجهد، لأن ذلك سيكون له تأثير على الناشئة الرياضية التي هي مستقبل الرياضة الوطنية، وبطبيعة الحال فلاعبو الفريق معنيون بهذا الداء، لأنهم سيجدون في مديرهم الفني قدوة سيئة للتمثل والاهتداء به، نتمنى أن يستوعب الكل درسا في الأخلاق، لأنه في الوقت الراهن باتت أخلاق المدربين تضيق!