كشفت مصادر مطلعة أن وزارة التربية الوطنية، أجرت مجموعة من التغييرات على بعض المقررات المدرسية، حيث راسلت الوزارة مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تخبرهم بالتغييرات التي ستطرأ على بعض الكتب المدرسية. وحصلت الجريدة على قائمة الكتب التي أدخلت عليها التحيينات من طرف وزارة التربية الوطنية، والمدرجة في إطار المبادرة الملكية «مليون محفظة»، ويتعلق الأمر بكراسة اللغة العربية، والرياضيات، والنشاط العلمي، بالنسبة للسنة الأولى والثانية ابتدائي، ومادة اللغة العربية، واللغة الفرنسية، والرياضيات، والنشاط العلمي بالنسبة للسنة الثالثة ابتدائي. كما أن السنة الرابعة ابتدائي، عرفت أيضا بعض التغييرات طالت مقررات اللغة العربية، والاجتماعيات، واللغة الفرنسية، والرياضيات، والنشاط العلمي. أما بخصوص السنة السادسة، فستعرف مادة الاجتماعيات وحدها تغييرات جديدة. هذه التغييرات أثارت حنق الكتبيين الذين عبروا عن احتجاجهم على التغييرات المتكررة، إذ قال محمد برني، رئيس الجمعية المغربية للكتبيين «إن الكتبيين ليسوا ضد التغيير فيما يخص المسائل البيداغوجية والتربوية، فنحن مع التغيير، ومع أي خطوة ترقى بالمستوى التعليمي بالمغرب، بيد أن الذي نرفضه هو الطريقة المتبعة في التغيير». وهذا الرفض، بحسب ما جاء في اتصال الجريدة مع محمد برني، هو نتيجة اتسام العملية «بنوع من الارتباك والارتجالية، وغياب رؤية واضحة بخصوص هذا التحيين»، موضحا، بأنه كان من الأجدر بالوزارة أن تطبق ما تم الاتفاق حوله، بعد الجلوس مع سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، خلال السنة الماضية، والذي وعد الكتبيين بالتغيير المتدرج». وأضاف برني أن الاتفاق كان ينص على تغيير المقررات الدراسية للسنة الأولى والثانية الابتدائية، بالنسبة للموسم الدراسي الحالي، على أساس تغيير كراسات السنة الثالثة والرابعة بالنسبة للموسم الدراسي المقبل، وفيما بعد تغيير المقررات الدراسية بالنسبة للسنة الخامسة والسادسة ابتدائي، غير أنه لم يتم تفعيل ما تم الاتفاق عليه، وفق رئيس الجمعية المغربية للكتبيين. وذكر المتحدث بأن التغييرات ستهم أيضا، كتب بعض المواد بالنسبة للمستويات الإعدادية؛ الأولى، والثانية، والثالثة، بالرغم من أن الأمر خارج الرؤية الإستراتيجية لمنظومة التربية والتعليم التي لا زالت تناقش في البرلمان. واشتكى محمد برني، من إضرار الكتبيين بهذه التغييرات التي يتم إدخالها بدون سابق إنذار، مشددا على أن التغييرات المتكررة «ستؤدي بالكتبيين إلى الإفلاس بالرغم من أننا نعاني بشكل مسبق من الإفلاس، نتيجة بعض الممارسات من قبيل بيع الكتب في المدارس الخصوصية، والباعة الجائلين، والأسواق الكبرى». وبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جمعية الكتبيين على هذه التغييرات أمام مقر وزارة التربية الوطنية، أفاد برني، بأنه «لحد الساعة لم نتلق أي رد، ونحن نستغرب من هذا الصمت الرهيب الذي تمارسه الوزارة». وحصلت بيان اليوم على الملف المطلبي الذي قدمته الجمعية لوزارة التربية الوطنية، تطالب من خلاله بالتراجع عن القرار القاضي بالتغييرات التي سوف تطرأ على الكتاب المدرسي الابتدائي والكتاب الموازي لسنوات الإعدادي، وكذا كتب التعليم الأولى، بهدف إعطاء مهلة من أجل تصريف مخزون الكتب المتغيرة. ودعت الجمعية وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة إبلاغ الكتبيين عن كل تغيير جديد قبل سنة ونصف، مطالبين أيضا، بفتح باب المشاركة لكافة المهتمين بالكتاب المدرسي، في إطار جلسات ثنائية قصد الخروج بنتائج ترضي الجميع، لا سيما، الشركاء في قطاع الكتاب والنشر والتوزيع.