احتضن فضاء مسرح الحي البرتغالي بالجديدة مؤخرا، ملتقى “شاعر دكالة” الذي يحتفي بالشعر والموسيقى بحضور ثلة من الشعراء المبدعين. وشهدت هذه الدورة المنظمة من قبل جمعية الإسماعيلية للتواصل والتنمية وعلى غرار باقي الدورات، منح لقب “شاعر دكالة” لسنة 2019 لشاعرة ذات أصول دكالية إنها المبدعة خطيبة منديب، نظير ما تقدمه من إسهامات ثقافية وتضحيات جسام من أجل الدفع بالحركة الثقافية بالجديدة إلى الأمام، سواء من خلال مهمتها كرئيسة لاتحاد كتاب رابطات المغرب فرع الجديدة، أو من خلال حضورها الوازن في كل الأنشطة الثقافية التي تعرفها عاصمة دكالة. وللشاعرة منديب مجموعة من الإصدارات سواء بشكل فردي أو مشترك مع شعراء آخرين، وجلها كتبت باللغة الفرنسية كديوان “نساء معنفات” وأطفال الصحراء” و”مئة ألف شاعر للتغيير” و”دموع من دم” ثم سيرة ذاتية بعنوان “شظايا الحياة بين التقاليد والعصرنة”، إضافة إلى دواوين شعرية أخرى ذات حمولة دلالية غنية. وللكاتبة خطيبة منديب مشاركات ثقافية ومناظرات، كما لها حضور لافت في المشهد الثقافي المغربي، ولها أيضا أسلوبها في الكتابة الذي يمتاز بالدقة في اختيار الكلمات، تنبذ الظلم وتدعو إلى السلم والمحبة، فأفكار وآراء كتابتها نتاج عوامل اجتماعية، يحضر فيها الطابع النفسي والتاريخي، وجل قصائدها الشعرية لا تنفصل عن سياقها المجتمعي. وبالرجوع لأجواء الملتقى، فقد استهل بكلمة ترحيبية ألقاها مدير الملتقى ورئيس جمعية الإسماعيلية للتواصل والتنمية، والتي شكر من خلالها كل المشاركين في الدورة، والذين تجشموا عناء السفر من مدن أخرى، بل منهم من جاء من خارج المغرب. وكان لعموم الحاضرين موعد مع الكلمة الهادفة والكلام الموزون المطرز بجرس موسيقي، حيث شنف مسامعهم شعراء وشاعرات بقصائد شعرية في ليلة الشعر والموسيقى لاقت استحسان كل من تابع الملتقى، وهكذا تعاقب على قراءة مقطوعات شعرية كل من الشاعرة خطيبة منديب، سعيد عاهد، فاتحة أحمد، الحاج قدور السوالي، ابتسام قرواش، محمد شهيم، أنس بوعمري، ياسين الخمليشي. وتخللت فقرات هذا الملتقى الشاعري بامتياز، وصلات غنائية من إنشاد الفنان أسامة بوحافة من إيطاليا، والفنان أحمد خليفة من ألمانيا، إضافة إلى الفنانين: سعيد الصغير، ماجدة الرحالي، نور الدين تبيت، فاطمة الزهراء مرزوقي. واستضافت نسخة 2019 الفنانة التشكيلية المقيمة بدولة ألمانيا ربيعة القدميري كضيفة شرف، احتفاء برصيدها الفني المتميز، وتكريما لجهودها في ترسيخ قيم الثقافة المغربية بدول المهجر، وإبراز قيمة الفن المغربي بالديار الألمانية، حيث لفتت الانتباه إليها عبر أعمالها الفنية، وهو ما جعلها تحظى بدعوات متتالية للمشاركة في معارض فنية داخل ألمانيا، كما صدرت أعمالها في موسوعة “الماسة للفن التشكيلي والخط العربي”، حيث قدمت فيه دراسة أعمالها من طرف أساتذة الفن من العراق وسوريا ومصر. والجدير بالذكر أن الدورة عرفت أيضا تتويج الشعراء الشباب من مدينة الجديدة المشاركين في مسابقة الشعراء الشباب، إذ عادت جائزة هذه الدورة للشاعرة الشابة منال وهراني التي تتأهب لإصدار أول ديوان شعري لها. وأكد بوشعيب نفساوي مدير الملتقى في تصريح لجريدة”بيان اليوم” أن هذا الملتقى يشكل موعدا سنويا دأبت على تنظيمه الجمعية احتفاء بالشعر والموسيقى، بمشاركة شعراء مغاربة من داخل الجديدة وخارجها، كما تعد المناسبة فرصة لتكريس ثقافة الاعتراف بالشعراء من حيث إنتاجاتهم في مجال كتابة القصيدة، وأيضا مناسبة لاكتشاف مواهب شابة.